محادثات بين فرنسا وألمانيا وأوكرانيا لبحث التوتر مع روسيا

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل - 14 ديسمبر 2017 - REUTERS
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل - 14 ديسمبر 2017 - REUTERS
باريس/ موسكو -وكالات

يُجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الجمعة، محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يطالب بانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" والاتحاد الأوروبي، وسط تصاعد التوتر مع موسكو التي تحشد قواتها على الحدود الأوكرانية.

وقالت الرئاسة الفرنسية، الخميس، إن ماكرون سيستقبل الرئيس الأوكراني على الغداء وسيعقدان عقب ذلك مؤتمراً عبر الفيديو مع المستشارة الألمانية ميركل.

يُعقد الاجتماع بينما تقول أوكرانيا، إنها مهددة بعملية عسكرية من جانب روسيا، وتُطالب بالانضمام إلى حلف الناتو والاتّحاد الأوروبي.

وقال فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، نشرت مساء الخميس: "لا يمكننا البقاء إلى ما لا نهاية في غرفة انتظار الاتّحاد الأوروبي وحلف الناتو".

وأضاف: "حان الوقت لتسريع دعوتنا للانضمام إلى التكتلين"، متهماً روسيا بـ"عدوان عنيف" على بلاده.

وتلعب باريس وبرلين في هذا النزاع الذي لم تتم تسويته منذ 2014، دور الوسيط في إطار الحوار الرباعي مع روسيا وأوكرانيا، فيما يسمى "صيغة نورماندي".

وأكد قصر الرئاسة الفرنسية الإليزيه، أن "كل العمل الذي نقوم به هو من أجل تجنب التصعيد وتهدئة التوتر"، معتبراً أن "سيادة أوكرانيا مهددة".

ويرى الرئيس الأوكراني أن "عملية نورماندي، متوقفة "لأن روسيا تعرقل كل شيء، وإن كان ماكرون قادراً على إبقائها في التنفس الاصطناعي".

وناشد زيلينسكي، نظيره الفرنسي الذي يُقدم نفسه على أنه مدافع شرس عن الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "حان الوقت للتوقّف عن الكلام واتّخاذ القرارات".

وأضاف: "إذا كنا ننتمي إلى العائلة نفسها، فيجب أن نعيش معاً، لا يمكننا أن نخرج معاً إلى الأبد، مثل خطيبين أبديين، يجب أن نشرّع علاقاتنا".

وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن انضمام أوكرانيا إلى الحلف بعيد المنال في ضوء رفض روسيا لهذا السيناريو، وتردد الكثير من الدول الأعضاء فيه بما في ذلك فرنسا، خوفاً من استفزاز موسكو.

أما انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فما زال افتراضياً، وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمنت بون، الخميس، لإذاعة "جي": "يمكننا أن ندعم أوكرانيا.. لكن هذا لا يعني انضماماً، هذا ليس طرحاً جدياً".

"استفزازات أوكرانيا"

في المقابل، أعرب الكرملين، الجمعة، عن أمله في أن يمارس الرئيس الفرنسي، والمستشارة الألمانية، ضغطاً على الرئيس الأوكراني لوقف "استفزازات" كييف في شرق البلاد.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف: "سيكون من المهمّ جداً بالنسبة إلينا أن يستخدم ماكرون وميركل تأثيرهما أثناء المؤتمر عبر الفيديو مع زيلينسكي ليشرحا له إمكانية وقف نهائي لكل الاستفزازات" على الجبهة.

وأضاف: "بالتأكيد سيكون هذا اللقاء فرصة جيدة للتذكير بضرورة تطبيق اتفاقيات مينسك"، في إشارة إلى نص أبرم في 2015 وسمح بالحد من القتال في هذه المنطقة بشكل كبير.



وأشار المتحدث باسم الكرملين، الجمعة، أيضاً إلى تراجع في انتهاكات وقف إطلاق النار على الجبهة الأوكرانية، لكنه رأى أن هذا ليس "سبباً يدعو تماماً للاطمئنان".

وعلى الرغم من ذلك، تصاعدت الاشتباكات لعدة أسابيع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس (شرق أوكرانيا)، بينما تم نشر عشرات الآلاف من الجنود الروس قريباً من الحدود ما أثار مخاوف من عملية عسكرية واسعة النطاق، وسط تحذيرات غربية لروسيا من مظاهر القوة هذه.

ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، ألمانيا وفرنسا، إلى وقف المشاركة فيما وصفته بـ"الحملة الدعائية حول تحركات القوات الروسية التي لا تهدد أحداً"، معتبرة أنه على باريس وبرلين القيام بعكس ذلك أي "تشجيع كييف على وقف التصعيد".

يأتي الاجتماع الثلاثي الجمعة، بينما تواجه موسكو ضغوطاً من الإدارة الأميركية التي أعلنت، الخميس، سلسلة من العقوبات المالية الصارمة ضد روسيا، وطرد 10 دبلوماسيين روس، الأمر الذي يهدد بتعقيد اقتراح جو بايدن لعقد قمة مع فلاديمير بوتين.

اقرأ أيضاً: