أعلن الجيش الأوكراني، الثلاثاء، أن القوات الروسية تكثف هجومها للسيطرة على مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا، من خلال محاولة التقدم من كل الجهات، فيما أبدى رئيس الشيشان رمضان قديروف استعداده لإرسال 3 آلاف مقاتل إضافي إلى أوكرانيا، ضمن وحدات جديدة تابعة لوزارة الدفاع الروسية وقوات الحرس الوطني الروسي.
وقال قديروف عبر حسابه في تطبيق "تليجرام": "المقاتلون لديهم أفضل المعدات والأسلحة الحديثة (...) وبالإضافة إلى ذلك، يتمتعون بقدرات قتالية عالية ولديهم حماس كبير لتحقيق نتائج".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال قديروف إن عدة عناصر من مجموعة "فاجنر" الروسية السابقين، بدأواً تلقي تدريبات مع قوات خاصة من الشيشان.
وأعلن قديروف، في مايو الماضي، أن الشيشان، وهي إحدى جمهوريات روسيا، أرسلت 26 ألف مقاتل إلى أوكرانيا منذ بداية الغزو في فبراير 2022، بينهم 12 ألف متطوع.
وبالنسبة لقديروف، الذي كثيراً ما يصف نفسه بأنه "جندي مشاة" لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا يشكل حصناً ضد "العدوان الغربي".
حملة روسية كثيفة
ميدانياً، قال رئيس الإدارة العسكرية في بلدة أفدييفكا الأوكرانية، فيتالي باراباش، إن القوات الروسية تكثف حملتها للسيطرة على البلدة الواقعة في الشرق من خلال محاولة التقدم صوبها من كل الجهات، بعد قتال على مدى أسابيع.
وقال باراباش لقناة "إسبرسو" التلفزيونية: "أصبحت الأمور في قطاع أفدييفكا أكثر صعوبة، حيث تتزايد كثافة الاشتباكات منذ فترة".
وأضاف: "فتح الروس قطاعين آخرين بدأوا من خلالهما تحقيق نتائج، في اتجاه دونيتسك (...) وفي ما يسمى المنطقة الصناعية، ويحاول العدو اقتحام المدينة من الاتجاهات جميعها".
وجاء التقدم الأخير الذي أعلن عنه باراباش في أعقاب تقارير نشرت، الأسبوع الماضي، أفادت بأن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في وقف التقدم الروسي وصده.
وتشن القوات الروسية هجمات برية وجوية على أفدييفكا منذ منتصف أكتوبر الماضي، باعتبارها نقطة محورية في تقدمها البطيء عبر منطقة دونباس شرق أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ 21 شهراً.
ويقول مسؤولون إنه لم يبق أي مبنى لم يلحق به الضرر، بعد معارك على مدى أشهر في المدينة التي تشتهر بوجود مصنع ضخم لفحم الكوك، ولم يبق سوى أقل من 1500 شخص من سكان المدينة الذين كان يبلغ عددهم 32 ألفاً قبل الحرب.
مكاسب روسية أم أوكرانية؟
محللون عسكريون أوكرانيون وغربيون، قالوا إن روسيا تكبدت خسائر فادحة، على الرغم من أن معركة مدينة أفدييفكا نادراً ما يرد ذكرها في المراسلات العسكرية الروسية الرسمية.
وأشار مدونون عسكريون روس أيضاً إلى تحقيق أوكرانيا مكاسب بالقرب من أفدييفكا، الأسبوع الماضي، فيما أفادت تقارير روسية الاثنين، بأن القوات الروسية سيطرت على المنطقة الصناعية، وحاولت اقتحام مصنع فحم الكوك، وفق ما أوردت "رويترز".
وتمكنت قوات أوكرانية مدعومة من روسيا من السيطرة على أفدييفكا لفترة وجيزة في عام 2014، إذ بنوا تحصينات في وقت لاحق حول المدينة، التي يُنظر إليها على أنها "بوابة" تؤدي إلى وسط منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وتصدت للهجمات منذ أن بدأت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
وشنت أوكرانيا هجوماً مضاداً، في يونيو الماضي، لكنها حققت مكاسب هامشية فقط في الشرق والجنوب، كما اعترف الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالتقدم البطيء، لكنه نفى أي إشارة إلى أن الحرب وصلت إلى "طريق مسدود".
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أولكسندر شتوبون، لموقع "ليجا دوت نت" الإخباري إن الطقس الشتوي والرياح القوية يؤثران في استخدام كلا الجانبين للطائرات المسيرة، مضيفاً أن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة بالقرب من أفدييفكا ومارينكا القريبة، وهي مدينة أخرى تعرضت لدمار كبير مع تنافس الجانبين على السيطرة عليها منذ أشهر.