مصادر لـ"الشرق": فصائل مسلحة أفرغت مستودعاتها قبل الهجوم

ضربات سوريا والعراق.. 7 مناطق خلال 30 دقيقة بقاذفات من الأراضي الأميركية

قاذفة أميركية من طراز B-1 قبل خلال إقلاعها من موقع غير محدد بالأراضي الأميركية لشن غارات على مواقع لفصائل مسلحة موالية لإيران في سوريا والعراق. 3 فبراير 2024 - AFP
قاذفة أميركية من طراز B-1 قبل خلال إقلاعها من موقع غير محدد بالأراضي الأميركية لشن غارات على مواقع لفصائل مسلحة موالية لإيران في سوريا والعراق. 3 فبراير 2024 - AFP
دبي -الشرق

شنت الولايات المتحدة، "ضربات انتقامية"، فجر السبت، على أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني، وفصائل مرتبطة بإيران في سوريا والعراق، شملت 7 مواقع في البلدين، رداً على هجوم على قاعدة "البرج 22" على الحدود الأردنية السورية، والذي أودى بحياة 3 جنود أميركيين، الأسبوع الماضي. 

وقال الجيش الأميركي في بيان، إنه في الجولة الأولى من عدة جولات، ضربت الطائرات القاذفة الأميركية أكثر من 85 هدفاً مرتبطاً بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والجماعات المسلحة التابعة له.

كما ذكر قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، مايكل كوريلا، أن الولايات المتحدة ستواصل التحرك والقيام بكل ما يلزم لمحاسبة من يهددون سلامة مواطنيها.

توقيت الضربات

قال بيان "سنتكوم"، إن أمر تنفيذ الضربات كان على الساعة الرابعة بتوقيت شرق الولايات المتحدة (21:00 بتوقيت جرينتش).

واستخدمت القوات الأميركية في هذه العملية العديد من الطائرات، بما في ذلك قاذفات B-1 بعيدة المدى، انطلقت من الأراضي الأميركية".

وأضافت "سنتكوم"، أنه تم استخدام أكثر من 125 ذخيرة "دقيقة التوجيه"، في تلك الضربات.

وقال الجنرال دوجلاس سيمز، إن القاذفات الأميركية من طراز B-1، "طارت في طريق واحد دون توقف من الولايات المتحدة"، وكانت قادرة على التزود بالوقود في الجو، مشيراً إلى أن واشنطن "واثقة تماماً" من أن المواقع التي تم ضربها كانت "مهمة جداً في إضعاف قدرات الخصوم".

المناطق المستهدفة

استهدفت الضربات الأميركية، 7 مناطق، 4 منها في سوريا و3 في العراق، خلال 30 دقيقة.

وشملت المنشآت التي تم استهدافها "مقرات القيادة والعمليات، ومراكز الاستخبارات والصواريخ والقذائف ومخازن المسيرات، والمرافق اللوجستية، ومخازن الذخيرة"، لهذه الفصائل المسلحة، والذين "سهلوا الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف".

وقال مسؤول أمني عراقي لشبكة NBC NEWS، إن الغارات الجوية الأميركية استهدفت مستودعاً للأسلحة في العراق، و3 منازل تستخدمها كتائب "حزب الله" العراقي.

في المقابل، كشفت مصادر "الشرق"، أن الضربات استهدفت مطار دير الزور العسكري في سوريا، والمناطق المحيطة به وبلدة حويجة صقر، ومنطقة الجبل المطل على حي هرابش بمدينة دير الزور.

كما تم استهداف محيط منطقة الحزام الأخضر والصناعة بمدينة ‫البوكمال،‬ وقاعدة الإمام علي شرقي ‫دير الزور.

اقرأ أيضاً

أميركا تشن "غارات انتقامية" في سوريا والعراق.. وبايدن: ستتواصل

شن الجيش الأميركي ضربات انتقامية في سوريا والعراق، ضد أهداف تابعة للحرس الثوري وفصائل مرتبطة بإيران، فيما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن "الغارات ستستمر".

كما استهدفت الضربات الأميركية، مستودعاً للأسلحة في حي العمال بمدينة دير الزور، وسيارة تابعة للحشد الشعبي محملة بالأسلحة تم إدخالها من الطريق العسكري البري بريف البوكمال، كما تم استهداف مقر فوج "أبو العباس" التابع للحرس الثوري الإيراني بجانب دوار البلعوم في مدينة ‫الميادين.

كما استهدفت الغارات، منطقتي الحيدرية والشبلي في بادية ‫الميادين‬ شرق دير الزور.

أبرز الجماعات المسلحة في دير الزور 

وتنشط في دير الزور العديد من الجماعات المسلحة هي الحرس الثوري الإيراني، لا سيما جماعة "حرس القرى"، والحشد الشعبي العراقي، وزينبيون وفاطميون، لا سيما في البوكمال، وكتائب حزب الله العراقي، التي قالت إنها علقت الهجمات على القوات الأميركية، وحركة النجباء العراقية، وفوج أبو الفضل العباس، الذي يتمركز في قاعدة عين علي.

أبرز الجماعات المسلحة في دير الزور

  • الحرس الثوري الإيراني
  • جماعة "حرس القرى"
  • الحشد الشعبي العراقي
  • زينبيون وفاطميون
  • كتائب حزب الله العراقي
  • حركة النجباء العراقية
  • فوج أبو الفضل العباس

الوجود الإيراني في سوريا

ومنذ عام 2017، تعزز وجود الجماعات المسلحة التي تتبع الحرس الثوري الإيراني في دير الزور، والبالغ عددها نحو 22 جماعة مسلحة، 9 منها جماعات محلية، و13 من جنسيات أجنبية (ليست سورية).

