مصادر: مصر نصحت "الحركة" بالتقدم في ملف المحتجزين والأسرى لتحقيق "نتيجة إيجابية"

إسرائيل تدرس المبادرة المصرية لوقف حرب غزة.. و"تريد إبعاد قادة حماس"

دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة. 22 ديسمبر 2023 - AFP
دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة. 22 ديسمبر 2023 - AFP
دبي-الشرق

قال مسؤول إسرائيلي الأحد، إن إسرائيل تدرس المبادرة المصرية لوقف الحرب في غزة، والتي سلمتها مصر لوفد حركة "حماس" السبت، خلال المحادثات التي جرت في القاهرة، مشيراً إلى أن مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث المقترح المصري في اجتماعه الاثنين.

ونقل مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي باراك رافيد عن المسؤول الإسرائيلي قوله إن "إسرائيل تدرس المقترح المصري، ومن المتوقع بحثه في اجتماع مجلس الحرب"، ووصف المسؤول الإسرائيلي المبادرة بأنها "أولية"، ولكنه اعتبر أن تقديم مصر للاقتراح "أمر مهم وإيجابي".

وأشار المسؤول إلى أن "لدى مصر تأثير كبير على (حماس)"، مضيفاً أنه "كلما زاد تحكم المصريين بالجهود المبذولة لاستئناف المحادثات ارتفعت فرص نجاحها".

ولفت إلى أن "المرحلة الأولى من المبادرة، تشبه المقترح الذي قدمه رئيس (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) الموساد (ديفيد برنيع)، الأسبوع الماضي، خلال لقائه مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (ويليام بيرنز)، ورئيس الوزراء القطري (الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني)"، في العاصمة البولندية وارسو.

وتتضمن تفاصيل المبادرة المصرية التي كشفت عنها "الشرق" السبت، 3 مراحل تبدأ بهدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد، تتبادل فيها حماس 40 محتجزاً، في مقابل 120 أسيراً فلسطينياً، وتتمثل المرحلة الثانية في إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية، وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وتنص المرحلة الثالثة والأخيرة على وقف كلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة لتبادل الأسرى تشمل كافة العسكريين الإسرائيليين لدى "حماس" والفصائل الفلسطينية، ويتم خلالها الاتفاق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم.

ورغم ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بحث تل أبيب للخطة المصرية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، إن إسرائيل ستواصل الحرب في غزة "حتى تحقيق أهدافها"، وأضاف أن الحرب "ستكون طويلة، وسنحارب حتى إعادة المخطوفين، والقضاء على (حماس)".

خلاف إسرائيلي بشأن المبادرة المصرية

وقالت "القناة 13" الإسرائيلية، إنه لا يوجد توافق في إسرائيل بشأن المقترح المصري، مضيفة أن إسرائيل مستعدة لقبول المرحلة الأولى، والتي تشبه إلى حد ما الهدنة التي انهارت في الأول من ديسمبر، بعد استمرارها أسبوعاً، وقادت إلى إطلاق سراح 100 من المحتجزين الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية.

وأضافت أنها غير مستعدة حالياً للالتزام بالمراحل التي تلي ذلك، وخاصة المرحلة الثالثة.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي (كان)، عن مصدر أمني إسرائيلي أن إسرائيل تنظر في طلب إخراج قادة حماس من قطاع غزة، في مقابل وقف إطلاق النار.

وقال المصدر إنه تمت مناقشة الاحتمالية، بين كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين، ولكنه أضاف أنه "لا يوجد اقتراح ملموس لفعل ذلك على الطاولة حالياً".

وأضاف أن "إخراج قادة حماس لا يتعارض مع أهداف الحرب"، مشيراً إلى أن "هناك عدة دول يمكن أن تقبلهم، مثل قطر".

وقال مسؤول إسرائيلي لـ"أكسيوس" إن تل أبيب "ليس لديها أي مؤشر بشأن موقف (حماس) من المبادرة المصرية"، مشدداً على "صعوبة رؤية كيفية قبول إسرائيل بالمرحلة الثالثة"، لكنه أكد أن "المرحلة الأولى تشبه تقريباً الموقف الإسرائيلي".

