الخارجية الأميركية لـ"الشرق": لا نرى ما يدل على أن إيران لا تريد التصعيد

مجلس الأمن يجتمع لبحث "ضربات سوريا والعراق".. ودعوات دولية لتجنب التصعيد

دبي-الشرق

يجتمع مجلس الأمن الدولي، الاثنين، لبحث الضربات الأميركية على مواقع في العراق وسوريا، وسط دعوات دولية لتجنب التصعيد.

وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس"، إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع، الاثنين، لبحث الضربات الأميركية في العراق وسوريا، وذلك بعدما أعلن ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، السبت، الدعوة إلى اجتماع "طارئ" للمجلس.

وقال دميتري بوليانسكي على وسائل التواصل الاجتماعي: "طالبنا بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تهديد السلام والأمن الناجم عن الضربات الأميركية على سوريا والعراق".

وأعربت بعثة الأمم المتحدة في العراق، عن"أسفها إزاء الخسائر في الأرواح والإصابات الناجمة عن الهجمات في الأيام الأخيرة"، مشيرة إلى أن "استمرار مثل هذه الضربات يمكن أن تكون له عواقب وخيمة". وناشدت البعثة الأممية "جميع الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

من جهته، دعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، جميع الأطراف إلى تجنب مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط بعد الضربات الأميركية.

وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "على الجميع أن يحاولوا تجنب أن يصبح الوضع متفجراً"، مضيفاً أن "الرد الأميركي كان متوقعاً" بعدما أشار بايدن إلى أن واشنطن سترد على الهجوم الذي أسفر عن سقوط ثلاثة جنود أميركيين على الحدود الأردنية السورية.

وصرّح بوريل بعد الاجتماع "بالتأكيد، كل هجوم يساهم في التصعيد، وأعرب الوزراء عن قلقهم البالغ إزاء هذه العملية". وأضاف: "لا يسعنا إلا دعوة الجميع إلى إدراك أنه في أي لحظة من هذه السلسلة من الهجمات والهجمات المضادة، قد تسبب شرارة حادث أكثر خطورة". 

أبرز ردود الفعل المعارضة للضربات الأميركية:

  • إيران: قالت إن الضربات "انتهاك لسيادة سوريا والعراق وسلامتهما الإقليمية" وتمثل "خطأ ومغامرة استراتيجية أخرى من أميركا".
  • روسيا: اعتبرت أن الضربات الجوية صُمِّمَت عمداً لزيادة تأجيج الصراع، ودفع دول في المنطقة إلى الحرب.
  • العراق: اعتبر هذه الضربات انتهاكاً للسيادة العراقية، وتقويضاً لجهود الحكومة، وتهديد قد يدفع المنطقة إلى عواقب وخيمة.
  • سوريا: قالت إن الضربات الأميركية تؤدي إلى تأجيج الصراع في الشرق الأوسط بطريقة خطيرة للغاية.

الخارجية الأميركية: رسالتنا واضحة

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرج لـ"الشرق"، السبت، إن هذه الضربات "رسالة واضحة" إلى الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، وهي أن "الوقت قد حان لوقف الهجمات على الأميركيين في المنطقة"، وأيضاً لتقليل قدرة هذه المليشيات على شن هجمات.

وأضاف: "إيران تقول إنها لا تريد التصعيد، لكننا لا نرى ما يدل على ذلك"، مشدداً على أن طهران "تواصل دعم وكلائها في سوريا والعراق، وتهدد أمن الدولتين".

وأشار المتحدث مجدداً إلى أن هذه الضربات "بداية فقط، والقادم سيكون وفق تقديرات الموقف"، وأنها "لم تنتهِ، وستستمر طالما بقيت التهديدات".

وألقت الولايات المتحدة باللوم على الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، في العراق وسوريا، في الهجوم على القوات الأميركية على الحدود السورية الأردنية، والذي سقط فيه 3 جنود أميركيين.

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس"، السبت، بأن المسؤولين العراقيين كانوا يحاولون، من وراء الكواليس، كبح جماح الفصائل المختلفة، بينما أدانوا أيضاً الضربات الانتقامية الأميركية باعتبارها انتهاكاً لسيادة البلاد، ودعوا إلى خروج قوات الولايات المتحدة البالغ عددها 2500 جندي في البلاد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"الشرق"، إن القوات الأميركية في العراق موجودة بناء على دعوة من بغداد، والبلدان يناقشان التعاون العسكري وتبادل المعلومات.

وأشار مسؤول أميركي لـ"أسوشيتد برس"، السبت، إلى أن "التقييم الأولي لأضرار الضربات أظهر أن الولايات المتحدة ضربت كل الأهداف المُخطَط لها، بالإضافة إلى عدد قليل من الأهداف التي ظهرت مع بدء المهمة، بما في ذلك موقع صواريخ أرض-جو ومواقع إطلاق طائرات مسيرة".

فصيل عراقي: لا نرغب في التصعيد

وألمح مسؤول في إحدى الفصائل العراقية، السبت، إلى الرغبة في "تهدئة التوترات" بعد الضربات الانتقامية التي شنتها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن المواقع التي تم استهدافها كانت فارغة.

وفي مقابلة مع "أسوشيتد برس"، أدان حسين الموسوي، المتحدث باسم حركة "النجباء"، وهي إحدى الفصائل الرئيسية المسلحة في العراق، الضربات الأميركية، قائلاً إن "واشنطن يجب أن تفهم أن كل عمل يثير رد فعل"، لكنه استخدم بعد ذلك لهجة وصفتها "أسوشيتد برس" بـ"الأكثر تصالحية"، إذ قال: "لا نرغب في تصعيد أو توسيع التوترات الإقليمية".

 

 

وأضاف الموسوي أن المواقع التي تم استهدافها في العراق كانت "خالية من المقاتلين والعسكريين وقت الهجوم".

من جهتها، أفادت شبكة "إن بي سي نيوز" بأن الرد الأولى من قبل إدارة بايدن على سقوط الجنود الثلاثة، لم يصل إلى الحد الذي كانت تأمله الشخصيات الأكثر تشدداً في الولايات المتحدة.

وفيما يحاول البيت الأبيض تجنب حرب شاملة مع إيران، يدعو العديد من الجمهوريين إلى مواجهة طهران، باعتبارها المسؤولة الأولى عن الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية في المنطقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك