حاول الجيش الإسرائيلي ومسؤولون من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تهدئة مخاوف الديمقراطيين في الكونجرس بشأن تزايد الضحايا في صفوف المدنيين في قطاع غزة، سعياً إلى ضمان استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل.
وأفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، بأن الجانبين عقدا سلسلة اجتماعات في "الكابيتول هيل"، هذا الأسبوع، بالتزامن مع احتدام النقاش بين الديمقراطيين بشأن ضرورة ربط الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل بخطوات محددة، يتعين عليها اتخاذها لحماية المدنيين في غزة.
وأشار الموقع إلى أنه بعد الاجتماع مع مجموعة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، مساء الاثنين، التقى كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي مع حوالي 12 عضواً يهودياً من الديمقراطيين في مجلس النواب، بعد ظهر الثلاثاء، وفقاً لما نقله الموقع عن عدد من المساعدين والأعضاء حضروا اللقاء.
وأوضح "أكسيوس" أن الغرض من الاجتماعين هو إطلاع المشرعين الأميركيين على التفاصيل العملياتية للجهود الحربية الإسرائيلية ضد حركة "حماس".
وعقد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اجتماعاً أيضاً مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، للرد على رسالتهم التي تطلب معلومات بشأن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في غزة.
وقال "أكسيوس" إن الجدل الدائر بين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يتعلق في المقام الأول بما إذا كان ينبغي أن تكون المساعدات مشروطة بمطالبة إسرائيل بعدم قصف غزة "عشوائياً"، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بالقدر الكافي، ووضع الأساس لحل سلمي طويل الأمد.
شروط الديمقراطيين
وقال السيناتور بيرني ساندرز للموقع إنه "يعمل على وضع مجموعة من الشروط التي يخطط لفرض التصويت عليها".
أما السيناتور الديمقراطي بيتر ويلش، الذي أصدر بياناً بعد اجتماع الجيش الإسرائيلي دعا فيه إلى "وقف إطلاق النار"، أكد لـ"أكسيوس" أن "مصدر القلق الرئيسي لدي هو القنابل، لأن القصف يكون مدمراً للمدنيين الأبرياء".
وقال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، الذي ترأس الاجتماع مع سوليفان: "أعتقد أن هناك اعتقاداً قوياً بأنه يمكن فعل الكثير لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".
وشدد سوليفان، في اجتماعه مع الديمقراطيين، على معارضة بايدن لوضع شروط على إرسال المساعدات، وأوضح الطرق التي تمكن من خلالها التأثير في الحكومة الإسرائيلية، وفقاً لما نقله الموقع عن أعضاء مجلس الشيوخ الذين حضروا الاجتماع، ومصدر آخر مطلع.
وأي جهد لفرض شروط على المساعدات لإسرائيل سيكون بمثابة "معركة شاقة"، لأن الأمر لا يواجه معارضة الجمهوريين فحسب، ولكن العديد من الديمقراطيين أيضاً.
وقال السيناتور الديمقراطي بِن كاردين إن "الواقع الحالي هو أن الرئيس بايدن وإدارته لهما تأثير إيجابي على القرارات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية"، معتبراً أن "وضع شروط على المساعدات ستكون له نتائج عكسية".
كما قال السيناتور الديمقراطي كوري بوكر، وهو تقدمي سبق أن أعرب عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في غزة، لـ"أكسيوس"، إنه لا يؤيد فرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وأخبر الديمقراطيون في مجلس النواب، الذين التقوا أفراداً من الجيش الإسرائيلي، "أكسيوس"، بأن المسؤولين الإسرائيليين ردوا على مخاوفهم بشأن سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال النائب الديمقراطي ستيف كوهين إن المسؤولين شددوا على أن "الجيش الإسرائيلي كان حذراً للغاية في الأماكن التي أسقط فيها القنابل، وأنه يحاول حماية المدنيين". وأضاف: "ولكن من المستحيل حمايتهم جميعاً".
وصرح النائب الديمقراطي دان جولدمان: "لقد خرجت من هذه الاجتماعات، وأنا أشعر بثقة أكبر في أنهم يبذلون جهوداً كبيرة لحماية أكبر عدد ممكن من المدنيين".
من جهته، صرح السيناتور تامي داكوورث، الذي نظم اجتماع مجلس الشيوخ، لـ"أكسيوس" أن "المسؤولين الإسرائيليين قالوا أيضاً، خلال الاجتماعات، إنهم يعتزمون إنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين عندما ينتقلون إلى الجنوب".