وتتركز أساساً في مدينة الميادين شرق دير الزور، حيث ينتشر نحو 3000 عنصر من الحرس الثوري الإيراني. ويقع أكبر مقر للحرس الثوري الإيراني في المنطقة الشرقية بالقرب من مستشفى الأسد جنوب دير الزور، ويتألف من أكثر من 400 عنصر،  جميعهم سوريون من جميع أنحاء البلاد، وفق معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

وبالإضافة إلى الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، تتمركز القوات الأفغانية التابعة لإيران، أيضاً في دير الزور. وتتمركز ميليشيات الفاطميون وزينبيون في المربع الأمني الأفغاني قرب مركز مدينة البوكمال. 

وتعد ميليشيا أبو الفضل العباس، من أكبر الفصائل العسكرية الطائفية في المنطقة، ويبلغ عدد عناصرها نحو 7310 عناصر نشطين. بعض الأعضاء سوريون والبعض الآخر من أفغانستان وإيران. ويشرفون على مخازن الأسلحة ومراكز الاحتجاز في قلعة الرحبة الأثرية جنوب الميادين، ويحرسون مقام عين علي المجاور، وفقاً للمعهد الأميركي.

وأوضحت مصادر محلية لـ"الشرق"، أن أبرز المناطق التي توجد فيها المجموعات التابعة لإيران، هي مدينة البوكمال على المنفذ الحدودي مع العراق، وبلدة صبيخان، وبلدة بقرص، وبلدة الطوب، ومدينة موحسن، وبلدة حطلة، وقرية عين علي والشريط النهري ببلدة العشارة، ومدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وبلدة الصالحية بريف دير الزور الشمالي.

"الغرف الخالية"

وتتداول وسائل إعلام سورية مصطلح "الغرف الخالية" في إشارة إلى أن غالبية المناطق المستهدفة بالضربات الأميركية الأخيرة، كانت خالية من المقاتلين والأسلحة، إذ كشفت مصادر محلية لـ"الشرق"، أن الجماعات المسلحة عمدت خلال الساعات السابقة للضربات إلى إجراء عمليات إعادة تموضع جديدة ضمن مناطق نفوذها في دير الزور.

ووفق المصادر، قامت الفصائل المسلحة التابعة لإيران في سوريا، بإفراغ مستودعات سلاح وذخائر بأطراف الميادين، ونقلها إلى منطقة الشبلي شرقي دير الزور، وتخزينها ضمن سراديب تحت الأرض.

وأضافت مصادر "الشرق"، أن تلك الجماعات "نقلت أسلحة من منطقة عياش غربي مدينة دير الزور"، إلى منطقة المزارع بأطراف الميادين، بالإضافة إلى تحركات مماثلة قرب الحدود "السورية العراقية" بأطراف البوكمال.

الرد العراقي

يحيى رسول المتحدث باسم الجيش العراقي، قال، السبت، إن الضربات الأميركية الانتقامية تشكل "انتهاكاً للسيادة العراقية"، مبدياً خشيته من "عواقب وخيمة" على أمن العراق واستقراره.

وأكد رسول، في بيان، أن الغارات الأميركية، استهدفت منطقة القائم عند الحدود مع سوريا، ومناطق حدودية عراقية أخرى.

واعتبر أنّ "هذه الضربات تعد خرقاً للسيادة العراقية وتقويضاً لجهود الحكومة العراقية، وتهديداً يجر العراق والمنطقة إلى ما لا تُحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة".

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، قال خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض جون كيربي، إن الولايات المتحدة أبلغت بغداد بالغارات الجوية.

تعليق دمشق

وزارة الدفاع السورية، أشارت إلى أن الهجمات الأميركية على مواقع وبلدات في شرق البلاد على الحدود مع العراق، أودت بحياة عدد من المدنيين والعسكريين، وأصابت عدداً آخر بجروح، وألحقت أضراراً كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية، إن "عدوان قوات الاحتلال الأميركي فجر السبت ليس له مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة الجيش السوري وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب، لكن الجيش الذي استطاع أن يهزم مختلف التنظيمات الإرهابية على مدى سنين مضت سيستمر بثباته ومبدئه في الدفاع عن سوريا".

وأوضحت الوزارة، أن الهجمات الأميركية استهدفت منطقة يحارب فيها الجيش بقايا تنظيم "داعش"، معتبرة أن هذا دليل على أن "الولايات المتحدة وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع هذا التنظيم، وتعمل لإعادة إحيائه ذراعاً ميدانيا لها".

ووصفت سيطرة القوات الأميركية على أجزاء من الأراضي السورية، بأنه "احتلال لا يمكن أن يستمر".

حرب مع إيران؟

مسؤولون أميركيون، قالوا لشبكة CNN، إن الولايات المتحدة "لا تخطط لضرب إيران"، مشددين على أن الإدارة الأميركية، "لا تنوي خوض حرب مع إيران"، على الرغم من اتهامها بتسليح الجماعات التي تقف وراء هجوم "البرج 22". 

كما سبق أن حذرت طهران، الولايات المتحدة، من شن أي ضربة مباشرة على الأراضي الإيرانية، قائلة إنه "إذا تصرفت الولايات المتحدة بهذه الطريقة، فسيكون ردها سريعاً ومثيراً".

وأصدر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الجمعة، تحذيراً شديد اللهجة، من أي هجوم أميركي محتمل، إذ قال خلال زيارة إلى قاعدة بحرية يديرها الحرس الثوري: "قلنا مرات عدة إننا لن نبدأ أي حرب، ولكن إذا أرادت دولة أو قوة ظالمة التغطرس علينا، فإن إيران سترد بقوة على كل من يتنمّر عليها"، بحسب ما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية.

تصنيفات

قصص قد تهمك