مصر وقطر تقودان جهوداً للوساطة في تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس"

مصادر لـ"الشرق": القاهرة تنتظر شروط الحركة لإطلاق سراح الأسرى المدنيين في غزة

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود إسرائيليون يمشطون مدينة سديروت في محيط قطاع غزة في أعقاب مواجهات مع مقاتلي حركة حماس. 9 أكتوبر 2023 - Reuters
جنود إسرائيليون يمشطون مدينة سديروت في محيط قطاع غزة في أعقاب مواجهات مع مقاتلي حركة حماس. 9 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي/ القاهرة -الشرق

في ظل استمرار المواجهات بين مقاتلي حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي بعدة مدن إسرائيلية بمحيط قطاع غزة، وبالتزامن مع حشد عسكري ضخم حول القطاع وقرار عسكري بحصار كامل يشمل قطع الكهرباء والطعام والوقود عن القطاع، مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية، تقود مصر وقطر، ودول أخرى، جهود الوساطة لإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل

وقالت مصادر لـ"رويترز"، إن وسطاء قطريين يجرون اتصالات للوساطة في إبرام صفقة لتبادل الأسرى، بينما قالت مصادر مصرية لـ"الشرق"، إن مصر تقود جهود وساطة لتبادل الأسرى، مشيرة إلى أن الجهود المصرية تركز على تبادل المدنيين الذين احتجزتهم "حماس" خلال الأيام الماضية. 

وحسبما نقلت "رويترز"، فإن الجهود التي تجريها قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تتفاوض على إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين تحتجزهم "حماس" في غزة مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، وقال المصدر المطلع على سير المحادثات، إن المفاوضات التي بدأت منذ مساء السبت، "تمضي بشكل إيجابي".

وقالت مصادر مصرية لـ"الشرق"، الاثنين، إن القاهرة تعمل على الوساطة بين حركة "حماس" وإسرائيل، للإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، على إثر المواجهات الجارية، وأكدت المصادر، أن جهود الوساطة تركز (في المرحلة الحالية) على الأسرى المدنيين، وليس العسكريين، مشيرة إلى أن مصر تواصلت مع حركة "حماس" لمعرفة شروطها للإفراج عن هؤلاء الأسرى، لافتة إلى "حماس" لم ترسل طلباتها حتى اللحظة.

وأوضحت المصادر لـ"الشرق"، أن الوساطة تقوم بها مصر ودول أخرى، بعضها عربية وأخرى غير عربية.

جاء ذلك في أعقاب قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بتعيين جال هيرش، مسؤولاً عن ملف المفقودين والمختطفين إثر عملية "طوفان الأقصى"، التي بدأتها "حماس"، السبت الماضي.

وبحسب تقديرات الحكومة الإسرائيلية، فإن الفصائل الفلسطينية التي شاركت في الهجوم على البلدات والمدن المحيطة بقطاع غزة، نجحت في أسر أكثر من 100 إسرائيلي، في حين أعلنت حركة "الجهاد"، في وقت سابق، احتجاز 30 أسيراً إسرائيلياً، حتى الأحد، مع استمرار المواجهات في مدن إسرائيلية عدة.

وأشارت المصادر الفلسطينية، إلى تقديرات غير رسمية بوجود أكثر من 150 إسرائيلياً محتجزين في قطاع غزة، أغلبهم من العسكريين، تمكنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" من أسرهم.

من جانبه قال أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس"، في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي AWP، الاثنين، إن "الأولوية القصوى الآن هي وقف الحرب على غزة، وبعدها تأتي بقية الملفات، ومن بينها تبادل الأسرى"، مضيفاً أن "الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال أولوية بالنسبة لحماس، ونسعى للإفراج عنهم جميعاً".

وأشار حمدان، إلى أن "حماس"، "تركز على تحقيق إنجاز حقيقي على الأرض"، لأن عدد الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة "غير مسبوق في تاريخ الصراع مع إسرائيل".

