أعلن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، الأحد، أنه سيترشح لولاية جديدة في عام 2025، فيما توجّه الناخبون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية ومحلية تخضع لرقابة مشددة وتقاطعها المعارضة.
وقال لوكاشينكو للصحافيين في مركز اقتراع بعد الإدلاء بصوته: "أخبروهم (المعارضين في المنفى) أنني سأترشح"، مضيفاً: "ليس هناك رئيس مسؤول يتخلى عن شعبه الذي ناصره في المعركة"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (بيلتا).
وتابع: "ما زلنا على بُعد عام من الانتخابات الرئاسية. يمكن أن تتغير أشياء كثيرة. بطبيعة الحال، أنا ونحن جميعاً، المجتمع، سنتفاعل مع التغيرات التي ستحدث في مجتمعنا والوضع حتى تحين الانتخابات في غضون عام".
ويحكم لوكاشينكو (69 عاماً) بيلاروس منذ عام 1994، وهو أحد أوثق حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويتهم الرئيس البيلاروسي الغرب بمحاولة استخدام التصويت لتقويض حكومته و"زعزعة استقرار" الدولة التي يبلغ عدد سكانها 9.5 مليون نسمة.
"رقابة مشددة"
واتجه الناخبون في بيلاروس للإدلاء بأصواتهم، الأحد، في انتخابات برلمانية ومحلية تخضع لرقابة مشددة وتقاطعها المعارضة، التي رفضت الاقتراع، ووصفته بأنه "مهزلة لا معنى لها"، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
وينتمي معظم المرشحين إلى الأحزاب الأربعة المسجلة رسمياً وهي، "بيلايا روس، والحزب الشيوعي، والحزب الديمقراطي الليبرالي، وحزب العمل والعدالة".
وتدعم جميع هذه الأحزاب سياسات لوكاشينكو، فيما تم حرمان نحو 10 أحزاب أخرى من التسجيل العام الماضي.
"مقاطعة الاقتراع"
وحثَّت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا، الموجودة في ليتوانيا، الناخبين على مقاطعة الانتخابات.
وقالت تسيخانوسكايا في بيان: "لا يوجد مرشحون قادرون على تقديم تغييرات حقيقية لأن النظام لم يسمح إلا للدمى التي تناسبه بالمشاركة"، مضيفة: "ندعو إلى مقاطعة هذه المهزلة التي لا معنى لها، وتجاهل هذه الانتخابات دون خيار آخر".
ويُمثّل اقتراع الأحد أول انتخابات في بيلاروس منذ انتخابات 2020 المثيرة للجدل، والتي منحت لوكاشينكو فترة ولايته السادسة، وأثارت موجة غير مسبوقة من المظاهرات الحاشدة.
واجتاحت الاحتجاجات البلاد لعدة أشهر، وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع، وتم اعتقال أكثر من 35 ألف شخص، وتم إغلاق المئات من وسائل الإعلام المستقلة والمنظمات غير الحكومية وحظرها، وفق "أسوشيتد برس".
واعتمد لوكاشينكو على الدعم السياسي من حليفته الرئيسية روسيا للبقاء في السلطة ومواجهة الاحتجاجات. وسمح لموسكو باستخدام الأراضي البيلاروسية لإرسال قوات إلى أوكرانيا في فبراير 2022.
"قمع المعارضة"
وتجري الانتخابات وسط حملة قمع لا هوادة فيها ضد المعارضة، ولا يزال أكثر من 1400 سجين سياسي وراء القضبان، بما في ذلك قادة أحزاب المعارضة والمدافع الشهير عن حقوق الإنسان أليس بيالياتسكي، الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 2022، وفق "أسوشيتد برس".
وأشار مركز فياسنا لحقوق الإنسان إلى أن ن الطلاب والجنود والمعلمين وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية أُجبروا على المشاركة في التصويت.
وقال ممثل فياسنا بافيل سابيلكا إن "السلطات تستخدم كل الوسائل المتاحة لضمان النتيجة التي تحتاجها، من بث الدعاية التلفزيونية إلى إجبار الناخبين على الإدلاء بأصواتهم مبكراً"، ولفت إلى أن الاعتقالات والتفتيش تجري خلال التصويت.
وزعم لوكاشينكو في حديثه مع كبار مسؤولي إنفاذ القانون في بيلاروس، الثلاثاء، أن الدول الغربية كانت تفكر في خطط للقيام بانقلاب في البلاد أو محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة.
وأمر الشرطة بتعزيز الدوريات المسلحة في جميع أنحاء بيلاروس، معلناً أن "هذا هو العنصر الأكثر أهمية لضمان القانون والنظام".
وبعد التصويت، من المقرر أن تشكل بيلاروس هيئة حكومية جديدة، الجمعية الشعبية لعموم بيلاروس، والتي تضم 1200 مقعد، بالإضافة إلى أنها ستضم كبار المسؤولين والمشرعين المحليين وأعضاء النقابات والنشطاء المؤيدين للحكومة وغيرهم.
وسيكون للجمعية صلاحيات واسعة، بما في ذلك سلطة النظر في التعديلات الدستورية وتعيين مسؤولي الانتخابات والقضاة.