الحركة ترفض إبعاد قادتها عن غزة ولكنها مستعدة للتنحي عن حكم القطاع

"حماس": سنقبل صفقة تبادل الأسرى من الوسطاء بهذا الشرط

مقاتلون من "كتائب القسام" خلال تسليم أسرى لممثلين من الصليب الأحمر الدولي في قطاع غزة 29 نوفمبر 2023 - Reuters
مقاتلون من "كتائب القسام" خلال تسليم أسرى لممثلين من الصليب الأحمر الدولي في قطاع غزة 29 نوفمبر 2023 - Reuters
رام الله-محمد دراغمة

قالت مصادر في حركة "حماس" لـ"الشرق"، الأربعاء، إن الحركة لن ترفض صفقة تبادل الأسرى المعروضة عليها من قِبَل الوسطاء، لكنها تريد "وقفاً دائماً لإطلاق نار".

وأضافت المصادر أن "اتفاقية الإطار المعروضة تنص على وقف إطلاق نار مؤقت، لكن الحركة تريده دائماً"، مضيفة أن "الاتفاقية تفتح الطريق أمام مفاوضات لوقف إطلاق نار دائم، في أثناء وقف النار المؤقت، وهنا يوجد هامش للمناورة".

وعلمت "الشرق" من مصادر دبلوماسية أن الجانب الأميركي عرض على الوسطاء فكرة التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار أثناء فترة الوقف المؤقت.

ومن الموضوعات المطروحة للتفاوض في فترة الوقف المؤقت للحرب، "إبعاد عدد من قادة حماس إلى الخارج، وتوقف الحركة عن إنتاج الصواريخ، وابتعادها عن الحكم المباشر مقابل الوقف التام للحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة".

وعقد في باريس الأحد الماضي، اجتماعاً ضم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، ومسؤولي الاستخبارات المصرية والإسرائيلية ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، لبحث صفقة لتبادل الأسرى.

وقالت الولايات المتحدة وقطر الثلاثاء، إنه تم إحراز تقدم في محادثات باريس الرامية إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ما قد يؤدي مستقبلاً إلى "وقف دائم" لإطلاق النار في القطاع.

"حماس" تقدم مقترحاً بديلاً

وترفض "حماس" إبعاد أي من قادتها عن غزة، أو وقف إنتاج السلاح، لكنها توافق على التنحي عن حكم القطاع لصالح حكومة وفاق وطني فلسطينية.

وتُعد "حماس" لتقديم اقتراحات بديلة منها "هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وقطاع غزة تصل إلى 10 سنوات وربما أكثر، واستعدادها لقبول حل سياسي قائم على أساس الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967".

فيما قالت مصادر دبلوماسية لـ"الشرق"، إن الإدارة الأميركية تُعد لإطلاق عملية سياسية إقليمية أثناء وقف إطلاق النار المؤقت، تشمل "خلق مسار لإقامة دولة فلسطينية".

السلطة الفلسطينية تكثف اتصالاتها

وفي رام الله، تنخرط السلطة الفلسطينية في اتصالات مع أطراف إقليمية ودولية لبحث الأفق السياسي للاتفاق المرتقب.

وقال مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق": "لدينا رهان كبير على الدور الذي قد تلعبه السعودية في قيادة الجهود الرامية لإقامة دولة فلسطينية، وإعادة إعمار قطاع غزة".

وأشار أحد المسؤولين إلى أن "السعودية تحمل أوراق ضغط مهمة قادرة على تغيير المسارات، فهي تتمتع بثقل دولي وإقليمي كبير يؤهلها لخلق مسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية".

واستدرك بالقول: "لكن ذلك يعتمد على الدور الذي تلعبه الإدارة الأميركية في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول مثل هذا العرض".

خيارات لاعتراف أميركي محتمل بدولة فلسطينية

وفي السياق، قال مسؤولان أميركيان الأربعاء، لـ"أكسيوس"، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طلب من وزارته إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية ممكنة بشأن اعتراف أميركي محتمل بدولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب في غزة.

وفيما قال المسؤولان إنه لا يوجد تغيير حالياً في السياسة الأميركية، إلا أن مجرد بحث وزارة الخارجية الأميركية خياراً كهذا، يعكس تغيراً في تفكير الإدارة الأميركية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو أمر حساس للغاية، محلياً ودولياً.

ويعتقد البعض داخل إدارة بايدن، أن الاعتراف بدولة فلسطينية، ربما يجب أن يكون خطوة أولى تجاه مفاوضات حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بدلاً من أن يكون الخطوة الأخيرة.

ولعقود ظلت السياسة الأميركية تعارض الاعتراف بفلسطين كدولة، على المستوى الثنائي، وفي مؤسسات الأمم المتحدة، والتأكيد على أن قيام دولة فلسطينية يجب أن يتم فقط عبر "مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".

ولكن مسؤولاً أميركياً، رفيع المستوى، قال إن مساع إيجاد مخرج دبلوماسي من الحرب في غزة، فتح الباب أمام إعادة التفكير في الكثير من الأطر السياسية الأميركية.

وتربط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بين تطبيع العلاقات المحتمل بين السعودية وإسرائيل، وفتح مسار أمام تأسيس دولة فلسطينية، كجزء من استراتيجية ما بعد حرب غزة.

وأوضح مسؤولون سعوديون سراً وعلناً إن أي اتفاق محتمل لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشروط بمسار لا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية.

اجتماع أميركي إسرائيلي 

وبحث وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر في واشنطن مع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، ومسؤولين كبار آخرين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الحرب في قطاع غزة، وخطط اليوم التالي، وفق مصدرين مطلعين على الموضوع.

وناقش ديرمر مع سوليفان الاقتراح الأميركي لـ"اتفاقية تطبيع" مع السعودية، والتي من شأنها أن تشمل الطريق إلى دولة فلسطينية، وفق المصدرين.

 وقال البيت الأبيض، إن الاجتماع بحث تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن.

وديرمر شخصية معروفة في واشنطن، إذ سبق أن شغل منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، وهو معروف بقربه من نتنياهو.

تقدم في مفاوضات باريس

وأشار منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الثلاثاء، إلى "إحراز تقدم" في المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين".

ولفت إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اجتمع مع مسؤولين قطريين خلال زيارتهم إلى الولايات المتحدة، في إطار جهود واشنطن للتوصل لاتفاق يسفر عن الإفراج عن المحتجزين في غزة.

وقال كيربي: "نرى فرصة لوقف طويل للقتال في غزة يسمح بإخراج الرهائن".

قطر: نأمل اغتنام الطرفين الفرصة

وذكر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنه تم "إحراز تقدم جيد لإرساء الأساس للمضي قدماً" في تبادل المحتجزين، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء القطرية (قنا).

وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن في جلسة نقاشية للمجلس الأطلسي: "نأمل اغتنام (حماس)، وإسرائيل الفرصة، لوقف الحرب في غزة، وإعادة الأسرى والمحتجزين إلى منازلهم".

تصنيفات

قصص قد تهمك