مسؤول أميركي: واشنطن حذرت طهران سراً قبل تفجيرات كرمان

رجل يجلس أمام توابيت ملفوفة بالعلم الإيراني خلال جنازة لضحايا التفجيرين الانتحاريين في مدينة كرمان بإيران. 5 يناير 2024 - AFP
رجل يجلس أمام توابيت ملفوفة بالعلم الإيراني خلال جنازة لضحايا التفجيرين الانتحاريين في مدينة كرمان بإيران. 5 يناير 2024 - AFP
واشنطن/دبي-الشرقوكالات

قال مسؤول أميركي، الخميس، إن الولايات المتحدة حذّرت إيران سراً من تهديد بوقوع "هجوم إرهابي" داخل حدودها، وذلك قبل التفجيرين الانتحاريين اللذين تبناهما تنظيم "داعش" في كرمان في الثالث يناير الجاري، وأودى بحياة 89 شخصاً.

وأوضح المسؤول الأميركي في تصريحات لوسائل الإعلام، أنه قبل هذا الهجوم أرسلت الحكومة الأميركية "تحذيراً خاصاً بشأن تهديد إرهابي داخل الحدود الإيرانية".

وأضاف أن الولايات المتحدة تتبع سياسة قديمة، وهي "واجب التحذير"، مشيراً إلى لجوء الإدارات الأميركية السابقة إلى هذا الإجراء، وتحذير الحكومات الأجنبية عند وجود "تهديدات قاتلة".

وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "إننا نقدم هذه التحذيرات، لأننا لا نريد أن نرى أرواحاً بريئة تُزهق في الهجمات الإرهابية".

واستهدف التفجيران في الثالث من يناير حشوداً كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" السابق في الحرس الثوري الإيراني، قرب مسجد في محافظة كرمان، جنوب إيران.

آثار الانفجارات في كرمان الإيرانية بالقرب من قبر قائد فيلق القدس السابق قاسم سليمان، إيران. 3 يناير 2023
آثار الانفجارات في كرمان الإيرانية بالقرب من قبر قائد فيلق القدس السابق قاسم سليمان، إيران. 3 يناير 2023 - Reuters

"معلومات مفيدة لإيران"

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن التحذير السري جاء بعد أن حصلت الولايات المتحدة على معلومات استخبارية، تفيد بأن فرع "داعش" في أفغانستان، "داعش-خراسان"، يخطط لمهاجمة إيران.

وقال المسؤولون الأميركيون إن التحذير الذي تم نقله إلى إيران، شمل معلومات محددة عن الموقع، ووقت مناسب يكفي لتكون مفيدة لطهران من أجل إحباط الهجوم الذي وقع في 3 يناير، أو على الأقل التخفيف من عدد الضحايا.

ومع ذلك، فشلت إيران في منع التفجيرين الانتحاريين في مدينة كرمان، واللذان استهدفا حشداً كان يحيي ذكرى اغتيال سليماني في هجوم بطائرة مسيرة في يناير 2020 بالقرب من مطار بغداد، بأمر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وقال مسؤول أميركي للصحيفة، إنه "قبل الهجوم الإرهابي الذي شنه داعش في 3 يناير 2024، في كرمان، زودت الحكومة الأميركية إيران بتحذير خاص، يشير إلى وجود تهديد إرهابي داخل الحدود الإيرانية".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القنوات التي استخدمت لتحذير إيران، أو الكشف عن تفاصيل أكبر بشأن التحذير، كما لم يذكروا ما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها واشنطن مثل هذا التحذير إلى طهران.

وقال مسؤول أميركي: "داخل الحكومة الأميركية، كان التحذير الموجه إلى إيران يخضع للسرية الشديدة"، مما يشير إلى أن واشنطن كانت تحاول تقليل تسليط الضوء على اتصالاتها مع طهران، حتى لو كانت بشكل غير مباشر.

"إيران لم ترد على التحذيرات الأميركية"

وقال مسؤول أميركي لـ"وول ستريت جورنال"، إن المسؤولين الإيرانيين لم يردوا على الولايات المتحدة بشأن التحذير. وقال العديد من المسؤولين إنه لم يكن من الواضح سبب فشل الإيرانيين في إحباط الهجوم أو صده.

ومع رحيل القوات الأميركية من أفغانستان، ازدادت قوة "داعش-خراسان"، ويقول مسؤولون أميركيون إنها واحدة من "أخطر الجماعات في المنطقة"، وإنها "تتفوق على تنظيم القاعدة"، و"لها طموحات لضرب أهداف في الغرب".

وبعد فترة وجيزة من تفجيرات كرمان في 3 يناير، قال مسؤولون أميركيون إن لديهم معلومات تفيد بأن تنظيم "داعش-خراسان" هو المسؤول عن الهجوم، لكنهم لم يكشفوا أن الولايات المتحدة كان لديها معلومات استخباراتية مسبقة حول الهجوم، أو أنهم أبلغوا الإيرانيين.

مسعفون خلال نقل أحد المصابين عقب وقوع انفجار بالقرب من قبر قاسم سليماني، في مدينة كرمان، إيران. 3 يناير 2024
مسعفون خلال نقل أحد المصابين عقب وقوع انفجار بالقرب من قبر قاسم سليماني، في مدينة كرمان، إيران. 3 يناير 2024 - AFP

وقال دوجلاس لندن، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إن "قرار إبلاغ إيران اتخذه على الأرجح مسؤولون كبار في البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية"، معتبراً أن إرسال هذه المعلومات الاستخبارية "سمح للولايات المتحدة باتخاذ موقف أخلاقي يمكن أن يكون هدفه تشجيع إيران على تقبل التعامل مع واشنطن في بعض المسائل الأمنية".

وقال مسؤولون أميركيون سابقون، إن تقديم مثل هذا التحذير "قد يكون وسيلة لتحفيز الحوار حول قضايا السياسة الخارجية".

وتشارك الولايات المتحدة بشكل روتيني التحذيرات بشأن "الأنشطة الإرهابية المحتملة". وفي ديسمبر 2019، شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترمب على تبادل معلومات استخبارية ساعدت موسكو في إحباط هجوم في سانت بطرسبرغ.

تصنيفات

قصص قد تهمك