أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، عن "عودة وشيكة" لسفيري إيران وباكستان إلى السفارتين في طهران وإسلام أباد، وذلك بعد أن تبادل البلدان الضربات العسكرية على أراضي كل منهما هذا الأسبوع، كما قال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، الجمعة، إن البلدين تستطيعان التغلب سوياً على الخلافات البسيطة عبر الحوار والدبلوماسية.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء، عن مدير عام شؤون جنوب آسيا بوزارة الخارجية الإيرانية، إن سفيري إيران وباكستان سيعودان قريباً إلى السفارتين في طهران وإسلام آباد، وأضاف أن وزيري خارجية البلدين أجريا مباحثات هاتفية جيدة للغاية لإعادة العلاقات إلى مستوى عالٍ. وتابع: "كانت هناك مباحثات بشأن العودة الوشيكة لسفيري البلدين. ودعت باكستان وزير الخارجية الإيراني لزيارة إسلام آباد".
في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني إن باكستان "سترحب، وسترد بالمثل على كل الإجراءات الإيجابية التي يتخذها الجانب الإيراني"، مضيفاً أن "اتخاذ خطوات لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل 16 يناير في صالح البلدين".
وأشارت باكستان إلى أن وزيري خارجية البلدين اتفقا، خلال مكالمة هاتفية، الجمعة، على "ضرورة تعزيز التعاون على مستوى العمل والتنسيق الوثيق بشأن مكافحة الإرهاب وجوانب أخرى ذات اهتمام مشترك".
وأضاف التلفزيون الباكستاني، أن اجتماعاً للحكومة برئاسة القائم بأعمال رئيس الوزراء أقر أيضاً إجراءً لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إيران.
تبادل الضربات
وتبادلت باكستان وإيران ضربات صاروخية، هذا الأسبوع، تستهدف مخابئ من وصفهما الجانبان بأنهم "إرهابيون" على جانبي الحدود المشتركة، في تصعيد سريع للتوترات بين البلدين، وسط مخاوف من خروج الأزمة عن "نطاق السيطرة".
وشهدت العلاقات بين طهران وإسلام أباد توتراً في الماضي، لكن الضربات هي أكبر عملية توغل عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.
وأعلنت باكستان، الخميس، شن سلسلة ضربات عسكرية ضد ما وصفتها بـ"مخابئ إرهابية" بمقاطعة سيستان وبلوشستان في إيران، أسفرت عن قتل عدد من "الإرهابيين" على حد قولها، وذلك بعد يومين من ضربة جوية شنّتها طهران ضد مواقع في باكستان أودت بحياة طفلين.
وجاءت هذه الخطوة من جانب إسلام أباد بعد أن أعلنت طهران أن "الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة" التي شنها "الحرس الثوري" الإيراني، ليل الثلاثاء، دمرت قواعد قالت إنها لجماعة "جيش العدل" المسلحة المناوئة لإيران.
وتزيد الضربات العسكرية المتبادلة بين إيران وباكستان حدة المخاوف بشأن عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط واتساع نطاق الحرب التي بدأت بين إسرائيل وحركة (حماس) في السابع من أكتوبر الماضي، وما أعقبها من دخول حلفاء إيران في المنطقة على خط المعركة.