ولفت حمدان إلى أن الجناح العسكري للحركة "كتائب القسام"، " لم يتوقف عن أسر الجنود الإسرائيليين منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى"، وأضاف "بالأمس أسرت القسام جنوداً أيضاً، وربما قد يحمل اليوم (الاثنين) في طياته، أسرى إسرائيليين جدداً".

نائب الأمين العام لحركة "الجهاد" الفلسطينية، محمد الهندي، اعتبر، الاثنين، أن إسرائيل "ستضطر في وقت لاحق إلى عقد صفقة تبادل أسرى"، مرجحاً أن تفضي الصفقة إلى إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

والأحد، كشفت مصادر دبلوماسية، أن إسرائيل "تحاول فتح مسار تفاوضي" من خلال وسطاء، بشأن ملف الأسرى الإسرائيليين، المحتجزين في قطاع غزة.

وقالت المصادر، إن إسرائيل فتحت قنوات مع الصليب الأحمر من جهة، ومع دول في المنطقة، منها مصر من جهة أخرى، في محاولة لبدء مسار تفاوضي بشأن "أسرى الحرب" المحتجزين في غزة.

ووفق المصادر، تعمل إسرائيل على عزل ملف "أسرى الحرب" عن مجريات المعركة، بعد إعلانها "الحرب" رسمياً وموافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على ذلك.

تعهدات إسرائيلية

كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دورون سبيلمان، قال، الأحد، إن إسرائيل "ستفعل أي شيء"، لتحرير وإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وأضاف سبيلمان، خلال مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، أجريت معه في مدينة سديروت التي شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي "حماس": "لدينا رجال ونساء وأطفال ومسنون في غزة، في أحد الأقبية هناك، ما يمكنني قوله لكم هو أننا لن نتوقف حتى نستنفد كل الوسائل الممكنة (لاستعادتهم). لن نترك أي شخص خلفنا، وسنفعل أي شيء لتحقيق ذلك".

وأعلن حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي على منصة X (تويتر سابقاً)، الأحد، أن "جميع الوزارات الحكومية ستخضع لتعليمات (مسؤول ملف المفقودين والمختطفين) جال هيرش".

وشغل هيرش الضابط المتقاعد، عدداً من المناصب القيادية خلال مسيرته العسكرية، إذ عمل في وحدات الكوماندوز والمظليين، ولديه خبرة في مجالات "مكافحة الإرهاب" وحرب العصابات، وفق موقع المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب الإسرائيلي، كما عمل بعد تقاعده في التجارة.

وتولى هيرش قيادة أكاديمية الضباط في الجيش الإسرائيلي في الفترة من 2003 إلى 2005، وشغل منصب رئيس العمليات في القيادة المركزية للجيش.

ولم يشغل أحد في إسرائيل، منصب منسق الأسرى والمفقودين منذ فترة طويلة، وكان آخر من شغله يارون بلوم، الذي تعرض أداؤه لانتقادات شديدة في تقرير مراقب الدولة، وترك بلوم منصبه في أكتوبر 2022، وبعد ذلك شغل السكرتير العسكري لرئيس الوزراء المنصب مؤقتاً.

والسبت، وجه زعيم المعارضة يائير لابيد انتقاداً حاداً بشأن ملف منسق الأسرى، وقال إنه "منذ تشكيل الحكومة الحالية، لا يوجد منسق لشؤون الأسرى والمفقودين في إسرائيل".

وناشدت حركة "أمهات على خط المواجهة" الإسرائيلية، منظمات الإغاثة الدولية بما فيها الصليب الأحمر، وطالبتها بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة المختطفين.

وقالت الحركة: "للأسف، بعد مرور يوم على عملية الاختطاف، لا توجد معلومات عن حالة وسلامة المختطفين الذين تحتجزهم حماس في غزة".

تصنيفات

قصص قد تهمك