أذربيجان.. فوز مرتقب لإلهام علييف في اقتراع رئاسي تقاطعه المعارضة

ملصقات الحملة الانتخابية للمرشحين لانتخابات الرئاسة في أذربيجان وضمنهم الرئيس إلهام علييف (أعلى الصورة)، في باكو قبل الانتخابات الرئاسية. 2 فبراير 2024 - AFP
ملصقات الحملة الانتخابية للمرشحين لانتخابات الرئاسة في أذربيجان وضمنهم الرئيس إلهام علييف (أعلى الصورة)، في باكو قبل الانتخابات الرئاسية. 2 فبراير 2024 - AFP
باكو-أ ف ب

تشهد أذربيجان، الأربعاء، انتخابات يُتوقّع أن يفوز فيها الرئيس الحالي إلهام علييف الذي تعززت صورته كقائد حربي بعد انتصار عسكري حققته باكو في إقليم ناجورنو قره باغ في سبتمبر.

وكان من المقرر أن يجري الاقتراع الرئاسي المقبل في أذربيجان في العام 2025، لكن رئيس الدولة الواقعة في منطقة القوقاز قرر تقديم موعد التصويت من أجل "استعادة السيادة" على كامل الأراضي بما في ذلك إقليم ناجورنو قره باغ الذي سيطرت عليه باكو في هجوم خاطف في سبتمبر، بعد أكثر من 30 عاماً من الحروب والاشتباكات.

وتسببت هذه العملية العسكرية الأذربيجانية التي انتهت في 24 ساعة، بنزوح كلّ السكان الأرمن تقريباً من الجيب، ما أفسح مجالاً لاستيطان الأذربيجانيين في المنطقة.

ويتباهى إلهام علييف (62 عاماً) بأنه "أعاد توحيد" بلده وبالتالي يجب أن تتوج الانتخابات الرئاسية الأربعاء، بداية "حقبة جديدة" لأذربيجان، كما قال في يناير.

"لا شيء يهدد علييف"

وقال الخبير السياسي المستقل المقيم في باكو نجمين كاملسوي إن "شعبية علييف في ذروتها" حالياً، مضيفاً "يشعر بأنه في أفضل موقع ممكن لتمديد سلطته لسبعة أعوام إضافية".

واعتبر نجمين كاملسوي إن "لا شيء" يمكن أن يهدّد علييف، لأنه يملك "رأس مال سياسياً واقتصادياً يكفيه ليبقى في السلطة سنوات".

وقال الخبير في حقوق الإنسان في جنوب القوقاز لدى منظمة هيومن رايتس ووتش جيورجي جوجيا: "لن يمنعه شيء من ذلك، لأن أذربيجان واحدة من أكثر الدول القمعية في المنطقة"، على حد تعبيره.

وفي الأشهر الأخيرة، أوقفت السلطات نحو عشرة صحافيين مستقلين. ولقي المُعارض توفيق يعقوبلو المصير نفسه في ديسمبر.

ووُجهت إليهم تهم مختلفة يعتبر المدافعون عنهم أنها ليست سوى ذرائع.

ويرى جوجيا أن عمليات التوقيف هذه قد تكون مرتبطة بالانتخابات، موضحاً أن "النظام الأذربيجاني" لا يريد ترك أي "إمكان للانتقاد في البلاد" حتى في غياب مرشح موثوق ينافس علييف.

"اقتراع محسوم"

وفي مثل هذه الأجواء، لا شكوك بشأن نتيجة الاقتراع، وفضّل حزبا المعارضة الرئيسيين مقاطعته.

ورفض رئيس "الجبهة الوطنية في أذربيجان" علي كريملي المشاركة في هذه "المهزلة" التي ليست سوى "تقليد للديموقراطية".

وقال كريملي في ديسمبر "يتم انتهاك كل الحقوق الأساسية للمواطنين بشكل صارخ"، مذكّرا بأن التجمعات محظورة ووسائل الإعلام "يسيطر" عليها النظام، أو يعاقبها بعنف فيما تُقمع كل أشكال المعارضة.

وأصبحت مقاطعة الانتخابات هي القاعدة بحيث اتخذت الأحزاب المعارضة القرار نفسه خلال العديد من الانتخابات المحلية وكذلك خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في العام 2018.

ويتنافس في مواجهة إلهام علييف 6 مرشحين غير معروفين، ولا يعتبر أي منهم "معارضاً حقيقياً"، حتى أن أحدهم قد غنّى علناً في الآونة الأخيرة مادحاً الرئيس الأذربيجاني، وفق "فرانس برس".

لا حظوظ للمعارضة

وفي العام 2018، حصل علييف على 86% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وهي نتيجة تحققت على حساب "مخالفات خطيرة" بحسب مراقبين.

أمّا هذا العام الحملة الانتخابية شبه معدومة، في مؤشر بحسب مراقبين إلى تزايد اللامبالاة بين السكان بنسبة أكبر من التي لوحظت في العام 2018 حين نُظّمت بعض التظاهرات.

ويرى الخبير نجمين كاملسوي أن المعارضة الأذربيجانية لا تحظى في أي حال "بشعبية" ويُنظر إليها على أنها "عفا عليها الزمن" إذ لا تقدّم "رؤية للمستقبل أو أملا" للشعب.

بدوره، يعتبر الخبير السياسي فرهاد محمدوف أن "لا بديل عن إلهام علييف".

ويتهم منتقدو علييف الرئيس باستغلال عائدات النفط والغاز من أجل إثراء أقاربه، وقد عيّن زوجته مهريبان علييفا نائبة له ومن الممكن أن يخلفه ابنه.

في المقابل، يشيد أنصاره بصفاته باعتباره يريد الحداثة وازدهار وأمن البلد.

وانتُخب إلهام علييف رئيساً لأذربيجان للمرة الأولى في العام 2003 خلفا لوالده حيدر الذي كان يحكم البلد منذ العام 1969.

تصنيفات

قصص قد تهمك