دعت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية خلال اجتماعها مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في العاصمة لندن، الأربعاء، أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات فاعلة وعاجلة للوقف الكامل لإطلاق النار في قطاع غزة".
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن الاجتماع "رحب، بجهود الوساطة المشتركة لمصر وقطر، والولايات المتحدة، والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في قطاع غزة سيتم الإعلان عن توقيت بدءها خلال 24 ساعة، وتستمر لـ4 أيام قابلة للتمديد"، مع التأكيد على "ضرورة البناء على الهدنة الإنسانية وصولاً لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار في أسرع وقت".
وبحث أعضاء اللجنة خلال الاجتماع مع كاميرون، ضرورة إحياء عملية السلام، مشددين على "أهمية ضمان السلام العادل والدائم والشامل من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين"، بحسب "واس".
وأضافت الوكالة أن اللجنة طالبت بريطانيا "بالقيام بدور متوازن بما يتسق مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتنفيذ كافة القرارات الدولية ذات الصلة".
كما طالب أعضاء اللجنة "باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته عبر رفض كافة أشكال الانتقائية في تطبيق المعايير القانونية والأخلاقية الدولية، والتغاضي عن الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية".
من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني لأعضاء اللجنة العربية الإسلامية، على "استمرار دعم بلاده لمنع حدوث تصعيد إقليمي للحرب في غزة، بما في ذلك في لبنان واليمن".
وذكرت الحكومة البريطانية في بيان، أن كاميرون شدد أيضاً على "أهمية السماح بنقل المزيد من الوقود إلى غزة لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه في القطاع"، معتبراً أن اتفاق الهدنة في غزة "فرصة مهمة لإخراج الأسرى وإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع لمساعدة الفلسطينيين".
وحضر اللقاء وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية وسفير قطر، بحسب البيان البريطاني.
زيارات اللجنة
ويأتي اجتماع بعد القمة الإسلامية العربية المشتركة غير العادية التي عقدت بالرياض في 11 نوفمبر الجاري، وأعلنت عن تشكيل لجنة وزارية مكلفة من القمة، كما طالبت مجلس الأمن، باتخاذ "قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان الإسرائيلي، ويكبح جماح سلطة الاحتلال التي تنتهك القانون الدولي".
ويمارس الوفد الذي وصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، الأربعاء قادماً من بريطانيا في رابع محطاته، الضّغوط من أجل رفض تبرير إسرائيل لأفعالها ضد الفلسطينيين بأنها "دفاع عن النفس".
وبدأت اللجنة الوزارية، الاثنين الماضي، جولتها بزيارة الصين والاجتماع مع وزير الخارجية وانج يي ثم نائب الرئيس هان جينج الذي أكد على أن بلاده "تعمل منذ اندلاع الأزمة في غزة على الدفع بقوة في اتجاه وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، والسماح بالإغاثة الإنسانية".
وتوجهت اللجنة بعد ذلك إلى روسيا حيث اجتمعت من وزير الخارجية سيرجي لافروف، والذي شدد على ضرورة "وقف إطلاق النار بشكل فوري"، وعلى "أهمية التحرك باتجاه وقف كافة الانتهاكات للقوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني، مع أهمية إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لتجنب كارثة إنسانية غير مسبوقة".
