الاتحاد الأوروبي: نطور مقترحاً مع دول عربية لإحلال السلام في المنطقة

time reading iconدقائق القراءة - 6
فلسطينيون يبحثون عن متعلقاتهم وسط أنقاض منزل قصفه الجيش الإسرائيلي في دير البلح بقطاع غزة. 20 يناير 2024 - AFP
فلسطينيون يبحثون عن متعلقاتهم وسط أنقاض منزل قصفه الجيش الإسرائيلي في دير البلح بقطاع غزة. 20 يناير 2024 - AFP
دبي-عبد السلام الشامخوكالات

قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والأمنية نبيلة مصرالي، إن التكتل يعمل حالياً على مقترح بالتعاون مع الدول العربية، من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضحت مصرالي في تصريحات لـ"الشرق"، أن الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط سفين كوبمانز، يعمل عن قرب مع "الأطراف المعنية" لإحداث اختراق في المباحثات.

وأشارت إلى أن مجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي سيناقش العديد من النقاط، بما في ذلك الوضع الحالي في الشرق الأوسط، إضافة إلى استئناف عملية السلام بالمنطقة.

محادثات مكثفة

ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات منفصلة، الاثنين، مع نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ثم مع الوزير الفلسطيني رياض المالكي، لمناقشة خطة السلام التي تقترحها أوروبا، وتمهد لحل "شامل وموثوق" لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، و"تصميم إطار لخطة سلام خلال عام واحد".

وأوضح الاتحاد الأوروبي في بيان، أن الوزراء سيناقشون "خطة سلام محتملة، والحاجة إلى خطوات ملموسة لإحياء حل الدولتين" بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويعتزم وزراء خارجية التكتل الأوروبي، عقد اجتماعات دورية مع نظرائهم من السعودية والأردن ومصر، ومع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

انقسامات داخلية

ويسعى الاتحاد الأوروبي جاهداً إلى تجاوز الانقسامات الداخلية، من أجل اتخاذ موقف موحد بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ يرفض الداعمون الأقوياء لإسرائيل مثل ألمانيا والنمسا مطالبات بوقف فوري لإطلاق النار قدَّمتها دول مثل إسبانيا وإيرلندا، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

وتتمحور الخطة التي يقترحها الاتحاد الأوروبي بشأن "مؤتمر تحضيري للسلام"، وتنص على جمع "الجهات الفاعلة الرئيسية"، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر والأردن والسعودية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

وسيكون المشاركون على اتصال دائم مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين يُشار إليهم بـ"أطراف الصراع"، ولكن لن يضطر الطرفان في البداية إلى "الجلوس مع بعضهما البعض"، وفق وكالة "رويترز".

كما سيتم تمثيل قطاع غزة والضفة الغربية من قِبَل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، بدلاً من حركة "حماس"، التي تحكم القطاع منذ عام 2007، والتي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "منظمة إرهابية".

"إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة"

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إنه لا توجد توقعات بحدوث أي اختراقات في اجتماعات الدبلوماسيين الأوروبيين، الاثنين، وفق وكالة "فرانس برس".

وأضاف المسؤول الأوروبي أن "الفكرة هي إجراء نقاش كامل مع جميع المشاركين، الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب، لتبادل وجهات النظر ومحاولة فهم مواقف الجميع بشكل أفضل".

وفي وقت سابق السبت، أكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن على حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة.

وأوضح سيجورن عبر منصة "إكس" أن "للفلسطينيين الحق في إقامة دولتهم"، مشدداً على التزام فرنسا بالوفاء بتعهدها بدعم الفلسطينيين في تحقيق هذا الهدف.

إسبانيا تدعو إسرائيل إلى وقف الحرب

من جهته، جدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأحد الماضي، دعوته إلى إسرائيل لاحترام القانون الدولي، وإلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

وقال سانشيز في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في مدينة كورونيا إنه: "تماماً كما دافعنا عن النظام القائم على القواعد عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا، نقول إنه يجب احترام القانون الإنساني الدولي في غزة والضفة الغربية".

وتابع: "ندين هجمات حماس الفظيعة، ونطالب بالإفراج غير المشروط والعاجل عن جميع المحتجزين لدى الحركة، لكن بالتصميم نفسه، نقول لحكومة (بنيامين) نتنياهو إن القصف العشوائي وقتْل الأولاد والفتيات وآلاف الأشخاص في غزة غير مقبول".

وأضاف: "نطالب بوقف دائم لإطلاق النار، ونريد دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وعقْد مؤتمر دولي للسلام، واعتراف المجتمع الدولي برمته بالدولة الفلسطينية".

وعبَّر عن دعمه لمسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، قائلاً: "نحن فخورون أن بوريل رفع صوت وراية حقوق الإنسان، في غزة وفي أنحاء الشرق الأوسط".

تحركات عربية

وفي وقت سابق، الجمعة، أفادت وكالة "بلومبرغ"، بأن 5 دول عربية قدمت "خطة شاملة" تتضمن إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ومبادرة بشأن "اليوم التالي للحرب"، بدعم من الولايات المتحدة، فيما ترفض إسرائيل الموافقة على بنود الخطة.

وذكر 8 مسؤولين في تصريحات لـ"بلومبرغ"، أن الاقتراح، الذي يصفه واضعوه بأنه "الحل الأكثر منطقية للأمن على المدى الطويل في المنطقة"، "أصبح بعيد المنال في الوقت الحالي".

وأكدوا أن "التقدم نحو الحل لن يكون ممكناً في ظل استمرار حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، بزعامة نتنياهو".

وتشمل الخطة التي تطرحها دول عربية، بما فيها السعودية والإمارات وقطر إلى جانب مصر والأردن، دفْع الحكومة الإسرائيلية إلى العمل على إقامة "دولة فلسطينية".

وقالت "بلومبرغ"، إن "الخطة التي كانت على وشك النجاح يجب أن تتحدى اليوم عدة عقبات، بما فيها الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة، والاتهامات المتبادلة، ناهيك عن شدة الشعور المناهض لإسرائيل في المنطقة".

تصنيفات

قصص قد تهمك