قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إن قتل القيادي في "حماس" صالح العاروري في غارة إسرائيلية على بيروت الأسبوع الماضي، أثر على قدرة الدوحة على التوسط بين "حماس" وإسرائيل، واعتبر أن مثل هذه العمليات تشكل "انتهاكاً لسيادة الدول"، فيما حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن الصراع في غزة "قد ينتشر بسهولة"، مشدداً على حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم بعد الحرب.
وأوضح خلال مؤتمر صحافي مع بلينكن بالدوحة، أن بلاده "ستواصل بذل المزيد من الجهود"، مشدداً على ضرورة "احتواء الأزمة في أسرع وقت والتوصل إلى وقف لإطلاق النار"، كما اعتبر أن "اتساع رقعة الصراع في المنطقة أمر وارد، ويجب العمل لمنع ذلك".
وذكر بأنه أكد خلال لقائه مع بلينكن على "أهمية الضغط لإيقاف القتال ورفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، كما تطرقنا إلى أبرز التطورات في مجال المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى والسجناء، وسبل الوصول لهدنة إنسانية جدية".
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "نحاول الوصول إلى اتفاق يؤدي لإطلاق سراح الرهائن ووقف لإطلاق النار"، وأشار إلى أن الدوحة أكدت "أهمية الضغط لإيقاف القتال والسماح بمرور المساعدات" إلى قطاع غزة، مؤكداً أنه "لا سلام في المنطقة إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة في إطار الشرعية الدولية" للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن بلاده أرسلت 59 طائرة تحمل 1850 طناً من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وعن الظروف الإنسانية في القطاع المحاصر، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري "من المؤلم أننا وصلنا إلى مرحلة اعتدنا فيها للأسف على مشاهد القتل والدمار".
من جهة أخرى، اعتبر رئيس الوزراء القطري أن الاعتداءات بالبحر الأحمر "غير مقبولة وهي تأثير مؤسف لحرب غزة"، وأضاف أن بلاده لا ترى"أن الحل العسكري هو الحل السليم رداً على ما يجري" في المنطقة.
بلينكن: "الصراع قد ينتشر بسرعة"
من جهته، قال بلينكن الذي يزور المنطقة هذا الأسبوع في جولة تضم 9 دول، إنه سيبحث في إسرائيل هذا الأسبوع ضرورة بذل المزيد من الجهود للحد من سقوط ضحايا ومصابين من المدنيين في قطاع غزة. وأضاف أن المنطقة تعيش لحظة تشهد توتراً شديداً، وحذر من أن الصراع "قد ينتشر بسهولة".
وذكر أن العوائق أمام توصيل المساعدات إلى المحتاجين إليها في غزة لا تزال كبيرة للغاية، وأنه يمكن للأمم المتحدة أن تلعب دوراً في تقييم ما يجب فعله للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة لديارهم في غزة.
وأشار بلينكن إلى أن "90% من سكان قطاع غزة يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء"، وتابع أن واشنطن تثير"مع إسرائيل الحاجة للقيام بكل ما يمكن لإيصال المساعدات الإنسانية" إلى القطاع.
وشدد على أنه يجب أن يتمكن المدنيون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم وعدم الضغط عليهم لمغادرة غزة. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الصحافيين يقتل في غزة.
وقال بلينكن في هذا الصدد إن الضربة الإسرائيلية التي أودت بصحافيَين من قناة الجزيرة في قطاع غزة "مأساة لا يمكن تصورها".
وتعليقاً على قتل الصحافيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا وإصابة ثالث، بعد استهداف سيارة كانوا يستقلونها في خان يونس بجنوب غزة، أكد بلينكن "هذه مأساة لا يمكن تصورها، وهذه حال الكثير من الأطفال والرجال والنساء الفلسطينيين الأبرياء".
وأكد أن واشنطن ستواصل الدفاع عن الأمن البحري في المنطقة بعد هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر.
أمير قطر: يجب العمل على وقف إطلاق النار
وقبيل المؤتمر الصحافي، التقى بلينكن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أكد لبلينكن ضرورة العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وخفض التصعيد، لضمان أمن واستقرار المنطقة.
وذكر الديوان الأميري القطري في بيان أن أمير البلاد شدد على "ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى مناطق القطاع كافة، والعمل على خفض التصعيد من أجل ضمان الاستقرار والأمن في المنطقة".
وأشار الديوان إلى أن الجانبين بحثا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما آخر مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
