كشف مسؤولون بحركة "حماس" الفلسطينية لـ"الشرق"، الثلاثاء، أن الحركة رفضت عروضاً لتبادل الأسرى مع إسرائيل مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، وأنها تصر على إجراء عملية التبادل بعد الاتفاق على وقف تام لإطلاق النار سواء بصورة فورية أو متدرجة في قطاع غزة.
وقال مسؤول رفيع في الحركة: "تلقينا عروضاً وأفكاراً عديدة لإجراء تبادل أسرى مترافقاً مع وقف إطلاق النار لفترات تتراوح بين شهرين إلى 3 أشهر، لكننا رفضنا ذلك، وطالبنا بوقف تام لإطلاق النار".
وأضاف المسؤول: "عرضنا وقفاً فورياً دائماً لإطلاق النار بضمانات دولية والشروع في عملية تبادل أسرى، لكن إسرائيل رفضت ذلك، ثم عرضنا وقفاً متدرجاً لإطلاق النار بحيث يبدأ بـ3 أشهر يجري خلالها تبادل الدفعة الأولى من الأسرى، ثم فترة مماثلة يجري خلالها تبادل الدفعة الثانية، ثم الدفعة الثالثة، وبعد إتمام كافة الدفعات يجري الإعلان عن وقف إطلاق نار دائم ومفتوح، لكن إسرائيل رفضت ذلك".
وأوضح أن "حماس" عرضت وقف إطلاق نار أو هدنة لعدة سنوات، وذلك من خلال الوسطاء القطريين والمصريين، لكن إسرائيل رفضت وأصرت على مواصلة الحرب بعد إتمام تبادل الأسرى.
أسرى إسرائيل "ورقة رابحة"
وذكر مسؤول ثان في "حماس" أن "الحركة تعتبر الأسرى الإسرائيليين ورقة مهمة ورابحة، وأنها لن تفرط فيها إلا مقابل هدف كبير مثل وقف الحرب على غزة".
وتابع: "ثمة ضغوط محلية وأميركية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإجراء تبادل أسرى بأي ثمن، والثمن الذي لن نقبل شيئاً دونه هو الوقف التام لإطلاق النار". ومضى يقول: "لقد خسرت غزة الكثير، ولم يبق شيء لنخسره، لذلك نصر على وقف الحرب مقابل إجراء تبادل الأسرى".
وأفاد بأن حركة "حماس" تدرك أن لدى نتنياهو خطة طويلة الأمد من الحرب بهدف تهجير أهالي قطاع غزة، و"إصرارنا على وقف الحرب هو إصرار على البقاء فوق أرضنا وعدم مغادرتها".
وقال إن الولايات المتحدة عرضت خطة أكثر مرونة لتبادل الأسرى، لكنها لم تشمل وقفاً تاماً لإطلاق النار لذلك رفضتها الحركة.
وأضاف: "الخطة الأميركية تعطينا فترة وقف إطلاق نار طويلة نسبياً تبلغ 3 أشهر، يجري خلالها تبادل الأسرى، لكننا رفضنا أية خطة لا تشتمل على ضمانات دولية بوقف تام للحرب".
ومضى يقول: "نحن ندرك جيداً أن الحرب على غزة ستشتد أكثر بعد تبادل الأسرى، لأن الإسرائيليين سيذهبون إلى التدمير الشامل، لهذا نشدد على ضرورة الوقف التام لإطلاق النار".
وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل وحركة "حماس" من أجل التوصل إلى اتفاق يتضمن في مرحلة أولى "إطلاق سراح بعض المدنيين الإسرائيليين" وفي المرحلة النهائية "انسحاب كلي للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة"، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
وكشف المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن جهود الوساطة مستمرة، مضيفاً أن التحديات كبيرة لتسوية الأزمة في غزة خصوصاً مع تصاعد وتيرة الحرب.
واعتبر أن التصعيد الأخير، يؤثر على عملية الوساطة والوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكداً أن جهود الوساطة لن تتوقف أياً كانت الظروف على الأرض.
وكشف الأنصاري، أن هناك مفاوضات جدية تجري في هذا الشأن، موضحاً أنه لا يوجد "أثر مباشر حتى الآن لسقوط الجنود الإسرائيليين في غزة على عملية التفاوض".