دعت كندا وأستراليا ونيوزيلندا، الخميس، إسرائيل إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، محذرة من "النتائج الكارثية" لشن عملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب القطاع الفلسطيني المحاصر.
وبينما حضت دول الكومنولث الثلاث في بيان مشترك نادر من نوعه حكومة بنيامين نتنياهو "على عدم سلوك هذا المسار"، أعرب قادة الدول الحليفة لواشنطن عن قلقهم العميق من الحرب المستمرة منذ أشهر في غزة.
وقالت الحكومة الكندية إن الدول الثلاث أصدرت بياناً عبَّرت فيه عن القلق، مما وصفتها بأنها "تداعيات ما تخطط له إسرائيل من هجوم بري في رفح".
وأضاف البيان أن "أي عملية عسكرية في رفح ستكون كارثية. هناك 1.5 مليون شخص يلوذون بهذه المنطقة، وبينهم الكثير من مواطنينا المدنيين وأسرهم. وفي ظل الموقف الإنساني المتردي في غزة بالفعل، فإن تبعات توسيع العملية العسكرية على المدنيين الفلسطينيين ستكون مدمرة".
"لا ملجأ للمدنيين الفلسطينيين"
وتابع: "نحث الحكومة الإسرائيلية على عدم المضي في هذا المسار. لا يوجد ببساطة أي مكان يلجأ إليه المدنيون".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن إسرائيل ستمضي قُدماً في هجومها على حركة "حماس" في رفح، آخر ملجأ للفلسطينيين النازحين في جنوب قطاع غزة، بعد السماح للمدنيين بإخلاء المنطقة.
وقالت الدول الثلاث أيضاً إن الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في يناير الماضي في قضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها جنوب إفريقيا يُلزم إسرائيل بحماية المدنيين، وتقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الملحة.
وأوضح البيان أن "حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية وضرورة بموجب القانون الإنساني الدولي. لا يمكن إجبار المدنيين الفلسطينيين على دفع الثمن مقابل هزيمة حماس".
جنوب إفريقيا تطالب "العدل الدولية" بالتحرك
من جهته، قال فينسينت ماجوينيا، المتحدث باسم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الثلاثاء، في أول تعليق له على طلب بلاده العاجل إلى محكمة العدل الدولية بشأن هجوم إسرائيل المنتظر على رفح جنوبي قطاع غزة، إن على المحكمة "ممارسة سلطتها بموجب المادة 75 (1) لحماية أوامرها واتخاذ تدابير مؤقتة، دون عقد جلسة استماع، نظراً لخطورة الوضع في قطاع غزة.. وننتظر رد المحكمة".
وأضاف ماجوينيا في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي AWP: "ينبغي لنا أن نتحرك بشكل عاجل لضمان منع وقوع المزيد من أعمال الإبادة الجماعية" في قطاع غزة.
وعبَّر ماجوينيا عن قلقه البالغ إزاء ما سماه "الهجوم العسكري غير المسبوق على رفح"، قائلاً: "هذا من شأنه أن يشكل انتهاكاً خطيراً لكل من اتفاقية الإبادة الجماعية، وأمر المحكمة الصادر في 26 يناير 2024".
ولم تعلن إسرائيل بعد متى تخطط شن الهجوم على رفح، أو متى ستفتح ممراً آمناً لخروج المدنيين، على الرغم من أنها شنت بالفعل بعض الغارات الجوية على المدينة، ما أسفر عن سقوط العشرات، فيما صدرت تحذيرات دولية وأممية من خطر وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي يتكدس فيها النازحون في مخيمات مترامية الأطراف، وملاجئ تديرها الأمم المتحدة بالقرب من الحدود مع مصر.
وتشكل رفح، الواقعة على حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي المستمر في أماكن أخرى من قطاع غزة.