قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن توفير مسار لإقامة دولة فلسطينية هو أفضل وسيلة لتحقيق الاستقرار في المنطقة وعزل إيران ووكلائها، وذلك في ختام جولة إقليمية محمومة بشأن الحرب على قطاع غزة كانت محطتها الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة.
وأضاف بلينكن خلال حديثه للصحافيين بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن المنطقة أمام طريقين، الأول سيشهد "تكامل إسرائيل، مع ضمانات والتزامات أمنية من دول المنطقة وكذلك من الولايات المتحدة، وإقامة دولة فلسطينية، على الأقل طريق للوصول إلى تلك الدولة"، معتبراً أن "الطريق الآخر هو الاستمرار في رؤية الإرهاب والعدمية والدمار على يد حماس والحوثيين وحزب الله، وكلهم مدعومون من إيران".
وتابع: "إذا اتبعنا المسار الأول.. فهذه هي الطريقة الأفضل لعزل وتهميش إيران ووكلائها الذين يُسببون الكثير من المتاعب لنا ولجميع الآخرين تقريباً في المنطقة".
وجاءت زيارة بلينكن بعد يوم من تحذير مصر والأردن من أن الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أودت بحياة أكثر من 23 ألف فلسطيني وفقاً لوزارة الصحة في غزة، يجب ألا تؤدي لتهجير سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أو تنتهي باحتلال إسرائيلي.
وأصرت إسرائيل، ومؤيدوها في الولايات المتحدة على أنها لا تُخطط لهذا، لكن قلق مصر زاد مع دفع المزيد من سكان غزة نحو حدودها مع القطاع.
وساطة بشأن الرهائن
تحاول مصر وقطر التوسط بين حركة "حماس" وإسرائيل لوقف إطلاق النار وتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، فضلاً عن الضغط من أجل توصيل المزيد من المساعدات إلى جنوب غزة.
وجرى إطلاع بلينكن على هذه الجهود خلال اجتماعه مع السيسي ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة المصرية. وذكر البيان أن الجانبين أكدا رفضهما لأي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم.
وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الثلاثاء، قال بلينكن إنه يأمل أن تُشارك "حماس" في محادثات بشأن إطلاق سراح المزيد من الرهائن. ولم يستمر اتفاق سابق تضمن وقفاً مؤقتاً للقتال وإطلاق سراح أكثر من 100 من المحتجزين.
وبدأت الحرب بهجوم في السابع من أكتوبر، شنه مقاتلو "حماس" الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مصرع 1200 شخص واحتجاز نحو 240 كرهائن.
وحمل بلينكن، الذي زار 9 دول والضفة الغربية المحتلة خلال أسبوع، لإسرائيل تصوراً مبدئياً مفاده أن تُسهم دول الجوار في إعادة تأهيل قطاع غزة بعد الحرب، وتواصل التكامل الاقتصادي مع إسرائيل، بشرط التزام إسرائيل بالسماح في نهاية المطاف بقيام دولة فلسطينية مستقلة تشمل قطاع غزة والضفة الغربية.
والتقى بلينكن خلال زيارته للمنطقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر السلطة بمدينة رام الله، الأربعاء.
وتريد واشنطن من السلطة الفلسطينية أن تقوم بإصلاحات، وتستعيد مصداقيتها من أجل تولي شؤون قطاع غزة إذا حققت إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على "حماس" التي تدير القطاع منذ عام 2007.