الصفقة تشمل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينياً مقابل 53 إسرائيلياً

تكتم وتفاؤل حذر قبيل اتفاق مرتقب لتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل

دبي-الشرق

كشفت تصريحات متطابقة لمسؤولين أميركيين وقطريين وإسرائيليين وقادة بحركة "حماس" الفلسطينية، أن اتفاقاً لتبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" بات وشيكاً، وأن المفاوضات التي تتم بوساطة قطرية قد بلغت مراحل متقدمة.

ومن بين الخطوط العريضة للاتفاق إطلاق سراح مجموعة من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة مقابل إفراج تل أبيب عن أسرى فلسطينيين، وفرض هدنة مؤقتة قد تمتد لبضعة أيام وفرض حظر للطيران فوق قطاع غزة.

تفاصيل الاتفاق

وقالت مصادر إسرائيلية لـ"الشرق" الثلاثاء، إن الصفقة ستشمل إطلاق سراح 53 امرأة وطفلاً إسرائيلياً مقابل إفراج تل أبيب عن 150 أسيراً فلسطينياً بينهم قاصرون ونساء، وأشارت إلى أن الصفقة لن تشمل الذين قتلوا إسرائيليين، فيما سيُسمح لمن أُطلق سراحه بالعودة إلى منزله.

وأضافت المصادر ذاتها أنه سيتم الإعلان عن وقف إطلاق النار لـ4 أيام، مع إمكانية لتمديد إضافي مقابل 10 محتجزين إسرائيليين عن كل يوم، على أن يتم إدخال مواد إغاثية ووقود إلى قطاع غزة خلال أيام الهدنة.

وتتضمن الصفقة كذلك أن يقتصر نشاط طائرات التجسس في قطاع غزة على ساعات محددة، على أن يتوقف لمدة 6 ساعات يومياً مع استمرار عمليات التجسس الأخرى على الأرض خلال هذه الساعات، بحسب المصادر.

وتوقعت المصادر أن يتم تنفيذ الصفقة بعد 24 ساعة من إقرارها من قبل الحكومة الإسرائيلية، حيث يمكن للجمهور تقديم استئنافات لمحكمة العدل العليا ضد أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تعتزم تل أبيب الإفراج عنهم بعد نشر القائمة، ما يعني أن تنفيذ الصفقة بشكل فعلي لن يبدأ قبل الخميس.

وقال قياديان فلسطينيان، أحدهما بحركة "الجهاد" الفلسطينية لوكالة أنباء العالم العربي AWP، الثلاثاء، إن صفقة الأسرى المرتقبة بين إسرائيل والفصائل في قطاع غزة تشمل الإفراج عن 53 رهينة إسرائيلية، مقابل ما يقارب 300 امرأة وطفل فلسطينيين. 

وأضاف المصدران أن "حماس" ستفرج أيضاً عن العمال الأجانب من غير حاملي الجنسية الإسرائيلية، والمقدر عددهم 20 شخصاً، وذلك بعيداً عن الصفقة.

وأوضحا أن من الشروط أيضاً عدم السماح للمواطنين الذين نزحوا إلى الجنوب بالعودة إلى شمال وادي غزة.

وقالا إن الصفقة تشمل بقاء القوات الإسرائيلية في أماكنها التي دخلت لها براً، وأن الهدنة تعتبر يومية، على أن تُفصل ساعات تبادل المحتجزين في أوقات محددة يومياً.

وأشار القياديان إلى أن وقف إطلاق النار سيستمر 100 ساعة، وقد تمدده إسرائيل حال إبلاغ "حماس" الوسطاء بنيتها الإفراج عن مزيد من المحتجزين.

وذكرا أن الصفقة تشمل أيضاً توقف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية عن التحليق 6 ساعات يومياً خلال أيام التهدئة.

تفاؤل حذر

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أن تأمين إطلاق سراح عشرات الرهائن المحتملين الذين تحتجزهم "حماس" صار "قريباً جداً"، وقال خلال اجتماع بالبيت الأبيض: "يمكن إعادة بعض هؤلاء الرهائن إلى وطنهم قريباً جداً".

