أوستن: الهجمات منفصلة عن الصراع بين إسرائيل وحركة حماس

واشنطن تشن هجمات على "منشأتين للحرس الثوري الإيراني" في سوريا

قوات أميركية في دورية في ريف تل تمر بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا - AFP
قوات أميركية في دورية في ريف تل تمر بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا - AFP
واشنطن/دبي-رويترزالشرق

قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن الولايات المتحدة نفذت الخميس، ضربات ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وجماعات يدعمها، رداً على سلسلة من الهجمات ضد القوات الأميركية في كل من العراق وسوريا.

وذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان: "هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أميركيين في العراق وسوريا من قبل ميليشيات مدعومة من إيران، والتي بدأت في 17 أكتوبر".

وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة "لن تتسامح مع الهجمات ضد الأميركيين، وستدافع عن مصالحها، مشيراً إلى أنها ستتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت هجمات وكلاء طهران".

وتابع: "الهجمات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية غير مقبولة، ويجب أن تتوقف".

وشدد على أن تلك الهجمات "منفصلة عن الصراع بين إسرائيل و(حركة) حماس، ولا تشكل تحولاً في نهجنا تجاه الصراع"، مؤكداً أن واشنطن "لا تسعى للصراع، وليس لديها نية للانخراط في أي عداءات أخرى".

"لا تنسيق مع إسرائيل"

بدوره، قال مسؤول أميركي إن الضربات استهدفت مستودعات أسلحة وذخيرة، مشيراً إلى أنها شٌنت باستخدام مقاتلات "F-16".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة "لم تنسق الضربات في سوريا مع إسرائيل".

وفي وقت سابق الخميس، أعلن البنتاجون أن القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق تعرّضت منذ بداية أكتوبر الجاري لما لا يقلّ عن 16 هجوماً في هذين البلدين، متّهماً "ميليشيات مدعومة من إيران" بالوقوف خلف هذه الهجمات.

وقال المتحدّث باسم "البنتاجون" الجنرال بات رايدر للصحافيين إنه منذ 17 أكتوبر "هوجمت القوات الأميركية وقوات التحالف 12 مرة في العراق و4 مرّات في سوريا"، موضحاً أنّ هذه الهجمات نُفّذت بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وأضاف أن آخر هذه الهجمات وقع الخميس في إقليم كردستان العراق، وتسبّب بـ"أضرار طفيفة في البنية التحتية" من "دون أن يتسبّب بأيّ خسائر بشرية".

وتبّنت معظم تلك الهجمات، إن لم يكن جميعها، مجموعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق".

ولا تعدّ هذه إحدى المجموعات المسلحة المعروفة التي تنشط في المنطقة، كما أنها لم تعلن ارتباطها أو تلقيها دعماً من أيّ حكومة محدّدة.
لكنّ البنتاجون أكّد وقوف إيران خلف منفّذي هذه الهجمات.

وأفاد رايدر: "نعلم أنّ هذه الهجمات تشنّها ميليشيات مدعومة من إيران، ومن ثم نعتبر إيران مسؤولة عن هذه الجماعات". 

وهددت مجموعات مسلّحة مقرّبة من إيران بمهاجمة المصالح الأميركية على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل، فيما شددت إحداها - كتائب حزب الله (أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي)، على ضرورة مغادرة القوات الأميركية البلاد وإلا فـ"سيذوقون نار جهنّم في الدنيا قبل الآخرة". 

ولواشنطن نحو 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق يتمركزون في هذين البلدين في إطار جهود منع عودة تنظيم "داعش".

وكان التنظيم يسيطر على مناطق واسعة في هذين البلدين قبل أن تدحره قوات برية محلية مدعومة بضربات جوية للتحالف الدولي في نزاع استمر سنوات.

وتؤدي القوات الأميركية في العراق دوراً تدريبياً واستشارياً، بعد الانتهاء الرسمي لمهمة التحالف القتالية في ديسمبر 2021، بينما تنفّذ تلك المتمركزة في سوريا ضربات متكررة ضد تنظيم "داعش".

تحذير لخامنئي

وذكر البيت الأبيض، الخميس، أن بايدن أوصل رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي للتحذير من استهداف الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحافية: "نُقلت الرسالة مباشرة". ولم يتطرق لتفاصيل.

وجاءت تصريحات كيربي في الوقت الذي لا يزال يستشعر فيه المسؤولون الأميركيون القلق بشأن اتساع الصراع في الشرق الأوسط بعد هجوم حركة "حماس" الفلسطينية في السابع من أكتوبر الجاري على إسرائيل مع تكثيف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) للمراقبة، ونشرها قطعاً عسكرية إضافية وأفراداً في المنطقة.

والأربعاء، لفت بايدن إلى أنه حذر خامنئي من أن الولايات المتحدة، سترد إذا استمر استهداف القوات الأميركية، لكنه لم يحدد كيف أوصل الرسالة.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في العاصمة واشنطن: "تحذيري إلى خامنئي هو أنه إذا واصلوا التحرك ضد تلك القوات، سنرد، وعليه أن يستعد. ليس للأمر علاقة بإسرائيل".

ولاحقاً أعلن "البنتاجون"، الخميس، أن نحو 900 من القوات الأميركية الإضافية تتجه إلى الشرق الأوسط، أو وصلت في الآونة الأخيرة، لتعزيز الدفاعات الجوية من أجل حماية جنود الولايات المتحدة في ظل تصاعد الهجمات بالمنطقة من جماعات موالية لإيران.

تصنيفات

قصص قد تهمك