نتنياهو: فخور بمنع قيام دولة فلسطين.. وغزة ستصبح تحت سيطرتنا الأمنية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي. 17 ديسمبر 2023 - twitter/IsraeliPM_heb
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي. 17 ديسمبر 2023 - twitter/IsraeliPM_heb
دبي-الشرقرويترز

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إن قطاع غزة، سيصبح بعد انتهاء الحرب منزوع السلاح، وأن الجيش الإسرائيلي سيكون "مسؤولاً عن الأمن هناك"، مضيفاً أنه "فخور لمنعه قيام دولة فلسطين خلال الثلاثين عاماً الماضية".

وتهرّب نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع يوآف جالانت، والوزير في حكومة الحرب بيني جانتس، من الرد على سؤال بشأن اجتماع عُقد في أوسلو بين رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. لكنه أكد أنه أعطى تعليمات لفريق التفاوض.

وقال: "لدينا انتقادات شديدة لقطر، وأعتقد أنكم ستسمعون عنها في الوقت الملائم، ولكننا نحاول الآن إكمال استعادة رهائننا". ملمحاً على ما يبدو إلى "علاقات الدوحة مع حركة حماس وإيران".

وفي نهاية أكتوبر، ورداً على ذلك، قال سفير قطر لدى الولايات المتحدة، الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، إن بلاده تتعرض لحملة تضليل بشأن دورها كوسيط سلام في الحرب الدائرة بقطاع غزة، مشيراً إلى أن فتح مكتب سياسي لحماس في الدوحة تم بطلب من واشنطن.

وجاءت أنباء إطلاق جولة جديدة من المفاوضات، التي كان موقع أكسيوس صاحب السبق في نشرها، بعد أن كشف الجيش الإسرائيلي أن القوات قتلت بطريق الخطأ ثلاثة محتجزين كانوا يرفعون راية بيضاء بعد فرارهم من خاطفيهم في غزة، الجمعة.

"الضغط على حماس"

وقال نتنياهو إنه لن يكشف تفاصيل المحادثات، موضحاً: "هناك خطأ واحد يمكن أن نرتكبه، وهو نقل حساباتنا إلى حماس وإلى العالم... لن نخوض في تفاصيل المفاوضات".

وتعهد نتنياهو بمواصلة الضغط العسكري المكثف على حماس في غزة، قائلاً: "التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء"، مشدداً على أن إسرائيل "في حرب وجودية لا بد من خوضها حتى النصر رغم الضغوط والتكاليف".

وقال مصدر لـ"رويترز" إن رئيس الموساد برنياع التقى مع رئيس الوزراء القطري في أوروبا الجمعة، في حين أشارت مصادر من مصر إلى أن إسرائيل تبدو أكثر انفتاحاً على اتفاق جديد مع حماس.

ولعبت قطر ومصر دور الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس في اتفاق أسفر عن هدنة دامت أسبوعا في نهاية نوفمبر، وأطلقت حركة حماس خلالها سراح أكثر من 100 من النساء والأطفال والأجانب مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 من النساء والقاصرين الفلسطينيين من سجونها.

وقال مصدران أمنيان مصريان السبت، إن المسؤولين الإسرائيليين يبدون خلال اتصالاتهم مع الوسطاء أكثر انفتاحاً على التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وأضافا أن المسؤولين الإسرائيليين غيروا رأيهم على ما يبدو بشأن بعض النقاط التي رفضوها في السابق، لكنهما لم يخوضا في مزيد من التفاصيل.

نتنياهو: "لن نستبدل حماستان بفتحستان"

واعتبر نتنياهو أن "الضغط العسكري فقط هو الذي ضمن إطلاق سراح الرهائن في الهدنة المؤقتة الشهر الماضي"، مضيفاً "أنه وحده (الضغط العسكري) سيضمن إطلاق سراح بقية الرهائن أيضاً". وتابع: "بدون هذا الضغط، لن نحقق أي شيء".

وأضاف: "لن أسمح بأن نستبدل حماستان بفتحستان في إشارة إلى حركتي حماس وفتح، واستبدال خان يونس بجنين، والعودة إلى أوسلو، وذلك حتى لو كانت هذه رغبة أقوى حليف لإسرائيل"، مشيراً إلى أن "الجدل الدائر بين حماس وفتح، لا يدور حول ما إذا كان ينبغي القضاء على دولة إسرائيل، بل حول كيفية القيام بذلك".