وأضاف: "لا أريد أن أخوض في التفاصيل... لكن عندما يكون لدينا المزيد لنقوله، سنفعل ذلك"، وتابع قائلاً: "لكن الأمور تبدو جيدة في الوقت الحالي".

ونقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إن هناك اتفاقاً مبدئياً للإفراج عن الرهائن، لكنه ليس نهائياً حتى يتم الاتفاق على كل شيء.

وأوضح المسؤول: "نعتقد أننا قريبون للغاية من التوصل إلى اتفاق.. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، وما زال يتعين الحصول على موافقة.. لكننا نعتقد أننا قريبون للغاية".

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري إن جهود الوساطة التي تجريها الدوحة لخفض التصعيد في غزة وصلت إلى المرحلة النهائية، مضيفاً: "متفائلون بالوصول إلى اتفاق في القريب العاجل".

وأضاف الأنصاري في بيان: "الوساطة القطرية لخفض التصعيد وضمان حماية المدنيين في غزة وصلت إلى مرحلة نهائية، وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية"، لافتاً إلى أن ما تبقى فقط أمور محدودة، "ما يعني أننا في أقرب نقطة للوصول إلى اتفاق".

وشدد على أهمية عدم إعلان أي تفاصيل عن مجريات هذه الوساطة إلى حين إتمامها، مشيراً إلى أنه "سيتم إصدار بيان في حال التوصل إلى الاتفاق في شكله النهائي".

نتنياهو يستدعي الحكومة

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماع لحكومة الحرب وآخرين لمجلس الوزراء الأمني الموسع والحكومة بالكامل.

وفي إشارة إلى أنه يتوقع عودة الرهائن قريباً، قال مكتب نتنياهو إنه سيعقد اجتماعاً مع المديرين العامين لجميع الوزارات الحكومية ذات الصلة للتحضير للعلاج والمساعدة على ضوء المستجدات.

ونقل بيان للمكتب عن نتنياهو قوله لجنود احتياط: "نحقق تقدماً. لا أعتقد أنه يستحق أن نصفه بأنه كبير جداً، ليس بعد، لكنني آمل أن تكون هناك أخبار جيدة قريباً".

وكشف صحافي في موقع "أكسيوس" الأميركي أن مسؤولاً إسرائيلياً أكد أن الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات وحكومة الحرب، تدعم اتفاق تبادل الرهائن مع "حماس".

ونقل الصحافي باراك رافيد عن المسؤول الإسرائيلي الذي لم يحدد هويته، قوله إن الاتفاق يشمل فقط الإسرائيليين والإسرائيليين مزدوجي الجنسية، مشيراً إلى أن إسرائيل ستوافق على تمديد الهدنة ليوم إضافي مقابل كل 10 رهائن إضافيين يتم إطلاق سراحهم.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن تل أبيب ستسمح بدخول كمية أكبر من الوقود إلى قطاع غزة خلال الهدنة، مشيراً إلى أنها ستعود إلى ما كانت عليه قبل الهدنة بمجرد انتهائها.

حزبان إسرائيليان يعارضان

أعرب حزب "الصهيونية الدينية"، الذي يتزعمه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، و"القوة اليهودية" الذي يقوده وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، معارضتهما لصفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس" بموجب الصيغة المتداولة في أروقة الحكومة الإسرائيلية، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن قادة الحزبين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، إن حزبي بن جفير وسموتريتش وصفا الصفقة بأنها سيئة. وقالا: "لا يجوز الاتفاق عليها، ويجب الإفراج عن جميع المختطفين".

وذكرت الهيئة أن إطلاق سراح المحتجزين سيبدأ مع نهاية الأسبوع على دفعات، ونقلت عن مسؤول قوله إن إسرائيل وافقت على وقف تحليق الطيران فوق شمال قطاع غزة لمدة 6 ساعات يومياً.

تصنيفات

قصص قد تهمك