تحقيق: ارتفاع غير مسبوق في بناء المستوطات الإسرائيلية

وحدات سكنية جديدة في مستوطنة كوخاف يعقوب بالقرب من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة - 14 أكتوبر 2020 - AFP
وحدات سكنية جديدة في مستوطنة كوخاف يعقوب بالقرب من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة - 14 أكتوبر 2020 - AFP
دبي-الشرق

كشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس أن إسرائيل توغلت في بناء المستوطنات بالضفة الغربية خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أكثر من أي وقت مضى، ما يضع إدارة جو بايدن في مأزق صعب، إذا حاول الوفاء بتعهداته وإحياء جهود السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ووثقت صور الأقمار الاصطناعية للمرة الأولى التأثير الكامل لسياسات ترمب الذي تخلى عن معارضة الولايات المتحدة المستمرة منذ عقود للمستوطنات، واقترح خطة للشرق الأوسط كانت ستسمح بالاحتفاظ بها جميعاً، حتى تلك الموجودة في أعماق الضفة الغربية، مع بناء إسرائيل أكثر من 9 آلاف وحدة استيطانية. 

صورة بالأقمار الصناعية تظهر نمو مستوطنة عميحاي في الضفة الغربية بين 5 مارس 2017 و16 مارس 2021 - AP
صورة بالأقمار الصناعية تظهر نمو مستوطنة عميحاي في الضفة الغربية بين 5 مارس 2017 و16 مارس 2021 - AP

 وعلى الرغم من رفض خطة ترمب، إلا أن إرث البناء الدائم من قبل إسرائيل "سيجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية"، حيث تبنت إدارة بايدن حل الدولتين الذي لا يزال يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه "الحل الوحيد للصراع المستمر منذ عقود".

 ويعني العدد الهائل من المشاريع قيد التنفيذ، إلى جانب التطور الهائل في البنى التحتية للمستوطنات، أن بايدن سيحتاج إلى التدخل للحفاظ على الآمال الضعيفة في حل الدولتين.

صورة بالأقمار الصناعية تظهر نمو مستوطنة بروشين في الضفة الغربية بين 6 مارس 2017  و6 مارس 2021 - AP
صورة بالأقمار الصناعية تظهر نمو مستوطنة بروشين في الضفة الغربية بين 6 مارس 2017 و6 مارس 2021 - AP

ودان بايدن النشاط الاستيطاني، لكن لم يظهر المسؤولون الأميركيون أي رغبة في التصادم مع إسرائيل لأنهم يواجهون مشكلات أكثر إلحاحاً، مثل أزمة وباء فيروس كورونا، والتوترات مع الصين، ومحاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وهي نقطة أخرى شائكة ورئيسية مع إسرائيل، وفق أسوشيتد برس.

"مستوطنات جديدة"

ووفقاً لمنظمة "السلام الآن" اليسارية غير الحكومية في إسرائيل، فإن المتوسط السنوي لبناء المنازل بلغ أكثر من 9200 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية خلال رئاسة ترمب، ما يمثل زيادة نسبتها 28% تقريباً عن مستوى البناء خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي مارس ضغوطاً على إسرائيل لوقف البناء.

وبلغت نسبة المنازل التي تم بناؤها العام الماضي في مستوطنات نائية 63 %، إذ من المحتمل أن يتم إخلاؤها في حال التوصل إلى أي اتفاق للسلام، في حين أن أكثر من 10 % من أعمال البناء في السنوات الأخيرة جرت في بؤر استيطانية غير مرخصة رسمياً، وبتشجيع من الحكومة الإسرائيلية.

وفي اختبار رئيسي لبايدن، وضعت إسرائيل أيضاً الأساس لطفرة بناء ضخمة في السنوات القادمة، حيث قدمت خططاً لبناء أكثر من 12 ألف منزل للمستوطنين في عام 2020، وكان هذا أعلى رقم منذ أن بدأت منظمة "السلام الآن" جمع البيانات في عام 2012.

وعادة ما يستغرق البناء سنة إلى 3 سنوات، ليبدأ بعد الموافقة على المشروع. ومع احتمالية تولي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو أحد منافسيه اليمينيين رئاسة الحكومة، فإن ذلك يجعل عملية تباطؤ بناء المستوطنات "أمراً غير محتمل".

"الجنائية الدولية"

وفي غضون ذلك، قد يؤدي استمرار النمو الاستيطاني إلى تعزيز القضية المرفوعة ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية التي فتحت تحقيقاً في جرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية الشهر الماضي.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي أراضٍ يطالب بها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية على حدود الرابع من يونيو 1967.

وانسحبت إسرائيل من غزة عام 2005، ولكنها عززت سيطرتها على القدس الشرقية التي ضمتها من جانب واحد، والضفة الغربية حيث يعيش قرابة 500 ألف مستوطن في نحو 130 مستوطنة، وعشرات البؤر الاستيطانية غير المصرح بها.