"قصة في كل بيت".. أرقام وتواريخ من ملف الأسرى الفلسطينيين

الأمم المتحدة: مليون فلسطيني اعتقلتهم إسرائيل منذ عام 1967

time reading iconدقائق القراءة - 9
نجل الأسير الفلسطيني هشام أبي هواش خلال مظاهرة تضامنية بالضفة الغربية المحتلة مع والده المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية. 2 يناير 2022 - Reuters
نجل الأسير الفلسطيني هشام أبي هواش خلال مظاهرة تضامنية بالضفة الغربية المحتلة مع والده المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية. 2 يناير 2022 - Reuters
دبي-الشرق

دفع أسر عشرات الإسرائيليين على يد حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية إلى صدارة الملفات التي أثارها الهجوم الفلسطيني على إسرائيل، وسط توقعات بإبرام صفقة ضخمة لتبادل الأسرى قد تكون الأكبر في تاريخ الصراع الممتد منذ أكثر من 70 عاماً.

أكثر من 5 آلاف فلسطيني، من بينهم 160 طفلاً، معتقلين لدى إسرائيل، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في يوليو، مع وجود نحو 1100 أسير تم اعتقالهم من دون توجيه أي اتهامات، ما يجعل الملف واحداً من أعقد الملفات وأكثرها حساسية.

وبينما أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن "أكثر من مليون فلسطيني، من بينهم آلاف الأطفال، جرى أسرهم منذ احتلال إسرائيل للقدس الشرقية والضفة الغربية وغزة في عام 1967"، أوضحت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة لـ"الشرق" أن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يبلغ 5250 أسيراً، موزعين على 23 مركز توقيف وتحقيق، منهم 39 امرأة، و170 طفلاً قاصراً، و1300 محكومين إدارياً (تحت بند ملف سري)، لافتة إلى أن 560 من بينهم يواجهون أحكاماً بالمؤبد.

وأضافت سراحنة أن عدد الأسرى الفلسطينيين الذي تواصل إسرائيل اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 هو 23 أسيراً، أقدمهم محمد الطوس الذي جرى اعتقاله عام 1985، لافتةً في الوقت ذاته، إلى أن إسرائيل أعادت اعتقال 48 أسيراً جرى تحريرهم في صفقة "وفاء الأحرار" التي تمت عام 2011.

وبحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، هناك 432 أسيراً، من مجمل الأسرى، قضوا أكثر من 20 عاماً في السجون الإسرائيلية، كما قضى أكثر من 40 آخرين أكثر من 25 عاماً في الأسر.

تضييق على الأسرى

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، في تصريحات لـ"الشرق" إنه منذ إعلان تل أبيب حالة الطوارئ عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شنت السلطات الإسرائيلية حملة تضييقات على الأسرى الفلسطينيين في سجونها.

وأوضح أن "السجانون باتوا يحملون السلاح داخل مراكز الاحتجاز، ويمنعون الأسرى من مغادرة الزنازين طوال الوقت، مع عزلهم تماماً عما يدور في العالم الخارجي من خلال وقف البث التلفزيوني عنهم، فضلاً عن مصادرة الأدوات التي تعمل بالكهرباء وقطع التيار الكهربائي، والاكتفاء بالإنارة فقط".

وأضاف أن سلطات السجون الإسرائيلية منعت الأسرى الفلسطينيين من الحصول على احتياجاتهم من بعض أنواع الأطعمة والملابس وأدوات التنظيف.

"قضية كل بيت"

"لا يكاد يخلو بيت فلسطيني من أسير أو أسير محرر، أي أنها قضية تمس بشكل شخصي الفلسطينيين كلهم"، هذا ما يؤكده المحلل السياسي الدكتور بلال الشوبكي لـ"الشرق"، مشدداً على أن "قضية الأسرى تعتبر عاملاً أساسياً في رسم مشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كون إسرائيل تحتجز آلاف الفلسطينيين".

وأوضح أن قضية الأسرى ومعاناتهم تعكس صورة واضحة عن ممارسات الاحتلال، وتمثل محركاً للعمل النضالي لأنها ذات بعد إنساني بسبب وجود أطفال ونساء ومرضى بين الأسرى، كما أن "ترك هذه المأساة من دون حل، يدفع إلى تبنيها من قبل حركات المقاومة".

وتابع: "معظم الأسرى انخرطوا في النضال بأشكاله المختلفة، ومن ثم فإن الحركات الفلسطينية تعتبر أن من مسؤوليتها الدفاع عن أبنائها، فتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم يعني أنها تخلت عنهم، وهذا قد يضعفها".

وأشار الشوبكي إلى أن جزءاً من قادة المقاومة في فلسطين الذين يقضون أحكاماً داخل المعتقلات الإسرائيلية، لديهم تواصل مع الخارج، لذلك من المتوقع أن يضعوا قضية الأسرى في مقدمة الأولويات.

