انتخابات باكستان.. تصويت "على وقع الانفجارات" ومخاوف حيال نزاهة الاقتراع

رجل أمن يتفقد طابور ناخبين ينتظرون التصويت خارج مركز اقتراع خلال الانتخابات العامة في باكستان. 8 فبراير 2024 - رويترز
رجل أمن يتفقد طابور ناخبين ينتظرون التصويت خارج مركز اقتراع خلال الانتخابات العامة في باكستان. 8 فبراير 2024 - رويترز
إسلام اباد/كويتا-وكالات

أدلى ملايين الباكستانيين بأصواتهم، الخميس، في انتخابات تشريعية، فيما لقي 2 من رجال الأمن حتفهما، وأصيب 9 بجروح بانفجار وقع، الخميس، خارج مركز اقتراع جنوب غرب باكستان، وفق ما نقلت "رويترز" عن مسؤول أمني إقليمي.

وفي خطوة تفاقم المخاوف حيال نزاهة الاقتراع، أعلنت السلطات تعليق خدمات الهواتف المحمولة عبر البلاد "للمحافظة على القانون والنظام" بعد حملة انتخابية شهدت أعمال عنف دامية بينها انفجاران، الأربعاء، أوديا بحياة 28 شخصاً.

وتوقّعت الاستطلاعات أن تكون نسب المشاركة منخفضة في أوساط الناخبين المؤهلين للتصويت بعد حملة انتخابية باهتة خيّم عليها سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان، والسجالات بين حزبه "حركة إنصاف" والمؤسسة العسكرية.

ويُتوقع أن يفوز حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز" بمعظم المقاعد، مع إشارة محللين إلى أن مؤسسه نواز شريف البالغ 74 عاماً، نال رضا الجنرالات، بحسب "فرانس برس".

وخارج مركز اقتراع في إسلام أباد، أكدت طالبة علم النفس البالغة 22 عاماً حليمة شفيق، أنها عازمة على الإدلاء بصوتها، وقالت لوكالة "فرانس برس": "أؤمن بالديمقراطية. أريد حكومة يمكنها جعل باكستان أكثر أماناً بالنسبة إلى الفتيات".

لكنّ ناخباً آخر عبّر عن الشكوك التي تراود كُثر، وقال عامل البناء سيد تصوّر، 39 عاماً: "مصدر قلقي الوحيد يتمثّل في مسألة إن كان سيحسب صوتي للحزب الذي أدليت به من أجله، في الوقت ذاته، بالنسبة إلى الفقراء، لا فرق في من يحكم.. نحتاج إلى حكومة يمكنها السيطرة على التضخم".

وفتحت مراكز الاقتراع عند الثامنة صباحاً (03:00 ت ج) ومن المقرر أن تغلق أبوابها في تمام الساعة 17:00، مع مهلة ساعة إضافية للناخبين الموجودين داخل المراكز.

ونُشر أكثر من 650 ألف عنصر من الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة، لتأمين الانتخابات التي شهدت أعمال عنف.

ويتنافس حوالى 18 ألف مرشح للفوز بمقاعد في البرلمان الوطني و4 مجالس محافظات، وتجري المنافسة على 266 مقعداً في البرلمان الوطني (مع 70 مقعداً إضافياً مخصصاً للنساء والأقليات) و749 مقعداً في البرلمانات الإقليمية.

وتُذكّر انتخابات الخميس، باقتراع عام 2018، لكن مع انقلاب الحال. فحينذاك، استُبعد شريف من الترشح بسبب إدانته بالفساد في قضايا عدة، بينما وصل خان إلى السلطة بفضل دعم الجيش له وتمتّعه بتأييد شعبي.

عمران خان في السجن

وحُكم على خان، لاعب الكريكت الدولي السابق الذي قاد باكستان للنصر في كأس العالم عام 1992، بالسجن لفترات طويلة بتهم الخيانة والفساد إلى جانب زواج غير شرعي.

ويشير محلّلون إلى أن مساعي تشويه سمعة خان، تعد دليلاً على حجم القلق في أوساط الجيش من احتمال تأدية المرشحين الذين اختارتهم "حركة إنصاف" دوراً حاسماً في الانتخابات بحسب "فرانس برس".

وما لم يحصل شريف على الأغلبية التي تمكنه من الحكم، سيتولى السلطة على الأرجح من خلال ائتلاف مع شريك أو أكثر أصغر، بما في ذلك "حزب الشعب الباكستاني"، وهو حزب عائلي يقوده بيلاوال بوتو زرداري. 

وأشارت الاستطلاعات إلى أن الانتخابات تركت لدى السكان شعوراً "بالإحباط" إلى حد غير مسبوق منذ سنوات، ويؤكد مراقبون أن الفائز سيرث دولة تعاني انقسامات عميقة واقتصاداً منهاراً.

ووصل معدل التضخم في باكستان إلى نحو 30%، بينما الروبية في حالة انهيار منذ 3 سنوات، فيما أدى العجز في ميزان المدفوعات إلى تجميد الواردات وعرقلة النمو الصناعي بشكل كبير.

تصنيفات

قصص قد تهمك