أرمينيا وأذربيجان.. تعهدات بتطبيع العلاقات واتفاق على تبادل الأسرى

time reading iconدقائق القراءة - 4
استعراض عسكري للجيش الأذربيجاني في إقليم ناجورنو قره باغ. 8 نوفمبر 2023 - AFP
استعراض عسكري للجيش الأذربيجاني في إقليم ناجورنو قره باغ. 8 نوفمبر 2023 - AFP
يريفان-أ ف ب

اتفقت أرمينيا وأذربيجان، الخميس، على اتّخاذ إجراءات ملموسة باتّجاه تطبيع العلاقات وتبادل سجناء الحرب، وفق ما جاء في بيان مشترك للبلدين.

ودار نزاع منذ عقود بين البلدين للسيطرة على إقليم ناجورنو قره باغ الذي استعادته أذربيجان بعد هجوم خاطف على الانفصاليين الأرمن في سبتمبر.

واتفق الطرفان الخميس على "اتّخاذ خطوات ملموسة تهدف لبناء الثقة"، وأكدا "نية تطبيع العلاقات والتوقيع على اتفاق سلام". ولفت البيان إلى أن باكو ستطلق سراح 32 من سجناء الحرب الأرمن، بينما ستفرج يريفان عن جنديين أذربيجانيين.

وذكر البلدان أنهما "سيواصلان مناقشة إجراءات إضافية لبناء الثقة ستتخذ في المستقبل القريب ودعوة المجتمع الدولي لدعم جهودهما"، وأشارا إلى إمكانية التوقيع على اتفاق للسلام بحلول أواخر العام.

وجرى التوصل إلى الاتفاق خلال محادثات بين مكتب رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان وإدارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

وأفادت الخارجية الأرمينية بأن يريفان "ردت إيجاباً على عرض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تنظيم الاجتماع بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في واشنطن".

مفاوضات لترسيم الحدود

ويدور النزاع بين باكو ويريفان منذ عقود على منطقة ناجورنو قره باغ الأذربيجانية التي استعادتها باكو في سبتمبر بعد هجوم خاطف.

وأرسل علييف قوات إلى قره باغ في 19 سبتمبر بعد يوم واحد من القتال، وألقت قوات انفصالية أرمنية سيطرت على المنطقة المتنازع عليها على مدى ثلاثة عقود سلاحها، ووافقت على إعادة الاندماج مع أذربيجان.

وأسدل انتصار أذربيجان الستار على النزاع الذي أدى إلى اندلاع حربين بين أذربيجان وأرمينيا في 2020، وفي التسعينات، أسفرتا عن سقوط عشرات آلاف الضحايا من الجانبين.

وفي نهاية الشهر الماضي، أعلنت الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان، استئناف المباحثات بشأن ترسيم حدودهما المشتركة. وقال المتحدث باسم رئيس اللجنة الأرمينية آني بابايان لـ"فرانس برس" إن اللجان المعنية بترسيم الحدود بدأتا "الجولة الخامسة من المحادثات"

وأوضح أن هذه اللجان يرأسها نائب رئيس الوزراء الأرميني مهير جريجوريان ونظيره الأذربيجاني شاهين مصطفاييف.

فشل جهود الوساطة

ومحادثات السلام التي لعب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا دور الوسيط فيها على حدة، لم تحقق أي تقدم يذكر حينها.

وأكتوبر الماضي، رفض علييف حضور مفاوضات مع باشينيان في إسبانيا، بسبب ما قال إنه تحيز فرنسي، إذ يتهم الرئيس الأذربيجاني باريس بـ"تسليح" أرمينيا و"تمهيد الأرضية" لحرب جديدة.

وقال عليف حينها في باكو، إن فرنسا التي تضم جالية أرمينية كبيرة "تتبع سياسة ذات نزعة عسكرية من خلال تسليح أرمينيا، وتشجيع القوى الانتقامية في أرمينيا، وتمهيد الأرضية لإثارة حروب جديدة في منطقتنا".

وردت الخارجية الفرنسية عبر بيان قالت فيه إن باريس ملتزمة بوحدة الأراضي الأرمينية، وإنها تتحرك "مع شركائها الأوروبيين والأميركيين من أجل سلام عادل في جنوب القوقاز".

وفي 2020، توسطت موسكو في وقف لإطلاق النار أنهى قتالاً امتد 6 أسابيع استعادت عقبها باكو مساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها القوات الانفصالية الأرمنية ثلاثة عقود.

وبعدها، استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علييف وباشينيان في جولات عدة من محادثات السلام، كانت آخرها في مايو، لكن هذه المحادثات فقدت زخمها، ولم تسفر عن تقدم ملحوظ في جهود المصالحة.

وبدورها نظمت الولايات المتحدة لقاءات عديدة بين وزارتي خارجية البلدين.

ورفضت أذربيجان المشاركة في محادثات تطبيع مع أرمينيا، بسبب ما وصفته "تصريحات من جانب واحد ومتحيزة" من طرف مساعد وزير الخارجية الأميركي جيمس أوبراين. وقالت باكو في بيان للخارجية إن "مثل هذا النهج الأحادي من جانب الولايات المتحدة قد يؤدي إلى فقدان دور الوساطة الأميركي".

تصنيفات

قصص قد تهمك