جبارين: لدينا ما يكفي لتبييض سجون الاحتلال.. والفصائل تمتلك أوراق ضغط للتفاوض

مسؤول ملف الأسرى في حماس: هذا شرطنا للإفراج عن المجندين الإسرائيليين

حركة حماس تسلم الدفعة السادسة من المحتجزين لديها في غزة للجنة الصليب الأحمر وسط هدنة مؤقتة مع إسرائيل، قطاع غزة. 29 نوفمبر - Reuters
حركة حماس تسلم الدفعة السادسة من المحتجزين لديها في غزة للجنة الصليب الأحمر وسط هدنة مؤقتة مع إسرائيل، قطاع غزة. 29 نوفمبر - Reuters
دبي-AWP

قال عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف الأسرى في حركة حماس، زاهر جبارين، إن مفاوضات تبادل المحتجزين التي تجري حالياً في قطر بمشاركة مصر وإسرائيل والولايات المتحدة تناقش إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأضاف جبارين، من الدوحة، في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) الأربعاء، أنه لن يخرج بقية الأسرى الإسرائيليين خاصة المجندين، إلا بعد إطلاق سراح كل الأسرى من كل فئات الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن حركة حماس لديها من الجنود ما يكفي لما وصفه بـ"تبييض السجون الإسرائيلية".

وأبلغ مصدر، وكالة أنباء العالم العربي، بأن هناك تقدماً نحو تمديد الهدنة في غزة ليومين إضافيين، لكن إسرائيل ترفض وقفاً شاملاً لإطلاق النار.

وأوضح المصدر أن عملية التفاوض تعتمد على آلية الهدنة المؤقتة نفسها التي مُدّدت وتقضي بتبادل 10 إسرائيليين كل يوم مقابل 30 فلسطينياً من النساء والأطفال.

تمديد هدنة منتظر

ومن المقرر أن تنتهي صباح الخميس، الهدنة التي بدأت في غزة يوم الجمعة الماضي لمدة أربعة أيام، ثم جرى تمديدها يومين إضافيين.

وقال مصدر من الفصائل الفلسطينية لوكالة أنباء العالم العربي، إن من المنتظر تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" ليومي الخميس والجمعة، وسيجري بحث تمديدها يومين آخرين.

وأوضح جبارين، أن حركة "حماس" تطالب بتوفير الظروف الأمنية المناسبة لإتمام صفقات التبادل مع إسرائيل "بإطلاق سراح أسرانا مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين".

وقال: "سيتم إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية قريباً"، مؤكداً أن الفصائل الفلسطينية لديها "ما يجبر" إسرائيل على الإفراج عن المحتجزين كلهم.

إطلاق سراح كل الأسرى

وأوضح جبارين أنه "سيتم إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، فهناك عرب قاتلوا من أجل فلسطين، وسيتم إطلاق سراحهم كلهم، ولن يبقى لا كبير ولا صغير ولا طفل ولا امرأة داخل السجون لا من غزة ولا من الضفة أو مناطق (عرب) 48".

وعن عدد الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال المتبقين في السجون الإسرائيلية، قال جبارين إن هناك 250 طفلاً ونحو 50 امرأة.

أما عمّا تبقى من المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال لدى حماس، فأكد جبارين أنه "لا يوجد أي نساء أو أطفال لدى حماس، والآن الحديث عن بقية الأسرى من المدنيين والعسكريين".

وعن احتمال تأثير أعمال العنف والاعتقالات المتواصلة في الضفة الغربية على سير المفاوضات، قال المسؤول في "حماس" إن "الشعب الفلسطيني يتعرض للاعتداء والعدوان منذ أكثر من 75 عاماً"، مشيراً إلى أن المعركة مع إسرائيل مستمرة.

وشدد على أن "وقف إطلاق النار في هذه المرحلة يركز على غزة، ووقف المجازر على القطاع، ولا شك في أن هناك مناقشات بشأن ما يحدث في الضفة الغربية".

