ابن بينظير بوتو يراهن على الشباب والاقتصاد للفوز بانتخابات باكستان

time reading iconدقائق القراءة - 7
بوتو زرداري، رئيس حزب الشعب الباكستاني، يتحدث خلال مقابلة مع رويترز في لاركانا، باكستان، 16 يناير 2024 - Reuters
بوتو زرداري، رئيس حزب الشعب الباكستاني، يتحدث خلال مقابلة مع رويترز في لاركانا، باكستان، 16 يناير 2024 - Reuters
لاركانا/دبيرويترزالشرق

يراهن بوتو زرداري، نجل رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو، والذي يرأس حالياً حزب الشعب الباكستاني ذي الميول الليبرالية، على الشباب والخطط الطموحة للتنمية الاقتصادية ومكافحة تغير المناخ، للفوز في الانتخابات المقبلة، وهو ما من شأنه، في حالة نجاحه، أن يجعله أصغر رئيس وزراء للبلاد منذ شغلت والدته المنصب.

ومع اقتراب موعد الانتخابات العامة المقررة في 8 فبراير، دعا زرداري البالغ من العمر 35 عاماً، وهو وزير خارجية سابق، وسليل عائلة قدمت للبلاد رئيسين للوزراء، إلى طرح أفكار واختيار قيادة جديدة لتهدئة الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.

وقال بوتو زرداري لوكالة "رويترز" في لاركانا مسقط رأسه: "تداعيات القرارات المتخذة اليوم سيواجهها شباب باكستان مستقبلاً، أعتقد أنه سيكون من الأفضل لو سمح لهم باتخاذ هذه القرارات".

ونحو ثلثي سكان باكستان البالغ عددهم 241 مليون نسمة، تقل أعمارهم عن 30 عاماً، في حين أن رؤساء وزرائها منذ عام 2000 تجاوزوا 61 عاماً في المتوسط.

ويبلغ عمر زرداري، الذي تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد البريطانية، أقل من نصف عمر نواز شريف، الذي تولى رئاسة الوزراء 3 مرات، (يبلغ حالياً 74 عاماً)، والذي يعتبره المحللون المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات، ونجم الكريكيت السابق عمران خان، 71 عاماً، الذي فاز في الانتخابات الأخيرة عام 2018.

ديون ومشكلات اقتصادية

ويتولى الفائز بالمنصب مهمة إنعاش اقتصاد متعثر يبلغ حجمه 350 مليار دولار، ويصارع التضخم التاريخي وعملة الروبية غير المستقرة التي تحد من النمو وفرص العمل للشباب.

وتلقت باكستان برنامج قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في يوليو، ما أدى إلى تجنب التخلف عن سداد الديون السيادية.

ويعتزم زرداري استغلال الغضب الواسع النطاق، قائلاً إن لديه خطة ملموسة لتوفير الكهرباء مجاناً، وتعزيز برامج السلامة الاجتماعية، على الرغم من القيود المالية.

وقال: "ما نقترحه هو إعادة هيكلة نموذج التنمية في باكستان بشكل كامل، مع وضع خطر تغير المناخ في المقدمة والمركز". وهو وعد نادر في باكستان، إذ يهدف إلى ضمان تخصيص الأموال التي تم التعهد بها، العام الماضي، والتي تتجاوز 10 مليارات دولار لمكافحة تغير المناخ، بعد الفيضانات العارمة عام 2022، والتي أدت إلى نزوح أكثر من 7 ملايين شخص.

تحدث زرداري، وهو عضو في أقوى أسرة سياسية في باكستان، في مقابلة خلال حملة شاقة استمرت 4 أسابيع ساقته إلى أكثر من 33 بلدة، في حين بدأت أحزاب أخرى، الأسبوع الماضي فقط، جمع الأصوات.

زرادي هو نجل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، التي اغتيلت أثناء حملتها الانتخابية عام 2007، وحفيد رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو، الذي أعدمه دكتاتور عسكري عام 1979، وكلاهما لا يزال يحظى باحترام الباكستانيين.

خيار بديل

ومع ذلك، فقد حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه كثير من توهجه لصالح حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، الذي يقوده نواز شريف، وحركة الإنصاف الباكستانية التي يتزعمها خان، اللذان يخوضان معركة سياسية شرسة من أجل الحصول على السلطة.

ومن خلال تقديم نفسه كبديل لهما في عام 2024، دعا مؤخراً أنصار خان إلى التصويت له أثناء وجود زعيمهم في السجن.

ويثير ترشح خان لهذه الانتخابات جدلاً سياسياً كبيرا في البلاد، فيما رفضت لجنة الانتخابات ترشحه لخوض الانتخابات العامة في 2024 في دائرتين انتخابيتين.

وأوضح فريق خان الإعلامي، أنه استُبعد من خوض الانتخابات العامة، بسبب إدانته بالفساد، لكنه قدم أوراق ترشحه للانتخابات.

لكن لجنة الانتخابات، قالت إنها رفضت ترشح خان، لأنه لم يعد مدرجاً على قوائم الناخبين المسجلين في الدائرة الانتخابية، وبسبب صدور حكم "بإدانته من محكمة واستبعاده".

 ويقول خان، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الزعيم الأكثر شعبية في البلاد، إن الجيش يستهدفه ويريد إبعاده عن خوض الانتخابات. وينفي الجيش هذه التهمة.

ويواجه خان معارك سياسية وقانونية عدّة منذ الإطاحة به من منصب رئيس الوزراء في أبريل 2022. ولم يظهر في أي مناسبة علنية منذ صدر الحكم بسجنه لمدة ثلاث سنوات في أغسطس الماضي، بتهمة بيع هدايا رسمية بشكل غير قانوني أثناء توليه منصبه من 2018 إلى 2022.

وفي انتخابات 2013، جاء حزب الشعب الباكستاني في المرتبة الثانية بعد حزب شريف، حيث حصل على 42 مقعداً من أصل 342 مقعداً. وفي عام 2018، حصل على 54 مقعداً، وجاء في المركز الثاني بعد حزبي شريف وخان.

غير أن زرداري استبعد التعاون مع أي من المتنافسين، قائلاً إنه يفضل تشكيل حكومة مع مرشحين مستقلين.

وأضاف: "كما تعلمون، سيشارك الكثير من السياسيين المستقلين، وهو على الأرجح أعلى رقم في تاريخ الانتخابات في بلادنا".

وينتمي معظم المستقلين إلى حزب خان الذي خسر هذا الشهر حقه في خوض الانتخابات على برنامج واحد، مما يجعل الانتخابات المقبلة هي الأكثر انفتاحاً في الآونة الأخيرة.

وعندما سُئل زرداري عما إذا كان يعتقد أن الجيش يدعم شريف، أجاب: "إنه بالتأكيد يعطي انطباعاً بأنه يعتمد على شيء آخر غير شعب باكستان ليصبح رئيساً للوزراء للمرة الرابعة".

وأضاف أن أسئلة الشفافية ستدور حول انتخابات 2024، تماماً كما كان الحال في الانتخابات السابقة، لكنه وحزبه يأملان في الفوز على عكس التوقعات.

بعد أن ولج زرداري المجال السياسي عندما كان مراهقاً في عام 2007، بعد اغتيال والدته، ورث حزبها في وقت لاحق، لكنه ابتعد عن السياسة حتى أنهى تعليمه.

وانتخب والده آصف علي زرداري رئيساً بعد وفاة بينظير.

وفاز زرداري بمقعد برلماني في أول انتخابات له في عام 2018، وأمضى 16 شهراً كوزير للخارجية، حتى أغسطس 2023.

تصنيفات

قصص قد تهمك