أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الاثنين، إطلاق نداء إنساني لجمع 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون فلسطيني، محذراً من أن قطاع غزة يتحول إلى "مقبرة للأطفال".
وقال جوتيريش خلال مؤتمر صحافي في نيويورك، إن هذا العدد يشمل 500 ألف شخص في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وأضاف جوتيريش أنه "يجب أن نتحرك الآن لإيجاد طريقة لإنهاء هذا الدمار الوحشي والمروع والمؤلم"، مكرراً دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
وأكد جوتيريش أن "الكارثة التي تتكشف الآن تجعل الحاجة إلى الوقف الإنساني لإطلاق النار أكثر إلحاحاً مع مرور كل ساعة". وقال: "غزة تتحول إلى مقبرة للأطفال. وترد تقارير عن سقوط وإصابة المئات من الفتيات والفتيان يومياً".
انتهاكات واضحة للقانون الإنساني
وأكد جوتيريش في حديثه أنه "يتم ارتكاب انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي في قطاع غزة"، حيث سقط أكثر من 10 آلاف ضحية فلسطيني خلال القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع.
وأشار إلى أن "العمليات البرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية والقصف المستمر، يضربان المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومنشآت الأمم المتحدة، التي تتضمن ملاجئ. لا أحد في مأمن".
ومضى يقول: "في الوقت نفسه، تستخدم حماس ومسلحون آخرون المدنيين كدروع بشرية، ويواصلون إطلاق الصواريخ بلا تمييز على إسرائيل".
ولفت جوتيريش إلى أن "89 شخصاً يعملون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لقوا حتفهم في غزة"، وهو ما وصفه بأنه "أعلى عدد من الضحايا من موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، وهو أعلى مما وقع في أي فترة مماثلة في تاريخ منظمتنا".
"قطرات المساعدات لا تكفي لغزة"
وتتقاطر شاحنات المساعدات إلى غزة من مصر عبر معبر رفح، وهو معبر رئيسي لا يقع على الحدود مع إسرائيل. لكن مسؤولي الأمم المتحدة قالوا مراراً إن عددها ليس كافياً للسكان المدنيين في غزة البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، والذين صار ما يربو على مليون منهم بلا مأوى بسبب القصف الإسرائيلي.
وجدد غوتيريش المطالبة بالسماح بدخول المزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى غزة "على نحو آمن وعاجل، وعلى النطاق الذي تتطلبه الحاجة الآن".
وقال جوتيريش: "قطرات المساعدات لا تلبي محيط الاحتياجات". وأضاف: "معبر رفح وحده لا يملك القدرة على التعامل مع شاحنات المساعدات بالحجم المطلوب".
وأضاف أن ما يزيد قليلاً على 400 شاحنة عبرت إلى غزة خلال الأسبوعين الماضيين، مقارنة مع 500 شاحنة في اليوم السابق للصراع. وقال إن "الشاحنات لم تتضمن إمدادات الوقود".
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن هناك حاجة إلى أكثر من معبر حدودي لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وإن معبر كرم أبو سالم، الذي تسيطر عليه إسرائيل، هو الوحيد المجهز لاستيعاب ما يكفي من الشاحنات.
