ضربات سوريا والعراق تحقق "وعد" بايدن وتجنب واشنطن وطهران مواجهة مباشرة

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال وصول جثامين ثلاثة جنود أميركيين قضوا في هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من الحدود الأردنية، 2 فبراير 2024. - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال وصول جثامين ثلاثة جنود أميركيين قضوا في هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من الحدود الأردنية، 2 فبراير 2024. - AFP
دبي-الشرق

حققت الضربات الأميركية على فصائل مرتبطة بإيران في سوريا والعراق وعد الرئيس جو بايدن بالانتقام لسقوط 3 جنود أميركيين، لكنها تركت في الوقت نفسه مجالاً لكلا الجانبين للتراجع عن "مواجهة مباشرة محفوفة بالمخاطر"، وفق "بلومبرغ".

وتعكس هذه الضربات خطة كان بايدن قد كشف عنها في الأيام الماضية، ومفادها أنه سيعاقب إيران بعد سقوط 3 جنود أميركيين في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة أميركية بالقرب من الحدود الأردنية، من قبل إحدى الجماعات المسلحة الموجودة في العراق التي تدعمها إيران. 

وذكرت "بلومبرغ"، أن هذه الاستراتيجية أكدت رغبة بايدن في الرد بقوة، وجعلت إيران ووكلاءها يعيدون التفكير قبل تنفيذ هجمات مستقبلية، مع محاولة عدم جر الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي أعمق مما كانت عليه بالفعل. 

وقال بايدن في بيان: "لقد بدأ ردنا اليوم، وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها". 

ويسعى بايدن إلى تفادي مواجهة مباشرة مع إيران، حتى لا تؤثر على المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس"، إذ إن الحرب التي تخوضها إسرائيل على غزة، ودعم إدارة بايدن للحكومة الإسرائيلية، هي أحد الأسباب التي يستشهد بها وكلاء إيران لهجماتهم المتكررة.

وقالت إيفلين فاركاس، المديرة التنفيذية لمعهد ماكين التي خدمت في البنتاجون خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما: "من خلال إظهار قوتنا العسكرية الكبيرة، ربما يمكننا تحويل مجريات الأمور مرة أخرى إلى مسار الدبلوماسية، نأمل أن يمنحنا ذلك القوة والتصميم على الضغط على الحكومة الإسرائيلية للذهاب إلى طاولة المفاوضات".

وشنت طائرات من بينها قاذفات بعيدة المدى من طراز "بي-1" قادمة من الولايات المتحدة غارات على 85 هدفاً في 7 مواقع مرتبطة بـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني والجماعات المسلحة التي تمولها إيران، وفقا لمسؤولين أميركيين.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الأهداف شملت منشآت للقيادة والسيطرة ومستودعات إمداد للصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة.

وكانت هذه هي الهجمة الأكبر على "فيلق القدس" منذ عام 2020، عندما أمر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب باغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضربة بطائرة مسيرة في العراق.

لكن قتل سليماني لم يردع إيران، كما لم تردعها الضربات الأميركية المتتالية على وكلاء إيران في الأسابيع الأخيرة، في الأسابيع الأخيرة.

وبعيداً عن العراق وسوريا تخوض الولايات المتحدة معركة أخرى مع وكيل إيراني آخر، هو الحوثيين في اليمن، الذين تسببت هجمات صواريخهم على السفن التجارية في البحر الأحمر في تعطيل التجارة العالمية. 

وكان أكبر سؤال من ضربات السبت هو: ماذا ستكون الخطوة التالية.  

وقال جيمس جيفري مستشار ترمب السابق لشؤون سوريا، لتلفزيون "بلومبرغ": "المسألة الرئيسية لديّ ويجب علينا جميعاً الاهتمام بها هي بعث إشارة إلى إيران بأنه إذا تكبد الأميركيون خسائر المرة التالية، فسنضرب أهدافاً في إيران.. هذا هو الشيء الوحيد الذي يردع إيران حقاً. والوقت سيخبرنا ما إذا كان هذا كافياً". 

وتقول "بلومبرغ" إن فريق بايدن على علم بالمخاطر، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرح وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأن الوقت الحالي هو الأكثر تقلباً في الشرق الأوسط منذ عام 1973 على الأقل.

وأعلن بلينكن أنه سيعود إلى المنطقة لتحقيق تقدم في المفاوضات لوقف إطلاق النار والتفاوض على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس"، من شأنها أن تخفف التوترات، وتمنع وكلاء إيران في اليمن ولبنان، بالإضافة إلى "حماس" من مهاجمة إسرائيل والولايات المتحدة. 

ووصف مشرعون جمهوريون الضربات بأنها غير كافية و"متأخرة".

وقالت السيناتور الجمهورية ديب فيشر من نبراسكا، وهي عضو في لجنة القوات المسلحة، في بيان إن "هذه الضربات التي أُعلنت مسبقاً، ربما لم تحقق ما يكفي لوقف محور إيران". 

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي في حديث للصحافيين، إن الولايات المتحدة لم تتواصل مع إيران منذ أن لقي الجنود الـ3 حتفهم في 28 يناير. 

وكانت إدارة بايدن قد انخرطت في محادثات غير مباشرة مع إيران بشأن الاتفاق النووي الذي تخلى عنه ترمب في عام 2018، وشهدت تقدماً مبدئياً، بما في ذلك إطلاق سراح العديد من الأميركيين المسجونين.

وتوقفت هذه المحادثات بعد هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، ولم يكن هناك سوى القليل من الاتصالات الجوهرية منذ ذلك الحين. 

وخلال هذه الفترة، واصلت إيران تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 60% على الرغم من أن المفتشين قالوا إن خطواتها بطيئة.

تصنيفات

قصص قد تهمك