أعرب البيت الأبيض، الاثنين، عن قلقه إزاء تقارير بشأن استخدام إسرائيل سلاح الفوسفور الأبيض الذي زوّدتها بها الولايات المتحدة في هجمات على لبنان، مشيراً إلى سعيه للحصول على مزيد من التفاصيل بشأن هذه التقارير.
واتّهم لبنان إسرائيل باستخدام السلاح الحارق مراراً وتكراراً في أكتوبر الماضي، في حين أوردت صحيفة "واشنطن بوست"، الاثنين، أن تحليل شظايا قذائف هجوم إسرائيلي أظهر أن الطلقات "أميركية الصنع".
وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي: "اطلعنا على التقارير، وبالتأكيد قلقون بهذا الشأن.. سنطرح أسئلة (على إسرائيل) لمحاولة معرفة المزيد".
وأضاف كيربي: "في أي وقت نمد فيه جيشاً آخر بمواد على غرار الفوسفور الأبيض، يكون ذلك ضمن توقع استخدامه تماشياً مع تلك الأغراض المشروعة، وتماشياً مع قانون النزاع المسلّح"، معرباً عن "قلق" الولايات المتحدة إزاء التقارير التي تفيد باستخدام الفوسفور الأبيض.
كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، عن سعي بلاده لـ"الحصول على معلومات إضافية"، قائلاً: "في أي وقت نرى فيه أن الفوسفور الأبيض يستخدم بطريقة تلحق ضرراً بالمدنيين، بالطبع فإن هذا الأمر يشعرنا بالقلق".
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن 9 مدنيين أصيبوا في هجوم إسرائيلي في جنوب لبنان استُخدم فيه على ما يبدو فوسفور أبيض حصلت عليه تل أبيب من واشنطن، لافتةً إلى أن صحافياً يعمل لديها عثر على بقايا 3 قذائف مدفعية تحمل أرقاماً تسلسلية تُظهر أنّها صنعت في الولايات المتحدة عامي 1989 و1992.
واستخدام الفوسفور الأبيض كسلاح كيميائي محظور بموجب القانون الدولي، لكن يسمح به لإضاءة ساحات القتال، كما يمكن استخدامه كستار دخاني.
شكوى لبنانية
وفي 31 أكتوبر الماضي، اتهم لبنان إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض في هجمات "متكرّرة"، في خضم توترات أعقبت هجمات حركة "حماس" في السابع من أكتوبر على مدن وبلدات في محيط قطاع غزة، لتشن تل أبيب هجوماً جوياً ومدفعاً عنيفاً عقبه توغلاً برياً للقطاع.
وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، حينها، عزمها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن لإدانة استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض.
وقال وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب: "أوعزت إلى بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان، وقيامها عمداً بحرق الأحراج والغابات اللبنانية".
من جهته، أعلن أحمد بن شمسي، في نوفمبر الماضي، مدير التواصل في منظمة "هيومن رايتس ووتش" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن المنظمة وثقت للمرة الأولى استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض على الحدود مع لبنان.
وقال شمسي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، إن إسرائيل ارتكبت ما قد يصل إلى "جريمة حرب" في جنوب لبنان باستهدافها سيارة تقل مدنيين في الخامس من نوفمبر الماضي.