وأضاف: "طالبنا بوقف العدوان على كل أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة وغزة، لكن الحديث الآن عن وقف إبادة شعبنا الفلسطيني لنتمكن من العبور إلى مرحلة قادمة لإنهاء العدوان بكل أشكاله، وفي كل الساحات الفلسطينية".

وشدد جبارين على أن الفصائل الفلسطينية "لديها أوراق ضغط قوية للتفاوض".

تحصين "الأسرى المحررين" قانوناً

وعن احتمال إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين المحررين، قال جبارين: "نجري نقاشات مع الوسطاء، وكنت الآن في جلسة، ندرس فيها كيف نحصّن هذا الاتفاق من الناحية القانونية، والضمانات الدولية لهذا الاتفاق" حتى لا تنكث إسرائيل بوعودها والتزاماتها.

وأكد جبارين أنه حتى إذا اعتقل الإسرائيليون المزيد من الفلسطينيين، فإن هناك أطفالاً صدرت عليهم أحكام بالسجن لعشرة أعوام وخمسة عشر عاماً: "وبعضهم يمضي في السجون 45 سنة، وكان العالم لا يسمع بهؤلاء، وهدفنا الأساسي هو إطلاق سراح هؤلاء أولاً، وليرى العالم الظلم ثانياً".

وتابع: "اليوم العالم يعرف أنه كان لدينا أكثر من 400 أسير فلسطيني من الأطفال داخل السجون الإسرائيلية، وأكثر من 100 امرأة فلسطينية داخل السجون، وهو ما لم يكن العالم يسمعه"، مرجعاً الفضل في ذلك إلى صفقة تبادل الأسرى.

وعن إطلاق سراح أسير واحد من غزة مقابل العشرات من الضفة والقدس، قال جبارين "هذا طبيعي، أكثر من 90% من الأسرى الفلسطينيين من الضفة الغربية، إذ إن هناك 8500 أسير فلسطيني أغلبهم من القدس والضفة، ولا يتجاوز عدد الأسرى من أهالي غزة 150 إلى 200 أسير".

وشدد جبارين على أن "ليس المحتجزون كلهم لدى حماس، ولكن الحركة هي المفوضة من الفصائل كلها للتفاوض، وشاهد العالم كيف خرج رجال كتائب القسّام وسرايا القدس معاً، لتسليم الرهائن".

وعن وجود خلافات بشأن أسماء المفرج عنهم، أكد جبارين أن "هذا الصراع صعب"، مشيراً إلى أن إسرائيل حساسة تجاه بعض الأسماء، وتتوقف عند تفاصيل معينة، لافتاً إلى أن "هناك عقبات، لكن لدى المقاومة، أوراق وتفرض شروطها لأجل إنهاء هذه المعاناة بحق أبناء شعبنا".

"وفاء أحرار ثانية"

وقال القيادي في حماس: "لدينا أسرى في السجون الإسرائيلية منذ 35 و44 عاماً، وآخرون عليهم أحكام بالسجن 6000 سنة، وأكثر من ألف أسير محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة، ولم يكن من الممكن إطلاق سراحهم إلا بصفقة تبادل وفاء أحرار ثانية".

وأطلقت حركة "حماس" اسم "وفاء الأحرار" على صفقة التبادل التي أفرجت بموجبها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي احتجزته لسنوات مقابل إطلاق سراح أكثر من ألف من الأسرى والأسيرات الفلسطينيين في سجون إسرائيل في عام 2011.

وعن تسليم بعض المحتجزين في شمال غزة بدلاً من تسليمهم إلى السلطات المصرية من خلال معبر رفح، قال جبارين، إن إسرائيل زعمت السيطرة على الأرض في القطاع بعد الهجوم الذي بدأ في السابع من أكتوبر، كما تُخرج الأسرى الفلسطينيين "بصورة مخزية، فأردنا إرسال رسالة واضحة لها وللعالم، ووصلت الرسالة".

تصنيفات

قصص قد تهمك