أبرز عمليات تبادل الأسرى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

  • 23 يوليو 1968

تحرير 37 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام المرتفعة مقابل إطلاق ركاب طائرة إسرائيلية احتجزهم مقاتلو الجبهة الشعبية في الجزائر، وذلك في صفقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل

  • 28 يناير 1971

إطلاق سراح الأسير الفلسطيني محمود حجازي مقابل الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز في صفقة بين حركة "فتح" وإسرائيل.

  • 14 مارس 1979

تحرير 76 معتقلاً فلسطينياً من بينهم 12 فتاة مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي أبراهام عمرام، في صفقة عرفت باسم "النورس" بين منظمة التحرير وإسرائيل.

  • 13 فبراير 1980

إطلاق سراح الجاسوسة العربية لصالح الموساد أمينة المفتي مقابل تحرير الأسيرين الفلسطينيين مهدي بسيسو ووليم نصار، في صفقة تبادل بين فتح وإسرائيل.

  • 23 نوفمبر 1983

الإفراج عن 4700 فلسطيني ولبناني من معتقلي سجن أنصار في الجنوب اللبناني، إضافة إلى نحو 65 أسيراً من السجون الإسرائيلية، مقابل 6 جنود إسرائيليين أسروا في لبنان عام 1982.

  • 20 مايو 1985

الإفراج عن 1155 أسيراً فلسطينياً مقابل 3 جنود إسرائيليين وقعوا في قبضة الجبهة الشعبية في لبنان عام 1982.

  • 13 سبتمبر1991

تسلمت إسرائيل جثة الجندي سمير أسعد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مقابل سماحها بعودة أحد مبعدي الجبهة علي أبو هلال.

  • 1 أكتوبر 1997

تحرير مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين مقابل إطلاق الأردن سراح عملاء الموساد الذين حاولوا اغتيال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) في عمّان.

  • 1 أكتوبر 2009

إطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية مقابل حصول إسرائيل على شريط فيديو يكشف عن حالة الجندي جلعاد شاليط الذي كان محتجزاً لدى حركة "حماس" في قطاع غزة.

  • 18 أكتوبر 2011

أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيراً فلسطينياً منهم 33 أسيرة مقابل إطلاق حركة حماس الجندي جلعاد شاليط.

وبخلاف صفقات تبادل الأسرى، وقّعت السلطة الفلسطينية 4 اتفاقيات مع إسرائيل بين عامي 1993 و1998 تتعلق بالإفراج عن الأسرى، لكن إسرائيل لم تلتزم بكل ما ورد فيها.

اتفاقيات تبادل الأسرى

  • اتفاقية إعلان المبادئ "أوسلو" - 13 سبتمبر 1993

بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين عند توقيعها نحو 12 ألفاً و500 أسير. ولم تتطرق الاتفاقية إلى قضية الأسرى في بنودها ونصوصها. وتعاملت الحكومة الإسرائيلية مع الإفراج عن الأسرى من منطلقات ما يسمى (مبادرات حسن النية) ووفق مقاييس إسرائيل الداخلية.

  • اتفاقية القاهرة "غزة/ أريحا" - 4 مايو 1994

بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين عند التوقيع عليها نحو 10 آلاف و 500 أسير. ونص البند الأول من المادة (20) على إفراج إسرائيل، خلال 5 أسابيع، عن حوالي 5 آلاف معتقل وسجين فلسطيني من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأطلقت إسرائيل سراح 4 آلاف و450 معتقلاً، ولم تلتزم بالإفراج عن العدد المتفق عليه، وأجبرت المفرج عنهم بالتوقيع على وثيقة تعهد أثارت انتقادات حقوقية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

  • اتفاقية طابا "أوسلو 2" - 28 سبتمبر 1995

بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين عند توقيع الاتفاقية نحو 6 آلاف أسير. ونصت الاتفاقية على 3 مراحل لإطلاق سراح الأسرى، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تلتزم بالأعداد المتفق عليها، كما ساهم تقسيم عملية الإفراج إلى مراحل لم تحدد زمنياً في ترك الباب واسعاً للتلاعب، بحسب "وفا".

وتعاملت الحكومة الإسرائيلية مع تنفيذ الاتفاقات من جانب واحد، حيث كانت هي الجهة الوحيدة المخولة بتحديد وضع كشوف الأسماء للأسرى المفرج عنهم، دون أن يكون للجانب الفلسطيني أي دور في ذلك.

  •  مذكرة "واي ريفر" - 23 أكتوبر 1998

لم تتضمن نصاً خطياً يتعلق بقضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، واقتصر الأمر على تعهد إسرائيلي بضمان أميركي للعمل على إطلاق سراح 750 أسيراً فلسطينياً على 3 دفعات بواقع 250 في كل دفعة، وهو ما لم تلتزم به إسرائيل بشكل كامل.

تصنيفات

قصص قد تهمك