قالت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تسعى بنشاط لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل، مشيرةً إلى أنها تستكشف الخيارات مع الشركاء في المنطقة.
ورفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الإدلاء بتفاصيل بشأن الجهود الداخلية للوزارة بشأن هذه المسألة، لكنه قال في مؤتمر صحافي إن "تلك المساعي من أهداف إدارة الرئيس جو بايدن".
وأعرب ميلر عن سعي بلاده "بنشاط إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل"، مضيفاً: "نعتقد أن هذا هو أفضل وسيلة لتحقيق السلام والأمن الدائمين لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة".
وأشار إلى أن "هناك عدة طرق يمكنك اتباعها لتحقيق ذلك، وهناك عدد من الأحدث المتسلسة التي يمكنك تنفيذها لتحقيق هذا الهدف".
وأردف: "نبحث مجموعة واسعة من الخيارات، ونناقشها مع الشركاء في المنطقة وكذلك شركاء آخرين داخل الإدارة الأميركية".
"اعتراف محتمل" بدولة فلسطينية
وكان مسؤولان أميركيان قالا الأربعاء، لـ"أكسيوس"، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طلب من وزارته إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية ممكنة بشأن اعتراف أميركي محتمل بدولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب في غزة.
وفيما قال المسؤولان إنه لا يوجد تغيير حالياً في السياسة الأميركية، إلا أن مجرد بحث وزارة الخارجية الأميركية خياراً كهذا، يعكس تغيراً في تفكير الإدارة الأميركية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو أمر حساس للغاية، محلياً ودولياً.
ولعقود ظلت السياسة الأميركية تعارض الاعتراف بفلسطين كدولة، على المستوى الثنائي، وفي مؤسسات الأمم المتحدة، والتأكيد على أن قيام دولة فلسطينية يجب أن يتم فقط عبر "مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".
ولكن مسؤولاً أميركياً، رفيع المستوى، قال إن محاولات إيجاد مخرج دبلوماسي من الحرب في غزة، فتحت الباب أمام إعادة التفكير في الكثير من الأطر السياسية الأميركية.
وتربط إدارة بايدن بين تطبيع العلاقات المحتمل بين السعودية وإسرائيل، وفتح مسار أمام تأسيس دولة فلسطينية، كجزء من استراتيجية ما بعد حرب غزة.
وقال "أكسيوس" إن هذه المبادرة تقوم على جهود الإدارة الأميركية السابقة لحرب غزة، وللتفاوض على صفقة كبرى تشمل اتفاقاً بين المملكة وإسرائيل.
وأوضح مسؤولون سعوديون سراً وعلناً أن أي اتفاق محتمل لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشروط بمسار لا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية.
ويعتقد البعض داخل إدارة بايدن، أن الاعتراف بدولة فلسطينية، ربما يجب أن يكون خطوة أولى تجاه مفاوضات حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بدلاً من أن يكون الخطوة الأخيرة.
وقال "أكسيوس" إن هناك عدة خيارات أميركية في هذا الشأن من بينها، اعتراف ثنائي بالدولة الفلسطينية، وعدم استخدام حق النقض (الفيتو)، في مجلس الأمن الدولي ضد منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، أو تشجيع دول أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال المسؤولون الأميركيون إن مراجعة الخيارات بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، هي واحدة من ضمن أمور عدة طلب بلينكن من وزارة الخارجية النظر فيها.