أعلنت الحكومة الهولندية الجمعة، أنّها ستسلّم أول 18 طائرة مقاتلة أميركية الصنع من طراز F-16 إلى أوكرانيا، في وقت تواجه فيه كييف ضغوطاً روسية متزايدة على الجبهة، فيما شدد وزير الخارجية البولندي الجديد رادوسلاف سيكورسكي خلال زيارة إلى كييف على أن بلاده تقف إلى جانب أوكرانيا في "معركتها الكبرى" ضد الغزو الروسي.
وقالت وزارة الدفاع الهولندية في بيان إنّ "هولندا ستزوّد أوكرانيا بـ18 طائرة مقاتلة من طراز F-16 على الأقل"، من دون تحديد موعد تسليم هذه الطائرات التي تنتظرها كييف.
وبدعم من الولايات المتحدة، أضفت الدنمارك وهولندا طابعاً رسمياً في أغسطس على التزامهما بتوفير حوالى 61 طائرة مقاتلة بمجرّد تدريب الطيارين الأوكرانيين.
وقالت الحكومة الهولندية إنّ "بعض الطائرات تتطلّب صيانة كبيرة"، وكذلك، يجب استيفاء معايير أخرى قبل تسليم الطائرات لكييف.
ومن الضروري أيضاً أن تتوفّر البنية التحتية المناسبة في أوكرانيا، بالإضافة إلى تدريب الطيارين.
"التزام ثابت"
وقال رئيس الحكومة المنتهية ولايته مارك روته إنّ "تسليم طائرات F-16 يعدّ واحداً من العناصر الأكثر أهمية في الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا".
وأضاف على منصة "إكس"، أنّ "هذا القرار يؤكد التزام هولندا الثابت بتقديم الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا للرد على العدوان الروسي المستمر".
من جهته، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصة "إكس" أيضاً، إلى أنّه التقى مع روته، كما شكر هولندا على "قرارها" المتعلّق بطائرات F-16.
وأضاف "ناقشنا التطورات على خط الجبهة والوضع في البحر الأسود وحاجات أوكرانيا العسكرية الحالية، خصوصاً في ما يتعلق بالمدفعية والمسيَّرات والدفاع الجوي".
وأرسلت هولندا الشهر الماضي خمس طائرات مقاتلة من طراز F-16 إلى رومانيا، حيث ستُستخدم لتدريب الطيارين الأوكرانيين.
بولندا: نقف مع أوكرانيا في "معركتها الكبرى"
بدوره، صرح وزير الخارجية البولندي الجديد رادوسلاف سيكورسكي خلال زيارة إلى كييف الجمعة، أن بلاده تقف إلى جانب أوكرانيا في "معركتها الكبرى" ضد الغزو الروسي.
وقال سيكورسكي لنظيره الأوكراني دميترو كوليبا "في هذه المعركة الكبرى، بولندا تقف إلى جانبكم"، منتقداً روسيا التي "تقصف مدناً، وتدمر مقاطعات بأكملها وتهجر أطفالاً، وتستعد لتدمير جار لم يرتكب أي خطأ".
وأضاف الوزير البولندي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أراد إعادة بناء الإمبراطورية الروسية" عبر إشعال "الحرب الاستعمارية الأخيرة في أوروبا" في فبراير 2022.
ودعا أوروبا والولايات المتحدة الجمعة، إلى "تعبئة" اقتصادهما وقدراتهما الإنتاجية لمساعدة أوكرانيا على كسب الحرب ضد روسيا.
وقال "لا يمكننا أن نسمح لروسيا بإنتاج المزيد على أساس اقتصاد أصغر بكثير (...) إذا تحرك الغرب، ليس لدي أدنى شك في أنه سيفوز، لكن عليه أن يبدأ التعبئة".
"روسيا يجب أن تخسر"
ودوت صفارات الإنذار بسبب غارات جوية خلال زيارته. وقال سيكورسكي إن "صفارات الإنذار التي تسمعونها الآن هي سبب وجودي هنا"، مؤكداً أن "روسيا يجب أن تخسر ويجب أن تنتصر أوكرانيا"، مشدداً أنه "في هذه القضية، بغض النظر عمن سيتولى السلطة في بولندا، كما ترون، نحن متحدون".
وبولندا من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا في أوروبا، لكن العلاقات بين الجارتين ظلت باردة في الأشهر الأخيرة بسبب نزاعات تجارية.
ويبدو أن هذه الصفحة قد طويت مع وصول المؤيدين لأوروبا إلى السلطة في وارسو مؤخراً.
ونشر سيكورسكي في الصباح صورة شخصية التقطت له بشكل واضح في ساحة ميخائيليفسكا بالقرب من وزارة الخارجية وسط العاصمة الأوكرانية. وكتب على شبكة التواصل الاجتماعي (إكس) "أول زيارة للخارج. كنت هناك".
مشكلة الصادرات الأوكرانية
وفي وارسو قال وزير الزراعة البولندي تشيسلاف سيكيرسكي لوكالة الأنباء البولندية الرسمية أن وزير الخارجية توجه إلى أوكرانيا لمحاولة "إيجاد حل لمشكلة التدفق المفرط للمنتجات الزراعية (الأوكرانية) إلى الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً إلى بولندا".
وهناك قضية شائكة أخرى بين كييف ووارسو تتعلق بإغلاق سائقي الشاحنات البولنديين للحدود الأوكرانية البولندية، المستمر منذ بداية نوفمبر الماضي؛ مما أدى إلى تشكل طوابير لا نهاية لها.
وصرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الجمعة، أنه يأمل في إيجاد "حل" للإغلاق "غير المقبول والضار" للحدود من قبل سائقي الشاحنات البولنديين.
وقال خلال لقائه نظيره البولندي "علينا أن نجد حلولاً". وأضاف أن "أول ما يجب فعله هو رفع الحظر عن الحدود؛ لأن الوضع الذي تجد علاقاتنا الودية نفسها فيه، في ظل الحدود المغلقة، غير مقبول وضار".
والتقى وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف نظيره البولندي الجديد في وارسو للمرة الأولى الأربعاء، لحل هذه المشكلة.
ووعد رئيس الوزراء البولندي الجديد دونالد تاسك بإيجاد حل مع شركات النقل غير الراضية.