بعيداً عن الكونجرس.. إدارة بايدن تدرس "محاولة منفردة" لتشديد قوانين الهجرة

مهاجرون يطلبون اللجوء إلى الولايات المتحدة قرب السياج الحدودي مع المكسيك في إل باسو بولاية تكساس كما يظهر من سيوداد خواريز بولاية تيهواهوا بالمكسيك. 23 يناير 2024 - Reuters
مهاجرون يطلبون اللجوء إلى الولايات المتحدة قرب السياج الحدودي مع المكسيك في إل باسو بولاية تكساس كما يظهر من سيوداد خواريز بولاية تيهواهوا بالمكسيك. 23 يناير 2024 - Reuters
دبي-الشرق

تبحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اتخاذ إجراء تنفيذي "أحادي الجانب"، يتضمن الحد من طلبات لجوء المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وذلك بعد أن رفض الجمهوريون في مجلس النواب اتفاق الهجرة الذي توصل إليه أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ، حسبما ذكرت "بلومبرغ" نقلاً عن مصادر مطلعة على المسألة. 

وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها، أن الرئيس بايدن يدرس اتخاذ إجراءات، تشمل استخدام ما يسمى بـ"صلاحيات المادة 212 (f)"، التي استخدمها سلفه دونالد ترمب، مشيرة إلى أن هذه التدابير ونطاق تطبيقها لا تزال محل خلاف قانوني، إلا أن المحافظين دعوا بايدن إلى محاولة تطبيقها.

ولفتت "بلومبرغ" إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التدابير ستصمد أمام طعن قضائي شبه مؤكد.

وأصبحت مسألة التعامل مع الأوضاع على الحدود عاملاً محورياً لواحد من أكثر أهداف بايدن إلحاحاً وأهمية، وهو الموافقة على مساعدة أوكرانيا في الوقت الذي تتصدى فيه قواتها لهجوم روسي جديد.

ورفض مجلس النواب المضي قدماً في تقديم مساعدات لأوكرانيا، وإسرائيل، وتايوان دون فرض قيود جديدة على الحدود، كما رفض اتفاق مجلس الشيوخ الذي يجمع بين الأمرين.

واعتبرت "بلومبرغ"، أن أي خطوة يتخذها بايدن تمثل إشارة إلى الأهمية المتزايدة التي تحظى بها مسألة الحدود والمهاجرين كقضية مُلحة في انتخابات 2024.

ويُحمل 6 من كل 10 ناخبين في الولايات المتأرجحة بايدن "جزءاً من المسؤولية على الأقل" في زيادة أعداد المهاجرين، وفق استطلاع رأي أجرته "بلومبرغ" و"مورنينج كونسلت"، الشهر الماضي.

وكان مجلس النواب صوّت خلال شهر فبراير الجاري لصالح عزل وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، بسبب أزمة الحدود.

"عدة خيارات"

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"بلومبرغ"، طلب عدم الكشف عن هويته، إن "إدارة الرئيس بايدن تبحث عدة خيارات"، لافتاً إلى أن "هذا لا يعني أنها ستطبقها". 

فيما رفض البيت الأبيض التعليق مباشرة على التقارير، ولكنه دعا رئيس مجلس النواب مايك جونسون إلى مساندة مشروع القانون المقدم من الحزبين، رغم أن معارضة ترمب الضارية له أدت إلى فشله في مجلس الشيوخ.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أنجيلو فرنانديز هرنانديز في رسالة عبر البريد الإلكتروني لـ"بلومبرغ"، إن "الجمهوريين في الكونجرس اختاروا أن يقدموا السياسات الحزبية على أمننا القومي، ورفضوا ما قال ضباط الحدود إنهم يحتاجون إليه، وبعد ذلك منحوا أنفسهم إجازة لمدة أسبوعين".

وأضاف أنه "ليس هناك إجراء تنفيذي، مهما بلغت حدته، يمكن أن يحقق الإصلاحات السياسية المهمة، ويؤمن الموارد الإضافية المٌلحة التي يمكن أن يقدمها الكونجرس ويرفضها الجمهوريون".

وتابع: "نواصل دعوة رئيس مجلس النواب مايك جونسون، والنواب الجمهوريين إلى تمرير الاتفاق الذي توصل إليه الحزبان بشأن تأمين الحدود".

وكانت شبكتا CNN وNBC News أوردتا في تقارير سابقة أنباءً عن إجراء هذه النقاشات.

بايدن "عالق بين أجندات متنافسة"

ووصفت "بلومبرغ" الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه "عالق بين أجندات متنافسة"، في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات، وتثير مزيداً من القلق في واشنطن.

وأضافت أن مجلس الشيوخ عمل لعدة أشهر على مشروع قانون، ولكن العديد من الجمهوريين تخلوا عنه فجأة بعد أن أصبح موقف ترمب واضحاً. كما سارع جونسون إلى رفض هذا الإجراء، ولكنه لم يقترح بديلاً يمكن أن يحظى بقبول الديمقراطيين في مجلس الشيوخ.

ويواجه الرئيس الأميركي مطالب من رؤساء البلديات وحكام الولايات، ومنهم الديمقراطيون، لعمل شيء ما لوقف تيار الأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين يعبرون إلى الولايات المتحدة ويقدمون طلبات لجوء.

وعلى الجانب الآخر، يحض مدافعون عن الهجرة بايدن على الامتناع عن تنفيذ بعض الإجراءات التي أصدرها ترمب.

في هذا السياق قالت كيري تالبوت، مديرة مجموعة مناصرة تحمل اسم Immigration Hub، في بيان إن "إدارة بايدن يجب أن تتأكد من أن أي إجراء تنفيذي يتعلق بأمن الحدود يحمي الإجراءات القانونية الواجبة تجاه طالبي اللجوء".

وأضافت أن "حظر اللجوء سيكون مضللاً وغير قانوني"، لافتة إلى أن "الأميركيين يريدون نظاماً محكماً على الحدود يحمي الوصول إلى اللجوء".

تصنيفات

قصص قد تهمك