أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، أن 14 فلسطينياً قتلوا، وأصيب 20 آخرون على الأقل في مداهمة نفذتها القوات الإسرائيلية لمدينة ومخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة.
وينفذ الجيش الإسرائيلي توغلات عسكرية في جنين بشكل مستمر، وقال في بيان، الخميس، إنه "نفذ مداهمات لمكافحة الإرهاب في جنين"، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل.
وكان الجيش الإسرائيلي توغل في المدينة بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، ومن ثم انسحب منها باكراً ليعود عند ساعات الصباح بهدف "اعتقال مطلوبين".
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر أمنية، قولها إن "قوات كبيرة" من الجيش الإسرائيلي "تقدر بنحو 70 آلية عسكرية ترافقها 4 جرافات عسكرية"، "اقتحمت جنين من عدة محاور وسط إطلاق الأعيرة النارية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان".
وأضافت أن "طائرة مروحية وطائرات استطلاع ترافق قوات الاحتلال في اقتحام مدينة جنين، التي انتشرت في عدد من أحياء المدينة، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة. بعد مداهمة عدد من المنازل".
ولفتت الوكالة إلى اضطرار عدد من السكان للخروج من منازلهم على أطراف المخيم، بسبب إطلاق النار الكثيف، مشيرةً إلى أن الجرافات باشرت بإغلاق محكم لمداخل المخيم الرئيسية بالسواتر الترابية، قبل اقتحامه من جهة الساحة، حيث بدأت كذلك بجرف وتدمير ساحة المخيم الرئيسية، مع اندلاع مواجهات في المنطقة ومحيط مدرسة وكالة "الأونروا".
وقال شهود عيان لـ"فرانس برس"، إن "مواجهات عنيفة اندلعت في مخيم جنين، وإن الجيش يحاصر مدارس ومستشفى ابن سينا في المدينة".
وقال القائم بأعمال محافظ جنين كمال أبو الرب لـ"فرانس برس"، إن "ما يجري في مخيم جنين هو حرب، والجيش الإسرائيلي يحاصر المخيم، ولم نعد نميز عدد الشهداء أو الإصابات".
من جهتها، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعامل طواقمها مع "39 إصابة" في مناطق الضفة الغربية، موضحةً أن القوات الإسرائيلية "استهدفت مركبة إسعاف في جنين، وأصابت أحد أعضاء الجمعية برصاصة في الظهر، وأنها لا تزال تمنع الطواقم الطبية من الدخول إلى المخيم للوصول إلى المصابين".
واعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان أن الحكومة الإسرائيلية "تصعد من حربها الشاملة على شعبنا في غزة والضفة بما فيها القدس"، مشيراً إلى أنها "انتقلت في عدوانها الشامل على شعبنا الفلسطيني في غزة إلى الضفة الغربية".
كما ذكرت الخارجية الفلسطينية في بيان، أن "عدوان" إسرائيل على جنين "تصعيد متعمد لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية"، مطالبة المجتمع الدولي بـ"سرعة التدخل لوقفه".
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر الماضي، إثر هجوم غير مسبوق للحركة على جنوب إسرائيل، تصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وبلدتها القديمة.
وقتل في الضفة الغربية أكثر من 170 فلسطينياً بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "أوقف أكثر من ألف فلسطيني في الضفة منذ السابع من أكتوبر"، مشيراً إلى أن "غالبيتهم يرتبطون بحركة حماس".
من جهته، أفاد "نادي الأسير الفلسطيني" بأن عدد الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية خلال هذه الفترة تجاوز عتبة الألفي شخص.
