رئيس وزراء أوكرانيا يعد بـ"معجزة اقتصادية" بمجرد انتهاء الغزو الروسي

اليابان وأوكرانيا.. 50 مذكرة تعاون وطوكيو تتعهد بحزمة مساعدات

رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال (يسار) ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا (يمين) يحضران حفل تبادل مذكرة التعاون خلال المؤتمر الياباني الأوكراني لتعزيز النمو الاقتصادي وإعادة الإعمار في طوكيو. 19 فبراير 2024. - AFP
رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال (يسار) ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا (يمين) يحضران حفل تبادل مذكرة التعاون خلال المؤتمر الياباني الأوكراني لتعزيز النمو الاقتصادي وإعادة الإعمار في طوكيو. 19 فبراير 2024. - AFP
طوكيو/دبي-وكالاتالشرق

استضافت اليابان ، الاثنين، مؤتمراً حول إعادة الإعمار في أوكرانيا، إذ أبرمت نحو أكثر من 50 مذكرة تعاون في مجالات عدة، فيما تعهدت طوكيو بتقديم حزمة مساعدات مالية لكييف، مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثالث.

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في المؤتمر الياباني الأوكراني لتعزيز النمو الاقتصادي وإعادة الإعمار، إن "الوضع ليس سهلاً، لكن مساعدة كييف على التعافي هي استثمار في المستقبل"، وفق ما أوردته وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء.

وأضاف كيشيدا في تصريحات صحافية رفقة نظيره الأوكراني دينيس شميهال، أن البلدين سيبرمان معاهدة للقضاء على الازدواج الضريبي وبدء مفاوضات لمراجعة اتفاق الاستثمار، وذلك بغرض تمكين الشركات اليابانية من الانضمام إلى مشاريع إعادة الإعمار في أوكرانيا.

وأردف أن حكومته "ستنشئ مكتباً لمنظمة التجارة الخارجية اليابانية في كييف لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، حيث قالت وزارة الخارجية إن طوكيو خففت قيود السفر لتعزيز الاستثمار في أوكرانيا".

وأكد رئيس الوزراء الياباني مجدداً "التزام اليابان دعم أوكرانيا وشعبها في الدفاع عن حريتها واستقلالها واستعادة سلامة أراضيها".

ولم يتم الإعلان رسمياً عن أي أرقام نقدية للحزمة، لكن "كيودو" ذكرت في وقت سابق هذا الشهر أن قيمتها ستبلغ نحو 15.8 مليار ين (105 ملايين دولار)، نقلاً عن مصادر لم تحددها.

ووقعت حوالي 50 شركة يابانية اتفاقيات مع نظيراتها الأوكرانية خلال الاجتماع، في مجالات تشمل الزراعة والطاقة والبنية التحتية، لكن لم يتم الكشف عن القيمة الإجمالية للصفقات.

وينعقد المؤتمر، الذي يضم نحو 300 مسؤول حكومي ومسؤول من الشركات من اليابان وأوكرانيا، وسط تزايد المخاوف من أن الدعم الذي تحظى به كييف من الدول الغربية قد يتلاشى مع التزام روسيا على ما يبدو بحرب استنزاف.

"معجزة اقتصادية"

بدوره، دعا رئيس الوزراء الأوكراني، الحكومة اليابانيّة والقطاع الخاصّ إلى زيادة الدعم لإعادة إعمار بلاده، واعداً بـ"معجزة اقتصاديّة" بمجرّد انتهاء الحرب. 

وقال شميهال: "منذ بدء الغزو الشامل، قدّمت اليابان لأوكرانيا أكثر من 10 مليارات دولار من الدّعم المتنوّع"، ما يجعلها رابع أكبر مانح.

وأضاف: "بفضل هذا التمويل خلال هذه الحرب الرهيبة التي تسبّبت بها روسيا، تمكّن ملايين الأوكرانيّين من البقاء على قيد الحياة"، موضحاً أن إجمالي خسائر الحرب المقدرة في أوكرانيا ارتفع إلى ما يقرب من 499 مليار دولار حتى نهاية عام 2023.

وتابع شميهال: "القطاع الخاصّ هو المحرّك الرئيسي لجهود إعادة الإعمار في أوكرانيا (...) نودّ أن نعمل مع اليابان على تحديث أوكرانيا وإعادة إعمارها. نريدكم جميعاً أن تكونوا جزءاً من المعجزة الاقتصاديّة لأوكرانيا".

وأردف: "ستتمكّن الشركات التي تستثمر في الاقتصاد الأوكراني الآن، من الحصول على فوائد وفرص في السنوات القليلة المقبلة لن تُصدقّوها. نجاح أوكرانيا ليس نجاحنا فحسب، بل نجاحكم أيضاً".

ودعا شميهال في خطابه كيشيدا، الذي سافر إلى أوكرانيا في مارس 2023 لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل استضافة قمة مجموعة السبع في مايو في هيروشيما، إلى زيارة أوكرانيا مرة أخرى.

وكان مقرراً أن يُلقي الرئيس الأوكراني كلمة عبر الفيديو أمام التجمّع في طوكيو، لكنّ ذلك ألغي، حسبما قال المنظّمون.

مساعدات "غير فتاكة"

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن اليابان، التي تبنت دستوراً سلمياً بعد خسارتها في الحرب العالمية الثانية، زودت أوكرانيا بمساعدات غير فتاكة، فضلاً عن المساعدات وضمانات القروض التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. 

وخففت اليابان جزئياً قواعد تصدير الأسلحة في ديسمبر الماضي، وهو أول إصلاح من نوعه منذ ما يقرب من 10 سنوات، لكنها لا تزال تفرض قيوداً على شحن الأسلحة إلى البلدان التي تشهد حرباً.

وقد أظهرت اليابان، وهي أحد الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا، التزامها بتقديم المساعدة المالية لكييف، حيث أن توفير المعدات العسكرية مقيد بموجب دستورها الذي ينبذ الحرب.

بدوره، قدر البنك الدولي كلفة إعادة بناء أوكرانيا بنحو 411 مليار دولار على مدى العقد المقبل، والتي من المرجح أن تمولها كييف من خلال القروض، ما يمثل فرصاً تجارية للشركات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليابان، بحسب "كيودو".

يشار إلى أن مجلس الشيوخ الأميركي وافق هذا الشهر على مشروع قانون يتضمن مساعدات حربية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا، لكنه يواجه معركة شاقة في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، كما وافق الاتحاد الأوروبي على حزمة مساعدات بقيمة 50 مليار يورو هذا الشهر، بعد أن تخلت المجر عن معارضتها.

تصنيفات

قصص قد تهمك