المبعوث الأميركي لليمن: جهود دبلوماسية للحد من هجمات الحوثيين

الحوثيون يهددون باستهداف السفن الأوروبية: سنرد إذا أطلقوا عملية في البحر الأحمر

دبي/ واشنطن -رويترزالشرق

قال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن إطلاق الاتحاد الأوروبي عملية بحرية في البحر الأحمر "سيجعل من السفن الأوروبية هدفاً للعمليات العسكرية" للجماعة، فيما أشار المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، إلى "جهود دبلوماسية جارية" لمحاولة الحد من نشاط مسلحي الحوثيين لإيقاف هجماتهم.

وجاءت تصريحات البخيتي، بعدما ذكر متحدث باسم الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أن التكتل يقترب من إطلاق مهمة بحرية خاصة "خلال أسابيع" لحماية السفن في البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون في اليمن، هجمات تستهدف سفناً تجارية وعسكرية.

وحذّر البخيتي من أن تدخل أي دولة لاعتراض هجمات الحوثيين على السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية "سيجعلها هدفاً"، مضيفاً أن عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر ستتواصل حتى توقف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة.

وأضاف عضو المكتب السياسي للحوثيين، أن تحرك الجيشين الأميركي والبريطاني في البحر الأحمر، يهدف لإتاحة المجال أمام إسرائيل "لارتكاب مزيد من الجرائم" في فلسطين.

"لا نسعى لتوسيع الصراع"

ونفى البخيتي سعي الحوثيين لتوسيع رقعة الصراع في المنطقة، قائلاً: "هم من اعتدوا علينا أولاً ببدء الحرب في غزة"، وأضاف أن العمليات العسكرية للحوثيين لم تكن تستهدف سوى السفن الإسرائيلية، ليس بهدف إغراقها، وإنما لإجبارها على تغيير مسارها لرفع الكلفة الاقتصادية على إسرائيل، لكن تدخل الولايات المتحدة دفع اليمن للرد، بحسب تعبيره

وتوعد عضو المكتب السياسي للحوثيين باستمرار القتال حتى نهاية "العدوان على اليمن".

وعلق البخيتي على زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة، قائلاً إن واشنطن ليست بحاجة إلى إرسال بلينكن بهدف تهدئة الأوضاع، وإنما يكفيها "توجيه إسرائيل بوقف العمليات العسكرية". واعتبر أن هدف الزيارة معالجة حسابات الولايات المتحدة الخاطئة في المنطقة، خاصة بعدما فشلت في مهمتها بالبحر الأحمر".

وأضاف أن الفلسطينيين "لن يطلبوا منا وقف عملياتنا إلا عندما يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ"، ورأى أن صمود الشعب الفلسطيني في وجه الحرب الإسرائيلية "تعزز بفضل تدخل اليمن والعراق ولبنان".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، تعهد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، بمواصلة "التصعيد أكثر فأكثر" إن لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.

جهود دبلوماسية

في سياق متصل، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، في تسجيل مصور نُشر الثلاثاء، إن جهوداً دبلوماسية جارية لمحاولة الحد من نشاط الحوثيين في اليمن، حتى تتوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.

وأشار ليندركينج في التصريحات التي أوردتها "رويترز"، إلى أن جهوداً دبلوماسية "تُبذل لمحاولة الحد من نشاط الحوثيين بما يساعد على تحسين الوضع" في البحر الأحمر، لافتاً إلى أن من بين تلك الجهود "المحادثات التي أجراها، في عُمان الأسبوع الماضي، وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، ونائب وزير الخارجية النرويجي، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس جروندبرج".

واتهم ليندركينج إيران بدعم هجمات الحوثيين، من خلال تزويدهم بالأسلحة ومعلومات المخابرات "وتحديد الأهداف المهمة". وتنفي طهران دعم الضربات.

وقال ليندركينج إنه كلما طال أمد هجمات الحوثيين، زاد خطر تجدد القتال في اليمن، وتعطيل شحنات الغذاء والدواء اللازمة في اليمن وغزة.

وأضاف أن هجمات الحوثيين عرقلت التجارة البحرية في أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، مما أجبر السفن على التحول إلى رأس الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى رفع أسعار التأمين وزيادة تكاليف الشحن.

وعبّر ليندركينج عن أمله في إجراء محادثات تفضي إلى "خارطة طريق" لإنهاء الحرب في اليمن.

وقال المبعوث الأميركي إنه لا يوجد أساس يجعل الحوثيين يربطون هجماتهم بالصراع بين إسرائيل وحماس، وأضاف: "نحن بحاجة إلى رؤية تهدئة جادة في غزة".

ويشن الحوثيون في اليمن منذ ثلاثة أشهر هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إنها للتضامن مع قطاع غزة الذي يشهد حرباً منذ أكتوبر الماضي.

وتعوق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي تمرّ عبره 12% من التجارة العالمية، ما تسبّب في مضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، وهو ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريباً.

تصنيفات

قصص قد تهمك