هنية إلى الدوحة و"الجهاد" إلى القاهرة

وأفادت مصادر لـ"الشرق" السبت، بأن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية عاد إلى الدوحة بعد انتهاء المباحثات التي استمرت 4 أيام في القاهرة، مشيرةً إلى أن "حماس" ستدرس في إطار مكتبها السياسي، الورقة المصرية التي تسلمتها في القاهرة لوقف النار.

وأفادت مصادر مصرية مطلعة لـ"الشرق" الأحد، بأن الأمين العام لحركة "الجهاد" الفلسطينية زياد النخالة وصل على رأس وفد إلى القاهرة، مشيرةً إلى أنه سيلتقي مسؤولين مصريين من جهاز المخابرات العامة.

وذكر مصدر في الحركة لـ"الشرق" أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة مصرية لـ"بحث سبل وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب هذه القوات، إلى جانب صفقة التبادل، وإعادة الإعمار".

وأشار المصدر إلى أن الوفد "سيؤكد موقفه بشأن أي صفقة تبادل وهو أن الجميع مقابل الجميع، وذلك بعد وقف إطلاق النار وليس قبله، ضمن عملية سياسية يتفق عليها الشعب الفلسطيني، ممثلاً بمختلف قواه السياسية".

تفاصيل المبادرة المصرية لوقف الحرب في غزة

  • المرحلة الأولى

تتضمن المرحلة الأولى، بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها "حماس" سراح 40 من المحتجزين الإسرائيليين من فئتي النساء والأطفال (أقل من 18 عاماً)، والذكور من كبار السن خصوصاً المرضى.

وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 120 أسيراً فلسطينياً من نفس الفئتين، ويتم خلالها وقف الأعمال القتالية وتراجع الدبابات، وتدفق المساعدات الغذائية والطبية، والوقود وغاز الطهي لقطاع غزة.

  • المرحلة الثانية

إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية بهدف "إنهاء الانقسام"، وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية.

  • المرحلة الثالثة

وقف كلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل كافة العسكريين الإسرائيليين لدى "حماس" وحركة "الجهاد"، وفصائل أخرى يتم خلالها الاتفاق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم إسرائيل بما يشمل ذوي المحكوميات العالية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.

وتتضمن المرحلة الأخيرة انسحاباً إسرائيلياً من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع.

"نصيحة مصرية لحماس"

وذكرت مصادر مصرية لـ"الشرق"، الأحد، أن القاهرة نصحت "حماس" بتحريك ملف المحتجزين والأسرى "لما سيحققه من نتائج إيجابية"، وأفادت بأن القاهرة قدمت ورقة لحركة "حماس" وإسرائيل من أجل إبرام صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.

وأوضحت المصادر أن "حماس" وعدت بالتشاور مع جناحها العسكري كتائب "القسّام" بشأن المبادرة المصرية، لكنها شددت على ضرورة وقف إطلاق النار قبل بدء التفاوض. 

وطالبت القاهرة الجميع بتقديم "تنازلات"، لوقف نزيف الدماء المستمر للشهر الثالث في قطاع غزة، بحسب المصادر، داعيةً إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وتجنيب المدنيين ويلات الحرب والنزاعات المسلحة. 

وقالت مصادر مصرية إن رد الحركة جاء بأن ملف الأسرى "يحتاج إلى قرار من العسكريين في الحركة، وليس قراراً سياسياً".

وكانت مصادر قالت لـ"الشرق" إن "حماس" تبدي بعض المرونة بشأن إدارة غزة بعد الحرب، وقال مسؤول في الحركة، في نوفمبر، إن "حماس" تفضل تشكيل حكومة "تكنوقراط" فلسطينية قادرة على التعامل مع المسؤوليات الضخمة المطلوبة لإغاثة أهل غزة، وإعادة إعمار القطاع، مضيفاً أن مثل هذه الحكومة يجب أن تُشَكَّل بالتوافق الوطني.

ومن المتوقع أن تعارض إسرائيل تولي حكومة فلسطينية إدارة الضفة الغربية وقطاع غزة معاً، لكن المصادر قالت إن "الإدارة الأميركية وعدت بالضغط على إسرائيل لقبول هذه الخطوة".

تصنيفات

قصص قد تهمك