أعرب مرشحون جمهوريون لرئاسة الولايات المتحدة عن تأييدهم الكامل لـ"دفاع إسرائيل عن نفسها"، وانتقدوا سياسات الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرغ"، الأحد.
وقال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، خلال الاجتماع السنوي لـ"الائتلاف اليهودي الجمهوري" في "لاس فيجاس"، السبت، إنه سيتخذ موقفاً قوياً، وتعهد بأنه "سينتقم بقوة هائلة من هجمات الأعداء"، في حال إعادة انتخابه.
وأضاف ترمب: "إذا أرقتم قطرة من الدماء الأميركية، سنريق جالوناً من دمائكم. ضعف جو بايدن هو الذي تسبب في الهجوم على إسرائيل، وضعفه سيؤدي إلى زيادة القتلى".
وجمع اجتماع الائتلاف اليهودي الجمهوري أبرز المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري، في الوقت الذي أعادت فيه حرب إسرائيل مع حركة "حماس" السياسة الخارجية إلى دائرة الضوء في الحملات الانتخابية.
وشهد الاجتماع أيضاً إعلان مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي السابق، انسحابه من السباق الرئاسي الأميركي.
جرأة إيران
وسعى المرشحون الجمهوريون لانتقاد بايدن، وزعموا أن سياسته جعلت إيران، الداعمة لحركة "حماس"، أكثر جرأة.
وانتقد حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، نهج بايدن تجاه إيران، ودعا إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على طهران لمنع وكلائها في المنطقة من توسيع الصراع، بحسب "بلومبرغ".
وقال ديسانتيس: "أقول لجو بايدن: توقف عن إضاعة الوقت مع إيران، كن صارماً مع طهران، شدد الخناق عليها، ولا تتخلى عن عائدات النفط".
وأعربت المرشحة الجمهورية نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، عن مشاعر مماثلة، حيث قالت: "أنا سعيدة لأن جو بايدن يقول بعض الأشياء الصحيحة، لكن أفعاله لا تتطابق دائماً مع أقواله. إذا كنت تقف إلى جانب إسرائيل، فلا يجب أن تتقرب من إيران".
وتعرضت القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لسلسلة هجمات بطائرات مُسيرة وصواريخ، في حين قالت الولايات المتحدة إنها تحمل طهران المسؤولية عن هذه الهجمات.
وردت القوات الأميركية بشن ضربات على منشأتين في شرق سوريا تعتقد أنهما يتم استخدامهما من قبل الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له.
زيارة إسرائيل
ورغم انتقادات الجمهوريين، حظي بايدن بإشادة قادة الجالية اليهودية الأميركية بسبب دعمه العلني لإسرائيل، بما في ذلك زيارته إليها أثناء الحرب للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإدانة تصاعد معاداة السامية وجرائم الكراهية، وفقاً لـ"بلومبرغ".
وقال تي جي داكلو، وهو متحدث باسم حملة بايدن لانتخابات 2024، في بيان، قبل تصريحات ترمب، إن الرئيس السابق كان خطراً، ولا يصلح للقيادة. وأضاف أن ترمب "قوض أمننا القومي وتسبب في إحراج أمتنا على الصعيد العالمي".
ونشبت خلافات بين المرشحين الجمهوريين في أعقاب هجمات "حماس"، حيث انتقد منافسو ترمب تصريحاته التي انتقد فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأشاد بجماعة "حزب الله" اللبنانية.
وحاول ترمب تجاوز هذا الجدل بتسليط الضوء على السياسات التي اتبعها خلال فترة ولايته. وقال إنه "حارب من أجل إسرائيل أكثر من أي رئيس سبق"، كما تعهد بمنع دخول المهاجرين والمسافرين من غزة، وقمع المظاهرات المؤيدة لفلسطين إذا عاد إلى البيت الأبيض.
في الأسابيع الأخيرة، أثار ترمب جدلاً عبر وصفه حزب الله اللبناني، بأنّه "ذكي جداً".
كما أثار انتقاده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اتهمه بـ"خذلان" الولايات المتحدة قبل الغارة الأميركية بطائرة بدون طيار التي أودت بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العام 2020، جدلاً داخل "الحزب القديم الكبير".
الدعم المالي
ويحمل هذا الحدث السنوي، الذي يسعى فيه المرشّحون المحافظون للانتخابات الرئاسية، تقليدياً للحصول على الدعم المالي، أهمية خاصّة هذا العام بالنسبة للجالية اليهودية الأميركية، التي أصيبت بـ"صدمة" بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1400 شخص.
ويعدّ دعم إسرائيل من القضايا الأساسية بالنسبة إلى الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة، كما أنّه قضية مهمة في السياسة الخارجية قادرة على إحداث تغيير في صناديق الاقتراع، وذلك استناداً إلى العدد الكبير من الناخبين اليهود.
كما أنّ دعم إسرائيل يعدّ قضية مهمة بالنسبة إلى الناخبين المسيحيين الإنجيليين، الذين يعتبرون وجود دولة يهودية شرطاً أساسياً لتحقيق "المجيء الثاني" المأمول ليسوع المسيح، بحسب اعتقادهم.