مصر تقترح حكومة "تكنوقراط" فلسطينية لإدارة غزة.. وحماس تبدي موافقتها

مصادر: مصر ستعيد إطلاق حوار وطني فلسطيني بعد تشكيل الحكومة وليس قبلها

time reading iconدقائق القراءة - 4
أشخاص يبحثون بين أنقاض مباني فلسطينية دمرتها غارة جوية إسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة- 12 ديسمبر 2023 - Reuters
أشخاص يبحثون بين أنقاض مباني فلسطينية دمرتها غارة جوية إسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة- 12 ديسمبر 2023 - Reuters
رام الله -محمد دراغمة

أفادت مصادر مُطلعة لـ"الشرق"، السبت، بأن مصر قدمت مبادرة للقوى الفلسطينية لتشكيل حكومة "تكنوقراط" بعد انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، لتولي إدارة الضفة الغربية والقطاع، إلى جانب مهام إعادة الإعمار والإيواء، مشيرةً إلى أن حركة "حماس" أبدت موافقتها على هذا الاقتراح.

وأشارت المصادر إلى أن من المتوقع أن "تعيد مصر إطلاق حوار وطني فلسطيني بعد تشكيل الحكومة وليس قبلها"، موضحة أن "القاهرة تدرك أن إطلاق حوار فلسطيني-فلسطيني الآن قد يواجه عقبات وخلافات بشأن البرامج والحصص وغيرها، ما قد يؤخر إطلاق عملية إعادة الإعمار والإغاثة والإيواء في القطاع".

وتوجّه وفد من "حماس" بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، الأربعاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث موضوع الأسرى والملفات الخاصة بقطاع غزة، مثل المساعدات الإغاثية، وإعادة الإعمار، وما وصفته المصادر بـ"إنهاء الانقسام".

وتبدي "حماس" بعض المرونة بشأن إدارة غزة بعد الحرب، وقال مسؤول في الحركة لـ"الشرق"، في نوفمبر الماضي، إن "حماس" تفضل تشكيل حكومة "تكنوقراط" فلسطينية قادرة على التعامل مع المسؤوليات الضخمة المطلوبة لإغاثة أهل غزة، وإعادة إعمار القطاع، مضيفاً أن مثل هذه الحكومة يجب أن تُشَكَّل بالتوافق الوطني.

ومن المتوقع أن تعارض إسرائيل تولي حكومة فلسطينية إدارة الضفة الغربية وقطاع غزة معاً، لكن المصادر قالت إن "الإدارة الأميركية وعدت بالضغط على إسرائيل لقبول هذه الخطوة".

"ورقة ضغط"

ونقلت المصادر أن "حماس" ترفض إجراء أي عمليات لتبادل الأسرى قبل وقف الحرب بصورة تامة، إذ ترى الحركة أن إبرام "صفقة تبادل جديدة" يعد عاملاً رئيسياً للضغط على إسرائيل من أجل وقف الحرب، معتبرةً وجود أسرى إسرائيليين في غزة "ورقة ضغط مُهمة" على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب.

وقالت حركة "حماس" السبت، إنها فقدت الاتصال بمجموعة مسؤولة عن 5 رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي.

وفي منتصف ديسمبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط 3 محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة بـ"نيران صديقة"، معلناً تحمّل المسؤولية الكاملة عما حدث وفتح تحقيق في الواقعة، ليرتفع عدد المحتجزين الذين أكدت تل أبيب سقوطهم في غزة إلى 22 من أصل نحو 250 شخصاً.

وتدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ79 الأحد، والتي قصفت إسرائيل خلالها جواً وبراً وبحراً مدن ومحافظات شمال وجنوب قطاع غزة، وسط اشتباكات عنيفة على جميع محاور القتال مع مقاتلي "حماس".

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية السبت، أن إجمالي عدد الضحايا جرّاء الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر، ارتفع إلى 20 ألفاً و258 شخصاً، فيما بلغت الإصابات نحو 53 ألفاً و688.

"سُلطة" حماس في غزة

ويقيم خبراء من خارج المنطقة، معروف عن بعضهم درايته بتفكير صناع السياسة الأميركيين، تصورات عما قد يكون عليه الحال في قطاع غزة بعد الحرب.

ويقول دينيس روس، المفاوض السابق لملف الشرق الأوسط ومستشار البيت الأبيض، إنه في حالة التمكن من تجريد حماس من "سلطتها القوية" ونزع السلاح في قطاع غزة "فإن ذلك قد يفتح الطريق أمام تشكيل إدارة مؤقتة بحكومة تكنوقراط يقودها فلسطينيون، يعملون تحت نوع ما من المظلة الدولية أو الإقليمية أو كليهما".

وقال إن التفاصيل ستتطلب نقاشاً معقداً تقوده الولايات المتحدة مع السلطة الفلسطينية وأطراف أخرى كبرى معنية ولها مصالح في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

لكن ليفلح ذلك، يقول روس إن على إسرائيل أن تحد الإطار الزمني لوجودها العسكري في قطاع غزة وإلا، فإن أي كيان يحكم سيفتقر إلى الشرعية في عيون سكان القطاع.

تصنيفات

قصص قد تهمك