الصين لأوكرانيا: لا نبيع "أسلحة فتاكة" لروسيا ولا "نصب الزيت على النار"

وزيرا الخارجية الصيني وانج يي والأوكراني ديميترو كولبا خلال لقاء في ميونيخ جنوب ألمانيا، 17 فبراير 2024 - twitter/DmytroKuleba/
وزيرا الخارجية الصيني وانج يي والأوكراني ديميترو كولبا خلال لقاء في ميونيخ جنوب ألمانيا، 17 فبراير 2024 - twitter/DmytroKuleba/
ميونيخ/دبي-أ ف بالشرق

قال وزير الخارجية الصيني وانج يي لنظيره الأوكراني ديميترو كوليبا إن بلاده "لا تبيع أسلحة فتاكة" لروسيا، مشدداً على أن بلاده "تواصل الدفع في اتجاه محادثات السلام ولا تصب الزيت على النار".

ورغم النزاع، لا تزال الصين شريكاً تجارياً ودبلوماسياً بالغ الأهمية لروسيا؛ التي تشاركها طموحاً يتمثل في تحقيق التوازن مع النفوذ الغربي على الساحة الدولية.

وبالإضافة إلى الدعم الاقتصادي، أثارت الولايات المتحدة شكوكاً، بأن العملاق الآسيوي يزود الجيش الروسي الذي يواصل هجومه على أوكرانيا، بالمواد والمعدات وحتى الأسلحة. لكن بكين تنفي هذه الاتهامات بشدة.

وقال وانج يي لديميترو كوليبا، خلال اجتماع عقد السبت، في ميونيخ بألمانيا، على هامش مؤتمر الأمن؛ إن الصين "تواصل الدفع في اتجاه محادثات السلام ولا تصب الزيت على النار".

وشدد على أن بكين "لا تستغل (الوضع) لجني أرباح ولا تبيع أسلحة فتاكة لمناطق النزاع أو للأطراف المتحاربين".

وتعرضت الصين لانتقادات من الغرب بشأن القضية الأوكرانية، إذ فيما دعت بكين إلى احترام سلامة أراضي جميع الدول، بما في ذلك أوكرانيا، إلا أنها لم تدن روسيا علناً.

كما تحاول بكين تصنيف نفسها على أنها طرف محايد في الحرب.

دور بناء

وأوضح وانج يي لنظيره الأوكراني، السبت، "بغض النظر عن تطور الوضع الدولي، تأمل الصين في تنمية العلاقات الصينية الأوكرانية بشكل طبيعي، وأن تستمر في تحقيق الفائدة للشعبين".

وأضاف "سنواصل أداء دور بنّاء لإنهاء الحرب واستعادة السلام في أقرب وقت ممكن. وحتى لو لم يكن هناك سوى بصيص أمل في السلام، فإن الصين لن تتخلى عن جهودها".

بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني على منصة (إكس)، إنه ناقش مع نظيره الصيني الحاجة إلى استعادة "سلام دائم وعادل" في أوكرانيا.

وأشار إلى أنه أبلغه برؤية أوكرانيا لقمة السلام العالمي المقبلة في سويسرا، لافتاً إلى أنهما اتفقا على ضرورة الحفاظ على التواصل بين أوكرانيا والصين على كل المستويات، ومواصلة الحوار.

ولطالما دعت بكين إلى تسوية سياسية للنزاع. وأشار مبعوثها للقضية الأوكرانية، الدبلوماسي لي هوي، في العام الماضي إلى الدور السيء، بحسب قوله، للمساعدات العسكرية التي يقدمها الغرب لأوكرانيا. 

وقال "إذا كنا نريد حقاً وقف الحرب وإنقاذ الأرواح وتحقيق السلام، فينبغي عدم إرسال أسلحة إلى ساحة القتال".

زيارة شي لموسكو

والتقى الرئيس الصيني شي جين بينج نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين مارس الماضي، في زيارة وصفها بـ"رحلة الصداقة والتعاون والسلام".

وأعرب الرئيس الروسي خلال محادثات غير رسمية بالكرملين في بداية زيارة شي، عن احترامه للمبادرة الصينية لحل النزاع في أوكرانيا، والتي طرحتها بكين في الذكرى الأولى لغزو أوكرانيا.

وأضاف بوتين أن روسيا "تحسد" الصين قليلاً على تنميتها السريعة في العقود الأخيرة.

وبعد نحو شهر على الزيارة، أجرى شي في أبريل، اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أول اتصال بين الزعيمين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، وأعلنت الحكومة الصينية حينها إرسال وفد إلى كييف، فيما أصدر زيلينسكي قراراً بتعيين سفير جديد لدى بكين.

مكاسب اقتصادية للصين

وفي ديسمبر الماضي، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن الصين حققت مكاسب اقتصادية كبيرة من الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيرة إلى أن تجارة بكين مع موسكو تجاوزت 200 مليار دولار في العام الجاري. 

وأضافت الصحيفة أن مبيعات شركات تصنيع شاحنات النقل تضاعفت في العام الماضي بفضل العملاء الروس، كما زادت صادرات بكين إلى جارتها بشكل كبير إلى الحد الذي دفع عمال البناء الصينيين إلى بناء مستودعات وأبراج للمكاتب مكونة من عشرين طابقاً، الصيف الماضي، على الحدود بين البلدين. 

ورأت الصحيفة أن مدينة "هيخه" الحدودية بين الصين وروسيا تعد نموذجاً مصغراً لعلاقة بكين الاقتصادية الوثيقة مع موسكو، لافتة إلى أن الأولى تستفيد من غزو الثانية لأوكرانيا، والذي دفع روسيا إلى التحول من الغرب إلى بكين لشراء كل شيء من السيارات إلى رقائق الكمبيوتر.

تصنيفات

قصص قد تهمك