واستشهد رئيس الوزراء الإسرائيلي باستطلاع للرأي أُجري الأسبوع الماضي، كشف أن 82% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يبررون هجوم السابع من أكتوبر، وأن السلطة الفلسطينية لم تدن الهجوم بعد.

وتساءل: "هل يجب أن يسيطر هؤلاء على غزة؟"، مؤكداً أنه "لن يسمح بحدوث ذلك".

غزة بعد الحرب

ولفت نتنياهو إلى أن "لدى (حماس) مطالب عدّة منها إنهاء الحرب وخروج القوات الإسرائيلية، ولكن حالياً لن نستسلم لهم ونحن ملتزمون بالقضاء على الحركة"، مضيفاً: "بعد هزيمة حماس ستصبح غزة منزوعة السلاح وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، لأنه لا توجد جهة يمكنها ضمان مسألة مكافحة الإرهاب، ولن يكون هناك أي عنصر يهددنا".

وقال نتنياهو: "التقيت (مستشار الأمن القومي الأميركي جيك) سوليفان هذا الأسبوع، وأنا أقدّر الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة، وأكرر وأقول لأصدقائنا إننا أكثر تصميماً من أي وقت مضى على القتال حتى النهاية. إنها ليست سياسة، هي إرادة أغلبية كبيرة من الشعب".

وفيما يتعلق بتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول ما كشفه الموساد بشأن الآلة المالية التابعة لحماس، وفشل إسرائيل في معالجة هذه المسألة، قال نتنياهو إنه ليس لديه عِلم بالتقرير، موضحاً إنه "بعد انتهاء الحرب سيُحَقَّق في كل هذه الأمور وغيرها بدقة".

"فخور بمنع قيام فلسطين"

وفي سؤالٍ عن سبب عدم انسحابه من اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل المبرم عام 1993، قال نتنياهو: "لقد ورثت اتفاقيات أوسلو، فقرار نقل مقر منظمة التحرير الفلسطينية من تونس إلى قلب منطقتي يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة، تم قبل أن أصبح رئيساً للوزراء، ولا أزال أعتقد أنه كان خطأً فادحاً".

وأضاف رئيس الوزراء رداً على الصحافي الذي سأل: "أنت وأصدقاؤك الصحفيون تلومونني منذ قرابة 30 عاماً على وضع العثرات"، متابعاً: "أنا فخور بمنعي قيام الدولة الفلسطينية، لأن الجميع اليوم يفهم كيف ستكون هذه الدولة، وذلك بعد أن رأينا دولة فلسطينية صغيرة في غزة".

وقال نتنياهو "الجميع بات يفهم ما سيحدث لو استسلمنا للضغوط الدولية، ومكنّا هذه الدولة في يهودا والسامرة، المحيطة بالقدس وضواحي تل أبيب".

وبسؤال الوزير في حكومة الحرب بيني جانتس عما إذا كان مستعداً للتصريح بشكل قاطع بأنه يعارض إقامة دولة فلسطينية، قال إنه "يجب أولاً الانتصار في هذه الحرب"، مضيفاً أن "التعامل مع أي شيء آخر هو أمر سياسي، وهو ما لا أنوي الخوض فيه في الوقت الحالي".

وتدعم دول إقليمية وغربية منها الولايات المتحدة منذ وقت طويل مقترح حل الدولتين، إضافة إلى رفض هذه الدول أن تحتل إسرائيل قطاع غزة أو أن تقتطع أي جزء من أراضيه.

التصعيد مع "حزب الله"

وحينما سُئل رئيس الوزراء الإسرائيلي عمّا إذا كان المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين، يتوسط في الجهود المتعلقة بحزب الله والحدود الشمالية لتل أبيب، لم يجب بشكل مباشر فيما يتعلق بهوكستين، لكنه قال إن هناك مجموعة من الأولويات التي تتعامل معها تل أبيب.

واعتبر نتنياهو أن "الوضع لن يعود في الشمال إلى ما كان عليه قبل الحرب، وذلك سيتحقق إما بالطرق السياسية أو بطرق أخرى، كما قلنا للأميركيين"، مشدداً على ضرورة تحقيق "نصر ساحق على حماس، مع ردع حزب الله في الشمال الذي شهد تهجير ما يقرب من 100 ألف إسرائيلي حالياً من منازلهم".

وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً مستمراً بين إسرائيل و"حزب الله" منذ شنت حركة "حماس" في السابع من أكتوبر الماضي، هجوماً مباغتاً غير مسبوق داخل إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك