قال كبير المستشارين السياسيين لرئيس وزراء المجر، الثلاثاء، إن بلاده مستعدة لرفع حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته ضد اقتراح تمويل ضخم من الاتحاد الأوروبي لصالح أوكرانيا، وذلك مقابل الإفراج عن تمويل أوروبي بمليارات الدولارات حُجب عن بودابست.
وأضاف بالازس أوربان، الذي يشغل منصب المدير السياسي لرئيس الوزراء فيكتور أوربان، في مقابلة مع "بلومبرغ": "تمويل الاتحاد الأوروبي من المجر وتمويل أوكرانيا قضيتان منفصلتان، لكن إذا أصرّ الاتحاد الأوروبي على أن تمويل أوكرانيا يجب أن يأتي من ميزانية الاتحاد الأوروبي المعدلة، فإن القضيتين تصبحان مرتبطتين".
وتابع أن المجر "تظل معارضة لخطة مساعدة مدتها أربع سنوات كاملة، وتفضل أن يقدم الاتحاد الأوروبي التمويل لكييف لمدة عام واحد دون تعديلات على الميزانية"، موضحاً أن بودابست "ستفكر أيضاً في المساهمة بالحزمة".
ولفت أوربان، إلى أنه كجزء من المساومة بشأن المساعدات لأوكرانيا، ستدرس المجر اقتراحاً من الاتحاد الأوروبي لتعزيز التمويل لحماية الحدود، وهو طلب متكرر من بودابست، بالإضافة إلى إعانات إضافية من الاتحاد الأوروبي لجعل اقتصادات الكتلة أكثر قدرة على المنافسة.
وقال أوربان، إن عضوية أوكرانيا في الاتحاد تظل "خطاً أحمر بالنسبة لبودابست"، مضيفاً أن "الاتحاد يجب أن يعرض شراكة استراتيجية، لأن المجر تعتبر أن أوكرانيا لم تستوف معايير بدء العضوية"، مؤكداً طلب حكومته الرامي لتأجيل بدء محادثات الانضمام، لافتاً إلى أن هدفه "تجنب إرسال إشارة سلبية إلى أوكرانيا".
وأضاف أوربان في هذا الصدد، أن "إرسال إشارة سلبية إلى أوكرانيا هو عكس ما تريده المجر". وتشير تصريحات أوربان، الذي لا تربطه أي صلات عائلية برئيس الوزراء، إلى أن المجر تسعى إلى تحصيل ثمن باهظ مقابل موافقتها، وهو ما قد يكون من الصعب على بقية الكتلة قبوله.
تمويل بـ10 مليارات يورو
وتعطل الحكومة في بودابست حزمة دعم مدتها أربع سنوات بقيمة 50 مليار يورو (54 مليار دولار) لكييف، والتي ستبدأ العام المقبل كجزء من معركة أوسع حول ميزانية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع مقرر للزعماء يبدأ، الخميس.
وكان رئيس الوزراء المجري، قال إنه سيمنع بروكسل من الحصول على الإجماع، وبالتالي عرقلة الحزمة المالية لأوكرانيا، كما أنه سيقف في وجه "كل المحاولات الرامية إلى ضمّ أوكرانيا إلى التكتل الأوروبي"، وفقاً لصحيفة "فاينانشيال تايمز".
ويأتي الموقف المجري، على الرغم من الجهود التي بذلها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي وعواصم الاتحاد الأوروبي الأخرى لإقناعه بضرورة الموافقة على المساعدات المالية.
ويناقش دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي، مقترحات فنية لجمع تمويل طارئ لأوكرانيا خارج الميزانية المشتركة للكتلة، وذلك قبل قمة بروكسل المقررة يومي 14 و15 ديسمبر الجاري، والمقرر أن تناقش قرار انضمام كييف إلى التكتل الأوروبي.
وتثير بودابست المخاطر في وقت من المتوقع أن يفرج فيه الاتحاد الأوروبي عن تمويل بقيمة 10 مليارات يورو بحلول الأربعاء، بعد أن أقرت الحكومة قوانين لتعزيز استقلال المحكمة، لكن أوربان قال إنه يريد من الاتحاد الأوروبي تسليم المبلغ الكامل (حوالي 30 مليار يورو) الذي تم تعليقه العام الماضي، بسبب سيادة القانون ومخاوف تتعلق بالفساد.
وحض أوربان رئيس المجلس الأوروبي، على إسقاط محادثات عضوية أوكرانيا من جدول أعمال القمة، كما أثارت علاقة أوربان الوثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والكرملين حتى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا انتقادات لاذعة من حلفاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو".