يصوت البرلمان التركي على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي "الناتو" الثلاثاء، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركية، لتزول بذلك عقبة جديدة في طريق مساعي الدولة الإسكندنافية للانضواء في التحالف العسكري الغربي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان مسؤول تركي كبير تحدث لـ"بلومبرغ" الاثنين، شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن البرلمان سيناقش عضوية السويد بالحلف، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، مشيراً إلى أن "حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويسيطر على الأغلبية في البرلمان إلى جانب حليفه القومي (الحركة القومية)، يسعى للحصول على الموافقة البرلمانية للمصادقة على انضمام السويد إلى حلف (ناتو) وهي مسألة طال انتظارها".
ويلزم الحصول على موافقة برلمانية كاملة قبل أن يتمكن الرئيس التركي من التوقيع على البروتوكول ذي الصلة ليصبح قانوناً، بحسب "رويترز".
وأوضحت "بلومبرغ" أنه في حال موافقة البرلمان التركي على هذا القرار، ستكون المجر هي الدولة الوحيدة التي لم تصادق بعد على عملية انضمام السويد للحلف.
ووافقت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي في ديسمبر الماضي، على طلب السويد الانضمام إلى عضوية "الناتو" المعلق منذ مايو 2022، بسبب مماطلة تركيا والمجر في التصديق على طلب العضوية.
وقدمت السويد وفنلندا طلباً للانضمام إلى الحلف في إطار ردود الفعل على الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن تركيا العضو في الحلف اعترضت، مشيرة إلى "مخاوف أمنية" تتعلق بحزب "العمال الكردستاني" المحظور وتنظيمات أخرى، بالإضافة إلى حظر على تصدير الأسلحة تفرضه الدولتان على أنقرة.
وتخلّت السويد وفنلندا عن عقود من الحياد العسكري، عبر السعي للانضمام إلى المنظمة الدفاعية التي تقودها الولايات المتحدة، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وحصل طلبهما على موافقة سريعة من جميع أعضاء "الناتو" باستثناء تركيا والمجر. وفي النهاية، قبل البلدان بانضمام فنلندا إلى الحلف لتصبح العضو الـ31 في أبريل، لكن لا تزال تركيا والمجر الدولتين الوحيدتين في الحلف اللتين لم تصادقاً على طلب انضمام السويد إلى الحلف بعد 19 شهراً من التقدّم به.
ودعّمت السويد، إلى جانب الولايات المتحدة وعدة أعضاء في حلف الناتو "وحدات حماية الشعب" الكردية، في معركتها ضد تنظيم "داعش"، ومع ذلك، تعهدت تركيا بعرقلة طلب السويد للانضمام إلى الحلف إذا لم تتوقف عن دعم هذه الفصائل.
"التصديق مقابل الطائرات"
وفي بداية ديسمبر الماضي، اشترط الرئيس التركي مصادقة أنقرة على بروتوكول الانضمام بموافقة "متزامنة" من الكونجرس الأميركي على بيع طائرات F-16 لتركيا.
وكان مصدر دبلوماسي في أنقرة قال لوكالة "فرانس برس" في ديسمبر الماضي، إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بحث القضية، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن "بطلب من الأخير"، موضحاً أن "فيدان شدد حينها على تسليم أنقرة الطائرات الأميركية"، وذكّر بأن أنقرة "تنتظر من الإدارة الأميركية، ومن الكونجرس الأميركي أن يتحركا بذهنية التحالف، وأن يحترما التعهدات".
ولا تعارض الإدارة الأميركية الصفقة، لكن الكونجرس جمدها حتى الآن لأسباب سياسية، ولا سيما في ظل التوتر القائم مع اليونان العضو هي أيضاً في الحلف الأطلسي، والتي تقربت منها أنقرة مؤخراً، بحسب "فرانس برس".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في ديسمبر الماضي، "لا نرى أنه ينبغي ربط بيع حزمات تحديث طائرات F-16 إلى تركيا بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، لكن بعض أعضاء الكونجرس لهم رأي مخالف، وربطوا بين القضيتين".
ورأى ميلر أن "أفضل ما يمكن أن يحدث من أجل تحقيق تقدم، هو أن تتحرك تركيا في أقرب وقت ممكن من أجل المصادقة على انضمام السويد".