دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، الأحد، التحالف العسكري الغربي إلى الاستعداد لـ"الأخبار السيئة" القادمة من أوكرانيا في ظل الهجمات الروسية المستمرة منذ 21 شهراً.
وقال ستولتنبرج في مقابلة مع محطة ARD الألمانية، نقلتها مجلة "بوليتيكو" الأميركية إن "الحروب تتطور على مراحل"، لذلك "علينا دعم أوكرانيا في كل من الأوقات الجيدة والسيئة"، مشدداً على ضرورة أن "نكون مستعدين للأخبار السيئة"، دون أن يوضح ما هو المقصود من ذلك.
ودعا ستولتنبرج "أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى تكثيف إنتاج الذخيرة"، معرباً عن أسفه على حالة الصناعات العسكرية "المفككة" في أوروبا.
وأضاف: "لسنا قادرين على العمل معاً بشكل أقرب كما ينبغي"، وحض الحكومات الأوروبية "على النظر إلى ما هو أبعد من مصالحها، ورؤية الصورة الكبيرة".
وأشار إلى أن انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب "لن يكون مأساة على أوكرانيا فقط، بل سيشكل أيضاً خطراً على بقية الحلفاء"، وتابع: "كلما زاد دعمنا لأوكرانيا، كلما اقتربنا من نهاية الحرب بشكل أسرع".
"تقدم روسي"
وجاء تصريح ستولتنبرج بعد يومين من إعلان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الجمعة، أن جنود بلاده "يتقدّمون" في كافة مناطق الجبهة الأوكرانية، ووسط خلافات بين الحلفاء بشأن الدعم المالي والعسكري المقدم لأوكرانيا، وفيما تزيد روسيا من تعداد جيشها بنحو 170 ألفاً.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في إيجاز صحافي الجمعة، "يتحرّك جنودنا بكفاءة وحزم إذ يحتلون موقعاً أفضل، ويوسعون مناطق سيطرتهم في كافة الاتجاهات"، لافتاً إلى أن الجنود الروس "يلحقون أضراراً بالغة بالقوات المسلحة الأوكرانية، ويخفضون بشكل كبير قدراتها القتالية".
وترسل موسكو جنوداً ومعدات إلى أفدييفكا في مسعى لمحاصرة البلدة التي تعد مركزاً صناعياً هاماً في دونيتسك، والسيطرة عليها.
وأشار محللون لوكالة "فرانس برس" إلى أن قوات موسكو حققت مكاسب تدريجية، وإن تمّ ذلك بكلفة بشرية هائلة، بينما تؤكد أوكرانيا أن قواتها تواصل صد الهجمات الروسية.
وأعلن الجيش الأوكراني، الثلاثاء، أن القوات الروسية تكثف هجومها للسيطرة على مدينة أفدييفكا، من خلال محاولة التقدم من كل الجهات،
"جريمة حرب"
واتهم مسؤولون أوكرانيون، الأحد، موسكو بارتكاب جريمة حرب بعد أن أظهر تسجيل مصور غير واضح الدقة عدة جنود يطلقون النار على جنديين مستسلمين خرجا من مخبأ تحت تهديد السلاح.
ويظهر في المقطع المصور المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي لم يتسن التحقق منه جندياً يخرج من خندق في ساحة المعركة ويديه مرفوعتان ثم وهو ملقى على الأرض، وبعدها يتعثر جندي ثان ويستلقي أيضاً. وينتهي التسجيل المصور بما بدا أنه إطلاق نار من القوات الروسية عليهما.
وقال مكتب المدعي العام الأوكراني "يظهر التسجيل المصور مجموعة ترتدي الزي العسكري الروسي، بينما تطلق النار من مسافة قريبة على جنديين غير مسلحين يرتديان زي القوات المسلحة الأوكرانية كانا يستسلمان".
وتنفي روسيا ارتكاب جرائم حرب خلال حربها المستمرة منذ 21 شهراً في أوكرانيا، التي تقول إن موسكو تنتهك قواعد الحرب بشكل منهجي.
واعتبر أمين مظالم حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتس، السبت، عبر تيليجرام، إعدام من يستسلم "جريمة حرب"، وقال: "اليوم ظهر على الإنترنت مقطع مصور لإعدام جنود روس جنديين أوكرانيين استسلما وصارا أسيرين. هذا انتهاك آخر لاتفاقات جنيف وعدم احترام للقانون الإنساني الدولي".
وذكرت مدونة "ديبستيت"، وهي مدونة حربية أوكرانية شهيرة نشرت المقطع المصور، أن اللقطات صورت بالقرب من ستيبوف على خط الجبهة في أفدييفكا بمنطقة دونيتسك.
وأوضح مكتب المدعي العام أن الحادث وقع في بوكروفسك، وهي منطقة كبيرة في دونيتسك تمتد بالقرب من أفدييفكا التي شهدت بعضاً من أعنف المعارك خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وذكر أولكسندر شتوبون المتحدث باسم القيادة العسكرية في تافريا الأوكرانية لموقع "يوكرينسكا برافدا" الإخباري أن التسجيل المصور "دليل واضح" على أن روسيا تنتهك قواعد الحرب بشكل يومي.
