إيران: إحياء الاتفاق النووي بات "بلا جدوى"

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي بالعاصمة العراقية بغداد. 22 فبراير 2023 - REUTERS
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي بالعاصمة العراقية بغداد. 22 فبراير 2023 - REUTERS
طهران-أ ف ب

اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، السبت، أن إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي المبرم في العام 2015 أصبح "دون جدوى" على نحو متزايد بالنسبة لبلاده، منتقداً تجاهل "خطوط إيران الحمراء" في هذا الملف.

وقال عبد اللهيان في كلمة ألقاها أمام طلاب في جامعة طهران "اليوم، كلما تقدّمنا أكثر، أصبحت خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) دون جدوى".

وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن بلاده "لا تتجاوز الخطوط الحمراء" بشأن هذا الملف، ولكن "بالنظر إلى تجاهل الطرف الآخر للخطوط الحمراء (الإيرانية) أحياناً، فإننا لسنا حالياً على طريق العودة إلى الاتفاق". 

وأبرمت طهران عام 2015 اتفاقاً مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، أتاح تقييد أنشطتها وضمان سلميّتها، في مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، قبل أن تُعيد فرض عقوبات قاسية على إيران، ما دفع الأخيرة للتراجع تدريجياً عن التزاماتها النووية.

وبعد أشهر من تولي الديمقراطي جو بايدن الرئاسة الأميركية مطلع العام 2021، بدأت إيران والقوى الكبرى (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين)، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، مفاوضات لإحياء الاتفاق، لكن المباحثات التي جرت بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، وصلت إلى طريق مسدود في صيف 2022.

بدورها، واصلت إيران التي تُشدّد على أنها لا تسعى لتطوير قنبلة نووية، تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى بكثير من الحد الأقصى البالغ 3.67%، والذي ينص عليه اتفاق 2015 مع القوى الكبرى.

جروسي: إيران لم تلتزم بالاتفاقات

وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي قد قال لـ"الشرق" في 2 ديسمبر، إن إيران "لم تلتزم" بالاتفاقات والتعهدات السابقة بشأن برنامجها النووي، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الحوار مع طهران "مستمر" من أجل استيضاح بعض جوانب البرنامج الذي يثير مخاوف غربية.

وتابع جروسي: "الحوار مستمر مع إيران.. بل أكثر من مجرد حوار، نقوم بدوريات تفتيش منتظمة هناك، وهو جزء من التزام طهران القانوني المتمثل في الإعلان عن المنشآت (النووية) من أجل دخولها لنظام التفتيش"، مشيراً إلى أن "المشكلة تتمحور حول عدد من المواقع الإيرانية التي لا يمكن الوصول إليها أو تفتيشها".

وأوضح أن "إيران لم تلتزم بعدة اتفاقات سابقة"، مؤكداً على جهود الوكالة "خلال الأشهر الماضية لمحاولة إعادة برنامج طهران النووي إلى المسار، والحصول على مزيد من التعاون منها"، واصفاً الأمر بـ"المُعقد بعض الشيء".

وتدين الوكالة منذ أشهر تعطيل إيران للعديد من كاميرات المراقبة، وعدم وجود تفسيرات بشأن آثار جزيئات يورانيوم عُثر عليها في موقعين غير معلنين بـ"توركوز آباد" و"رامين".

ويثير التصعيد النووي الإيراني مخاوف جدية، في ظل استبعاد مفتشي وكالة الطاقة الذرية ووقف كاميرات المراقبة، وسبق أن دانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة في نوفمبر الماضي، عدم التعاون من قبل طهران، غير أنها امتنعت عن تقديم قرار ملزم بهذا الشأن.

تصنيفات

قصص قد تهمك