الصفدي اعتبر أن تهجير الفلسطينيين باتجاه الأردن بمثابة "إعلان حرب"

الأردن يرفض أي حديث عن سيناريوهات ما بعد حرب غزة: لا قوات عربية

دبي-الشرق

أعرب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عن رفض بلاده أي حديث عن إدارة غزة ما بعد الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية منذ 7 أكتوبر الماضي "عبر قوات عربية أو غير عربية"، معتبراً أن مسألة تهجير الفلسطينيين باتجاه الأردن بمثابة "إعلان حرب".

وقال الصفدي، خلال لقائه عدداً من الصحافيين والكتاب بالعاصمة عمان، إن الأردن يشدد الآن على "وقف الحرب والجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين، وأي حديث آخر يتم بعد ذلك"، معتبراً أن "ما يطرح من سيناريوهات في هذا السياق غير واقعي ومرفوض، ولا يتعامل معها الأردن".

وشدد الصفدي على أن "الأردن، ومن ناحية مبدئية، ومن ناحية المصالح العليا للشعب الفلسطيني وللمملكة أيضاً يرفض أي سيناريو يتناول قضية غزة وحدها، وهذا سيكرس هدف إسرائيل بفصل غزة عن الضفة الغربية، ويأخذنا لمسارات خطيرة لا تصب بصالح الشعب الفلسطيني وقضيته".

وبيّن الصفدي أن "أي حديث استباقي يروج له البعض عن سيناريوهات ما بعد غزة هو قفز في الهواء"، موضحاً أن "كل ذلك لن يناقش إلا بعد وقف الحرب والقتل، كما أن المستقبل يحمل تغييراً للحكومة الإسرائيلية الحالية بلا جدال، ناهيك عن أن السلطة الفلسطينية لن تذهب إلى غزة على ظهور دبابات الاحتلال".

وقدمت جهات غربية بدائل للسلطة الفلسطينية في حال تعثر دخولها إلى غزة منها إنشاء قوات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة، أو قوات مشتركة عربية ودولية، لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال، في وقت سابق الأربعاء، إنه قد تكون هناك حاجة إلى "فترة انتقالية" في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مشيراً إلى أن واشنطن تعارض إعادة احتلال القطاع.

كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأربعاء، على "ضرورة أن تكون هناك فترة انتقالية يتم التفاوض عليها مع الفلسطينيين وإسرائيل"، واصفاً الحديث عن قوة محتملة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة بأنه "سابق لأوانه"، قائلاً إن "مثل هذه الخطوة لم تتم مناقشتها في المنظمة الدولية".

وأتت تلك التصريحات بعد يوم من قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل "ستتولى مسؤولية الأمن في قطاع غزة بعد الحرب، لفترة غير محددة"، ما أثار مخاوف من إعادة احتلال القطاع.

وتكثف الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل لتخفيف قصفها المكثف على قطاع غزة، إذ أرسلت كبار دبلوماسييها إلى المنطقة من أجل هذا الهدف، فيما قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن "محبط" من استمرار رفض تل أبيب لمساعي الوقف الإنساني للقتال.

"إعلان حرب"

وفي سياق متصل، جدد الصفدي التأكيد على موقف الأردن "من أن أي تهجير للشعب الفلسطيني من أرضه باتجاه الأردن هو بمثابة إعلان حرب على الأردن، سنتصدى له بكل قوة".

وأوضح أن "خيار التهجير الذي طرحته إسرائيل بداية حرب غزة فشل ولم يجد قبولاً ليس فقط من مصر والأردن والشعب الفلسطيني، بل من كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة".

ورداً على سؤال عن "ضعف" موقف السلطة الفلسطينية، لفت الصفدي إلى "ضرورة الانتباه إلى أن المصلحة الإسرائيلية هي في إضعاف السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وهي تقوم بجهود ممنهجة منذ توقيع اتفاق أوسلو، ويجب أن لا ينجر أحد إليه في هذه الحرب".

وبيّن أن "الأردن يرى في السلطة الوطنية ومنظمة التحرير شريكنا، وهي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ونعمل معاً كفريق واحد"، مشيراً إلى أن "السلطة تتعرض لتحديات كبيرة وقاسية، ومن أضعف السلطة هو الاحتلال وبسياسة ممنهجة، والهدف من ذلك هو للقول للعالم أن لا قيادة للشعب الفلسطيني يقام معها سلام شامل وحقيقي وليبرر لنفسه تقديم نوع من الحكم الذاتي أو البلدي فقط". 

واعتبر الوزير الأردني، أن "تقوية السلطة الفلسطينية إذا أراد العالم ذلك يتم بإعطائها ما أسست من أجله، أي تحقيق السلام الشامل وإقامة الدولة المستقلة وتأمين الحقوق لشعبها".

وسبق أن حذرت دول عربية عدة، من "التهجير القسري" لسكان قطاع غزة، بعد أن طالبت إسرائيل سكان القطاع البالغ عدد قاطنيه أكثر من مليوني شخص بالنزوح جنوباً، وسط مناشدات دولية بفتح ممر إنساني، مع تصاعد القصف الإسرائيلي الذي خلّف أكثر من 10 آلاف قتيل في القطاع.

وتعكس المخاوف العربية عميقة الجذور من أن تؤدي الحرب الدائرة حالياً إلى موجة نزوح جديدة من الأراضي التي يريد الفلسطينيون بناء دولتهم المستقبلية عليها.

تصنيفات

قصص قد تهمك