"البنية المعقدة" و"أهداف الحرب" و"نقص القوات المتخصصة" تعيق تدميرها

مسؤولون أميركيون وإسرائيليون: 80% من أنفاق "حماس" تحت قطاع غزة لا تزال سليمة

جنود إسرائيليون يسيرون عبر نفق قرب معبر إيريز شمال قطاع غزة قال الجيش الإسرائيلي إن حماس أنشأته لتنفيذ اقتحامات مفاجئة للحدود. 15 ديسمبر 2023 - Reuters
جنود إسرائيليون يسيرون عبر نفق قرب معبر إيريز شمال قطاع غزة قال الجيش الإسرائيلي إن حماس أنشأته لتنفيذ اقتحامات مفاجئة للحدود. 15 ديسمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن ما يصل إلى 80% من أنفاق "حماس" تحت قطاع غزة، "لا تزال سليمة"، وذلك بعد أسابيع من الجهود الإسرائيلية الحثيثة لتدميرها، مما يعيق أهداف إسرائيل المركزية في الحرب التي تشنّها على القطاع، وفق "وول ستريت جورنال".
 
وذكر مسؤولون إسرائيليون، إن إحباط قدرة "حماس" على استخدام الأنفاق هو حجر الأساس في جهود إسرائيل للقبض على كبار قادة "حماس" وإنقاذ الأسرى المتبقين. وقالت إسرائيل إنها شنّت ضربات على المستشفيات وغيرها من البنى التحتية الرئيسية في سعيها وراء شبكة الأنفاق في غزة.

وتؤكد إسرائيل أن تعطيل الأنفاق، التي تمتد لأكثر من 300 ميل (482 كيلومتراً)، من شأنه أن يحرم "حماس" من تخزين آمن نسبياً للأسلحة والذخيرة، ومخبأ للمقاتلين، ومراكز قيادة وسيطرة، كما سيحرمها من القدرة على المناورة حول المنطقة غير المعرّضة للنيران.

وسعت إسرائيل إلى طرق مختلفة لتطهير الأنفاق، بما في ذلك تركيب مضخات لإغراقها بمياه البحر المتوسط، وتدميرها بالغارات الجوية والمتفجرات السائلة، وتفتيشها بالكلاب والروبوتات، وتدمير مداخلها ومداهمتها بجنود مدربين تدريباً عالياً.

ونقلت "وول ستريت جورنال"، أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، واجهوا صعوبة في إجراء تقييم دقيق لمستوى لتدمير الأنفاق، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم قدرتهم على تحديد عدد الأميال من الأنفاق الموجودة على وجه التحديد.

ويقدر المسؤولون من كلا البلدين، أن ما بين 20% إلى 40% من الأنفاق قد تضررت أو أصبحت غير صالحة للعمل، حسبما قال مسؤولون أمريكيون، معظمها في شمال غزة.

مضخات إغراق الأنفاق

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشرته "وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل "تفكك بشكل كامل وتدريجي شبكة الأنفاق". 

وفي أواخر العام الماضي، وفي عملية أطلق عليها اسم "بحر أتلانتس"، قامت إسرائيل بتركيب سلسلة من المضخات في شمال غزة، على الرغم من المخاوف بشأن التأثير المحتمل لضخ مياه البحر على إمدادات المياه العذبة في القطاع والبنية التحتية فوق الأرض. وأدى القصف الإسرائيلي للأنفاق إلى إلحاق دمار واسع النطاق بالمباني الموجودة على السطح.

وفي وقت سابق من يناير الجاري، قامت إسرائيل بتركيب مضخة واحدة على الأقل في مدينة خان يونس بجنوب غزة لتعطيل شبكة الأنفاق هناك، حسبما قال مسؤول أميركي مطلع على الجهود. وقال المسؤول إن المضخات الأولى التي تم تركيبها داخل غزة تستخدم المياه من البحر المتوسط، في حين أن المضخة الأحدث تسحب المياه من إسرائيل.

وقال مسؤولون أميركيون، إنه في بعض الأماكن، أدت الجدران والحواجز والدفاعات الأخرى غير المتوقعة، إلى إبطاء أو إيقاف تدفق المياه. وقال مسؤولون أميركيون، إن مياه البحر أدت إلى تآكل بعض الأنفاق، لكن الجهد العام لم يكن فعالاً كما كان يأمل المسؤولون الإسرائيليون.

ويؤكد ميك مولروي، النائب السابق لمساعد وزير الدفاع والضابط في مشاة البحرية ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA: "تدور استراتيجية حماس حول الأنفاق، فهي مركز ثقلها"، مضيفاً أن مقاتلي الحركة بحاجة إلى الأنفاق لتدبير المعركة مع الجيش الإسرائيلي.

تعقيدات خان يونس

وقال مسؤولون أميركيون، إن إسرائيل لديها وحدات متخصصة في تطهير الأنفاق، لكن العديد من تلك القوات، مهندسون مدربون على تدميرها، وليس البحث عن الأسرى وكبار قادة "حماس". وقال المسؤولون إن هناك حاجة إلى مزيد من القوات على وجه الخصوص لتطهير الأنفاق.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أهداف إسرائيل الأساسية من الحرب (قتل أو أسر كبار قادة حماس وإنقاذ أكثر من 100 أسير محتجز) تكون في بعض الأحيان متعارضة، كما يقول المسؤولون.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن "بعض الأسرى يتواجدون في مركز قيادة في نفق أسفل خان يونس. ويختبئ زعيم "حماس" في غزة، يحيى السنوار، في نفس المكان"، بحسب مسؤول عسكري إسرائيلي كبير.

وشدد المسؤولون على أن شن غارات على مركز قيادة "حماس" في خان يونس، قد يعرض المحتجزين للخطر، وهي معضلة ترقى إلى الاختيار بين قتل السنوار والتفاوض على إطلاق سراح بعض، أو كل المحتجزين المتبقين.

وقال مسؤول: "إنها مهمة صعبة للغاية. يتم ذلك ببطء، وبعناية شديدة، مضيفاً: "إنها حرب مدن غير مسبوقة على مستوى العالم"، مضيفاً أنه حتى تحديد مكان السنوار والمجتجزين المتبقين قد يكون مهمة صعبة.
 
وقال جيرشون باسكن، مفاوض الرهائن الذي سهّل اتفاق 2011 مع "حماس" الذي أُطلق بموجبه سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، إن إسرائيل لم تعرف مكان احتجازه لسنوات.

وفي وقت سابق من شهر يناير الجاري، اصطحب الجيش الإسرائيلي الصحفيين في جولة إلى الأنفاق في جنوب غزة، وقال إن هناك أدلة على احتجاز أسرى هناك، لكنهم لم يستطيعوا تحديداً متى تم نقلهم.

تصنيفات

قصص قد تهمك