لقي 4 فلسطينيين حتفهم، الجمعة، وأُصيب 12 آخرون، إثر اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بالضفة الغربية، مع استمرار حملات المداهمات والاعتقالات.
وأفاد مراسل "الشرق" في رام الله، بأن عدد الضحايا في الضفة الغربية ارتفع منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الجاري، إلى 110، وأكثر من 1900 مصاب، وهو عدد غير مسبوق منذ نهاية الانتفاضة الثانية في عام 2000، قبل أكثر من 20 عاماً.
وواصلت السلطات الإسرائيلية حملة الاعتقالات التي طالت العشرات في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، وزاد عدد المعتقلين منذ 7 أكتوبر عن 1500 معتقل.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، نقلاً عن مصادر طبية، بأن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في مدينة جنين، وأصيب 12 آخرون برصاص الاحتلال، إثر اقتحام قوات من الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين وأطراف مخيمها.
وأكدت المصادر الطبية، أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارة إسعاف، واحتجزتها ومنعتها من الوصول إلى أحد الضحايا عقب إصابته، وتركته ينزف حتى الموت.
وذكرت مصادر محلية أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت مدينة جنين، وداهمت عدة مباني ومنازل، ونشرت القناصة، فيما شهدت سماء مدينة جنين ومخيمها تحليقاً مكثفاً للطائرات المسيرة والحربية.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة من عدة محاور، ودفعت بتعزيزات كبيرة، بأكثر من 40 آلية عسكرية، وسط مواجهات عنيفة.
وأشارت الوكالة إلى وفاة شاب متأثراً بإصابته بالرصاص، فجر الجمعة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة قلقيلية، فيما أصيب شابان آخران بشظايا الرصاص، ونقلا للمستشفى.
وفي نابلس أصيب 4 فلسطينيين بالرصاص، وآخر بشظايا، واعتقل 6 آخرون، الجمعة، خلال اقتحام قوات الاحتلال، حسبما ذكرت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني.
تهديد بـ"نكبة جديدة"
ووزع مستوطنون، بياناً باللغة العربية في شمال الضفة الغربية، يطالب الفلسطينيين بالرحيل إلى الأردن، مهددين من يبقى بـ"نكبة جديدة" شبيهة بنكبة عام 1948.
والأربعاء، استهدف الرئيس الأميركي جو بايدن، المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية بـ"توبيخ نادر"، قائلاً: "ما زلت أشعر بالانزعاج إزاء مهاجمة المستوطنين المتطرفين للفلسطينيين في الضفة الغربية"، متهما إياهم بـ"سكب الزيت على النار". وتابع "إنهم يهاجمون الفلسطينيين في الأماكن التي من حقهم التواجد فيها".
وقصفت إسرائيل قطاع غزة المكتظ بالسكان في أعقاب هجوم حركة "حماس" على تجمعات سكانية إسرائيلية في السابع من أكتوبر. وتقول إسرائيل إن حماس قتلت نحو 1400 شخص بينهم أطفال، واحتجزت أكثر من 200 رهينة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، الخميس، إن عدد الضحايا الذين سقطوا في الضربات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع ارتفع إلى 7 آلاف و28 ضحية، بينهم 2913 طفلاً.
تحذيرات من "مجازر" في الضفة الغربية
وحذرت الخارجية الفلسطينية، الجمعة، من استغلال مسلحين إسرائيليين الحرب على غزة، لارتكاب "مجازر" في الضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن وزارة الخارجية تحذيرها من اعتداءات "ميليشيات المستعمرين المنظمة والمسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية".
وأضافت "بات واضحاً أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير وأتباعه، يحاولون استغلال مآسي الحرب المدمرة على قطاع غزة والظروف العدائية التي أوجدتها، لممارسة أبشع الاعتداءات ضد المواطنين في الضفة الغربية، وتعميق مكاسبهم ومخططاتهم الاستعمارية".
ودعت الخارجية الفلسطينية، إلى وقف الحرب في غزة وممارسة ضغط دولي حقيقي لـ"إجبار الحكومة الإسرائيلية على لجم عصابات بن جفير المسلحة وتفكيكها ورفع الغطاء السياسي عنها".
