أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، انسحابه من مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، مخلفاً وراءه كارثة إنسانية ودماراً واسعاً، وقالت وزارة الصحة في غزة إن "قوات الاحتلال أطلقت نيرانها على غرف للمرضى في المستشفى، بعدما حاصرته لأيام عدة".
وأظهرت لقطات مصورة اقتحام جنود إسرائيليين لمستشفى في شمال قطاع غزة على مدى الأيام القليلة الماضية تاركين وراءهم دماراً وفوضى وسط روايات متضاربة للأحداث، وفقاً لـ"رويترز".
ودعت وزارة الصحة الفلسطينية إلى إجراء تحقيق دولي في "الشهادات" التي كشفت عن قيام الجيش الإسرائيلي بدفن مصابين أحياء في ساحة المستشفى، حسب تعبيرها.
وأظهر مقطع مصور حصلت عليه "رويترز"، جثتان مكفنتان وصبياً مصاباً وسيارة مدمرة وجدراناً محطمة ومحترقة وأكواماً من المتعلقات المهجورة في المستشفى. ولم تتمكن "رويترز" من تحديد سبب الوفيات أو الإصابات.
وقال الدكتور أحمد الكحلوت الطبيب بالمستشفى، والذي كان يرتدي الزي الأخضر: "لقد داهموا المبنى، واقتادوا جميع الموظفين للتحقيق،
كما يجري التحقيق مع المصابين".
ولم تتمكن "رويترز" من التحقق بشكل مستقل من الروايات المتعلقة بتلك الأحداث.
ومنعت القوات الإسرائيلية الطواقم الطبية من تقديم العلاج للجرحى بقسم الطوارئ ما أدّى إلى وفاة بعضهم، كما أجبرت الطواقم على تجميع الجرحى وأطفال العناية في الطابق الثاني فقط، ومنعت عنهم الماء والطعام والكهرباء والحركة بين الأقسام، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد اقتحم مستشفى كمال عدوان الأسبوع الماضي بعد أيام عدّة من حصاره، مما دفع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس للدعوة إلى حماية المستشفى.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء الماضي، إن 11 مستشفى فقط من بين 36 في قطاع غزة تعمل بشكل جزئي، منها واحدة في شمال القطاع وعشرة في جنوبه.
وقال الجيش الإسرائيلي السبت، إنه "أنهى عمليته" في المستشفى، السبت، وزعم أن "حماس استخدمته مركز قيادة ومراقبة"، ولكنها لم تقدم أي دليل على ذلك.
وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة في بيان صحافي، إن "المعلومات والشهادات من المواطنين والطواقم الطبية والإعلامية تشير إلى قيام الاحتلال بدفن مواطنين أحياء في ساحة المستشفى، وأن بعضهم شوهدوا أحياءً قبل حصارهم من قبل الاحتلال".
كما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بـ"تحقيق دولي فوري في الأنباء التي تتحدث عن ارتكاب الاحتلال لجرائم بشعة ومروعة" في المستشفى.
"مجزرة" و"سلوك غير آدمي"
ونددت حركة "حماس" بـ"مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني (...) تمثلت بتجريف خيام النازحين في ساحة المستشفى، بمن فيها من الجرحى والنازحين ما تسبب في دفنهم أحياء واستشهادهم".
وأشارت في بيان إلى ما وصفته بـ"جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها العدو الجبان عن سبق إصرار وترصد بهدف ترهيب شعبنا، ودفعه للنزوح عن أرضه".
وحمّلت حركة حماس، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المسؤولية مع إسرائيل عن "جريمة" مستشفى كمال عدوان.
وقالت: "نحمّل إدارة الرئيس بايدن المسؤولية عن هذه المجازر، والمجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية عن الإخفاق في توفير الحد الأدنى من الحماية لشعبنا، وتركه عرضة لإجرام هذا الكيان الفاشي الذي يقتل المئات من أبناء شعبنا يومياً".
بدورها، اعتبرت "حركة الجهاد" أن "قيام الجيش الإسرائيلي بتجريف خيام النازحين حول مستشفى كمال عدوان، والتمثيل بجثامين الشهداء هو جريمة بشعة وسلوك غير آدمي ولا إنساني، ويكشف عن مستوى غير مسبوق من الإجرام والإرهاب".
وأضافت الحركة في بيان أن ما كشفت عنه تقارير لوسائل الإعلام "هو جزء من الجريمة والمحرقة التي يتعرض لها شعبنا في غزة وسط التعتيم الإعلامي المقصود وقطع الاتصالات. إن هذا الإجرام لن يثني شعبنا عن المقاومة، ولن تنجح هذه السياسات في قتل روح المقاومة".