جوتيريش: مخاوف من انتشار الأوبئة والضغط المتزايد من النزوح إلى مصر

قطر: جهودنا مستمرة لاستئناف الهدنة في غزة.. والأردن: إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة

رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يلقي كلمة أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة في العاصمة القطرية في 10 ديسمبر 2023. AFP - AFP
رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يلقي كلمة أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة في العاصمة القطرية في 10 ديسمبر 2023. AFP - AFP
دبي-الشرق

قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إن جهود الوساطة لتجديد الهدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" مستمرة، فيما شدد الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض العام لوكالة "الأونروا" بأنهما لن يتخليا عن دعوتهما إلى وقف إطلاق النار الإنساني في قطاع غزة، كما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني بمعاقبة الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال رئيس الوزراء القطري إنّ "جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم"، مضيفاً أن "استمرار القصف لا يؤدي إلّا إلى تضييق هذا المجال أمامنا".

وتابع: "سنواصل (جهودنا)، نحن ملتزمون بإطلاق سراح الرهائن، ولكننا ملتزمون أيضاً بوقف الحرب"، وتابع لكننا "لا نرى نفس الرغبة عند كلا الطرفين" المتحاربين.

جاء ذلك خلال "منتدى الدوحة" الذي يعقد بالعاصمة القطرية على مدى يومين، تحت شعار "معاً نحو بناء غد مشرق"، وينعقد سنوياً بهدف تعزيز الحوار والجمع بين قادة الرأي وصناع السياسات في العالم.

وقال رئيس الحكومة القطري إن "الأزمة في غزة أظهرت بوضوح حجم الفجوة بين الشرق والغرب وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي"، معرباً عن أسفه أن تكون "الذرائع التي تساق حول استهداف المدنيين" في القطاع مقبولة لدى البعض.

لكنه قال: "جهودنا مستمرة مع شركائنا في المنطقة والمجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة"، مؤكداً أن إدانة قتل وحصار المدنيين "موقف ثابت لا نحيد عنه". 

وأضاف أنه "يتعين الاعتراف بالخلل في النظام العالمي الذي يسمح باستدامة الصراع، مطالباً ببدء مراجعة النظام الدولي والإنساني بحيث لا تكون هناك "امتيازات للقوة والتمييز". 

وقف إطلاق النار

بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أنه لن يتخلى عن دعوته إلى وقف إطلاق النار الإنساني في غزة.

وقال جوتيريش في كلمته في منتدى الدوحة، إن "سلطة مجلس الأمن ومصداقيته تعرّضتا للتّقويض بسبب عدم القدرة على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف أن "مجلس الأمن الدولي ظلّ صامتاً بشأن الحرب في غزة"، مشيراً إلى أن مجلس الأمن يحتاج إلى إصلاحات عميقة لبنيته.

وتابع جوتيريش: "لن أتخلّى عن الدعوة لوقف إطلاق النار الإنساني في غزة"، موضحاً أنه خاطب مجلس الأمن للمرة الأولى في ولايته من أجل تطبيق المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، لأنه ليس هناك حماية فعالة للمدنيين في غزة".

وقال: "خلال ولايتي، ازداد عدد الضحايا المدنيين بشكل غير مسبوق"، مشيراً إلى أن النظام الصحي في غزة متردي ومتدهور، وهناك مخاوف من انتشار الأوبئة والضغط المتزايد من النزوح باتجاه مصر.

ودعا إلى القيام بجهود جدية لتحديث الهياكل الجديدة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أننا "نسير إلى عالم متعدد الأقطاب".

معاقبة إسرائيل والولايات المتحدة

إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، بإخضاع إسرائيل والولايات المتحدة لعقوبات، مشيراً إلى أن "حجم القتل" في غزة غير مسبوق والفلسطينيون يتعرضون للتجويع.

وأضاف اشتية: "ليست إسرائيل وحدها من تتخذ القرارات، بل يعود الأمر أيضاً إلى الولايات المتحدة التي رفضت قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار"، مشدداً على ضرورة "معاقبة الولايات المتحدة أيضاً لوقوفها إلى جانب إسرائيل، وأعطتها الضوء الأخضر لمواصلة الانتهاكات".

وقال إن "إسرائيل لم تحقق أي أهداف سياسية في قطاع غزة، ولا يمكنها الاستمرار في انتهاك القوانين الدولية الإنسانية"، مضيفاً أن إسرائيل تريد الانتقام فقط، وباتت "أشبه بالثور الجريح الذي يريد الانتقام ممن آذوه"، وفق تعبيره.

وطالب اشتية المحكمة الجنائية الدولية بمساءلة الإسرائيليين لما اقترفوه من انتهاكات جسيمة في حق المدنيين الفلسطينيين، مندداً بما وصفه بغياب تام للعدالة عندما يتعلق الأمر بالجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.

إخراج الفلسطيين من غزة

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي إن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة لإخراج الفلسطينيين من غزة، بما يتخطى هدف القضاء على "حماس". 

وأضاف، خلال افتتاح منتدى الدوحة، أن "الولايات المتحدة عارضت قرار مجلس الأمن، الذي دعا إلى وقفة إنسانية، ونتيجة لذلك دار حوار بين الوفد العربي والإسلامي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وقد طالبنا بوقف الاعتداء والسماح بدخول المساعدات والحرص على حماية المدنيين".

وتابع الصفدي: "لم تتوقف جهودنا لمحاولة شرح المخاطر التي ينطوي عليها هذا الاعتداء ضد القطاع، لكننا لم نر حتى اللحظة أي تحرك عالمي للمطالبة الجماعية بوضع حد لهذه الحرب، التي يمكن أن نصفها بالإبادة الجماعية بحسب القوانين الدولية".

وشدد على أن الجميع يطالب إسرائيل بالتصرف وفق القوانين الدولية، لكن إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل المناشدات، وتتجاهل القانون الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، وتشن الحرب بدرجة غير مسبوقة من العنف والوحشية.

وقال وزير الخارجية الأردني: "يشعر الإسرائيليون أنهم غير قابلين للمحاسبة، وأنهم يمكنهم الإفلات من العقاب"، مضيفاً: "لدينا اليوم دولة واحدة تتحدى العالم أجمع والقانون الدولي وتنتهكه، وترتكب جرائم حرب، بينما يقف العالم عاجزاً أمام كل هذه الجرائم".

الأونروا على شفا الانهيار 

وفي السياق نفسه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني إن سوء الوضع الإنساني في قطاع غزة "يتجاوز أي شيء رأيته في حياتي"، بحسب تعبيره.

وأضاف أن "وقف إطلاق النار فوراً ضروري لإنهاء الجحيم على الأرض في غزة".

وقال لازاريني: "الوكالة على وشك الانهيار في غزة، ونحذر من انهيار كامل للوضع الإنساني في القطاع"، وأضاف أن "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم سمح للمجتمع الدولي بالتسامح مع الهجمات الإسرائيلية المستمرة على غزة".

تصنيفات

قصص قد تهمك