وسط تحركات عسكرية صينية.. وفد أميركي يلتقي الرئيس المنتخب في تايوان

رئيسة تايوان تساي إينج ون مع مستشار الأمن القومي الأميركي السابق ستيفن هادلي ونائب وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس شتاينبرج خلال زيارة للمكتب الرئاسي في تايبيه. 15 يناير 2024 - AFP
رئيسة تايوان تساي إينج ون مع مستشار الأمن القومي الأميركي السابق ستيفن هادلي ونائب وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس شتاينبرج خلال زيارة للمكتب الرئاسي في تايبيه. 15 يناير 2024 - AFP
دبي/ تايبيه -الشرقوكالات

وصل وفد أميركي غير رسمي، الأحد، إلى تايوان غداة فوز لاي تشينج تي المؤيّد للاستقلال، بالانتخابات الرّئاسية، والذي عبّر عن أمله في أن تواصل الولايات المتحدة دعم تايوان، في الوقت الذي نشرت فيه الصين أربع سفن عسكرية، ومنطاداً للتجسّس قبالة الساحل الشمالي للعاصمة تايبيه، كما نددت بكين بشدة بتهنئة واشنطن للرئيس المنتخب، واعتبرته "انتهاكاً".

ويضم الوفد المكلف من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي، والذي شغل المنصب في الفترة من 2005 إلى 2009، ونائب وزير الخارجية السابق جيمس شتاينبرج (2009 إلى عام 2011)، الذين عقدا مباحثات مع الرئيس المنتخب حديثاً لاي تشينج تي ورئيسة تايوان تساي إينج ون، بشأن سير الانتخابات والشراكة بين الطرفين، وفق ما نقله المعهد الأميركي في تايوان، الذي يعتبر السفارة الأميركية الفعلية في الجزيرة.

وقال المعهد، إن "الحكومة الأميركية طلبت من المسؤولين السفر بصفتهم الخاصة إلى تايوان، وذلك كما دأبت بعد كل انتخابات رئاسية في الجزيرة".

شراكة قوية ومتينة

وعبّر الرئيس التايواني المنتخب عن شكره للولايات المتحدة على "دعمها القوي للديموقراطية التايوانية"، وقال لاي: "أنا ممتن للولايات المتحدة لدعمها القوي للديمقراطية التايوانية"، معتبراً أن هذا "يظهر الشراكة الوثيقة والقوية بين تايوان والولايات المتحدة". 

وقال تشينج خلال لقائه بالوفد الأميركي، إنه يأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من الاستمرار في دعم تايوان، مضيفاً أن إدارته ستواصل الدفاع عن السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

من جانبها، قالت الرئيسة تساي إينج ون للمندوبين الأميركيين، إن "زيارتكم لها معنى كبير. فهي تظهر بشكل كامل الدعم الأميركي لديمقراطية تايوان، وتسلط الضوء على الشراكة الوثيقة والقوية بين تايوان والولايات المتحدة".

وأشادت تساي بـ"الشراكة الوثيقة والقوية" للجزيرة مع الولايات المتحدة، وأضافت: "نأمل في أن تواصل العلاقات مع تايوان التقدم، وأن تؤدي دوراً رائداً في ازدهار وتنمية المنطقة والعالم".

من جهته، قال مستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي: "نحن هنا لتهنئتكم وتهنئة شعب تايوان على الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أجريت في 13 يناير"، مشيداً بالديمقراطية التايوانية باعتبارها "مثالاً للعالم أجمع".

وهذه ليست المرة الأولى التي ترسل فيها واشنطن وفداً غير رسمي إلى تايوان بعد الانتخابات. ففي عام 2016، حضر نائب وزير الخارجية السابق بيل بيرنز بعد يومين على انتخاب تساي إينج ون رئيسة للجزيرة.

وانتقدت الصين، الأحد، الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان لتهنئتها لاي على فوزه. وقالت وزارة الخارجية في بكين إنها قدمت "احتجاجا رسمياً" إلى الولايات المتحدة بشأن بيان لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هنأ فيه لاي. واتهمت بكين الولايات المتحدة بإرسال "إشارة خاطئة خطيرة إلى القوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان".

وفي ما يشبه الرّد على زيارة الوفد الأميركي إلى تايوان، نشر الجيش الصيني الأحد، 4 سفن عسكرية ومنطاداً للتجسس قبالة سواحل تايوان.

وتحدى الناخبون في الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، دعوات بكين المتكررة بعدم انتخاب لاي، الذي أدانته باعتباره انفصالياً خطيراً سيقود تايوان إلى "الطريق الخاطئ".

ونددت الصين بلاي، ووصفته بأنه "انفصالي خطير".

ولم يحصل لاي إلا على 40% من الأصوات، وفقد الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، السيطرة على المجلس التشريعي، وهي نتيجة قالت الحكومة الصينية إنها أظهرت أن الحزب الديمقراطي التقدمي لا يمثل الرأي العام السائد.

ويعتقد بعض المراقبين أن مهمة الولايات المتحدة في هذا الوقت محفوفة بالمخاطر؛ لأن بكين تعترض بشدة على أي اتصالات رسمية بين حكومة تايوان ودول أخرى، ويمكن أن تقول إنه يتم استفزازها، حسبما نقلته "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

عدم الاستقرار

ومن المتوقع أن تتزايد حالة عدم الاستقرار خلال الأشهر الأربعة المقبلة، حتى يتم تنصيب لاي رسمياً في 20 مايو، حسبما نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية.

وقال مسؤولون تايوانيون إنهم لا يتوقعون أن يكون الوضع متوتراً بين الولايات المتحدة والصين، كما أنه لن يصل إلى مستوى ما خلفته زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي للجزيرة عام 2022، حسب "بوليتيكو".

وعلى الجبهة التجارية، كثفت الصين أيضا ضغوطها، معلنة عن خطوة محتملة لإعادة فرض الرسوم الجمركية على بعض المنتجات التايوانية. كما كشفت السلطات التايوانية عن حالات تضليل وتلاعب بالانتخابات.

وتشكل هذه التطورات مجتمعة ما تسميه تايبيه "الحرب الهجينة"، والتي تهدد الآن بمزيد من التصعيد؛ نظرا لاستياء بكين من الرئيس الجديد، وفق "بوليتيكو".

تصنيفات

قصص قد تهمك