قال مسؤولان إسرائيليان إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي، أن اعتراف الولايات المتحدة المباشر أو غير المباشر بدولة فلسطينية "سيكون جائزة لأولئك الذين خططوا ودبروا هجوم 7 أكتوبر"، وفق ما ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري.
وأثار نتنياهو اعتراف الولايات المتحدة المحتمل بدولة فلسطينية في اجتماعه الخاص مع بلينكن في القدس، الأسبوع الماضي، معرباً عن استيائه من أن الولايات المتحدة تدرس مثل هذا الخيار، وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين.
وأوضح نتنياهو لبلينكن أن مثل هذه الخطوة الأميركية ستكون "خطأً" وستضر بأي جهد من قبل إدارة بايدن لتوسيع دائرة السلام والتطبيع في المنطقة، حسبما قال مسؤول إسرائيلي.
وقال نتنياهو لبلينكن، وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين: "سيكون هذا بمثابة جائزة للفلسطينيين لقيامهم بهجوم 7 أكتوبر".
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الخارجية التعليق.
تشديد على رفض حل الدولتين
كما أثيرت القضية خلال اجتماع بين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، والقيادي الفلسطيني حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأوضح هنجبي للشيخ، أنه "لا توجد فرصة لأن تنتهي هذه الحرب بحل الدولتين"، حسبما قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ"أكسيوس".
وشدد أيضاً على أن "إسرائيل لن تغير سياستها المستمرة منذ عقود الآن لتمنح جائزة لمرتكبي 7 أكتوبر"، وفقاً للمسؤول الإسرائيلي.
وقال هنجبي للشيخ: "الأمر لا يقتصر على حكومة الليكود وحدها. لم تكن هناك دولة فلسطينية عندما كانت لدينا حكومات في إسرائيل، لذا عليك أن تكون واقعياً وأن تضع أهدافاً أكثر عملية لليوم التالي للحرب".
وبحسب "أكسيوس"، فمن شأن اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية أن يغير عقوداً من السياسة الأميركية التي دعت إلى إقامة دولة فلسطينية فقط نتيجة للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وتشعر الحكومة الإسرائيلية بقلق متزايد من أنه إذا حدث ذلك، فإنه سيضع المزيد من الضغوط على إسرائيل للقبول بدولة فلسطينية.
استباق إسرائيلي للخطوة الأميركية
ويضغط الوزراء اليمينيون المتطرفون في حكومة نتنياهو لاستباق أي خطوة أميركية من هذا القبيل من خلال تمرير قرار وزاري من شأنه أن يحدد رسمياً أن سياسة إسرائيلية تعارض قيام دولة فلسطينية، وهي خطوة امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن اتخاذها حتى الآن، رغم معارضته العلنية لإقامة دولة فلسطينية.
وتركزت استراتيجية الولايات المتحدة لما بعد الحرب حتى الآن على ربط التطبيع المحتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بإنشاء مسار "لا رجعة فيه" باتجاه دولة فلسطينية.
وفي الوقت نفسه، يعتقد البعض في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الآن أن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يكون الخطوة الأولى في المفاوضات لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدلاً من أن يكون الخطوة الأخيرة، حسبما نقل أكسيوس عن مسؤول أميركي بارز في وقت سابق.
وطلب بلينكن مؤخراً من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن اعتراف أميركي ودولي محتمل بدولة فلسطينية بعد الحرب في غزة، حسبما أفاد "أكسيوس" قبل أسبوعين.
وشددت وزارة الخارجية على أنه لم يحدث أي تغيير في السياسة الأميركية حتى الآن، وقالت إن المراجعة كانت جزءاً من عملية مستمرة للنظر في خيارات سياسية مختلفة.
وهناك عدة خيارات لاتخاذ إجراء أميركي بشأن هذه القضية، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين على المستوى الثنائي، وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن الدولي من قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وتشجيع الدول الأخرى على الاعتراف بفلسطين.
